تربية ..تيك أواى !!

الإنجاب هو الضامن الأساسى لاستمرار الوجود الإنسانى على الأرض...لكن شتان الفارق بين الإنجاب البيولوجى والإنجاب التربوى فقرار الإنجاب من أهم القرارات وأصعبها فالفرح يعم على جميع أفراد الأسرة لكنه فرح ممزوج بالإحساس بالمسؤلية تجاه المستقبل المنتظر لإنسان جديد فى الحياة .

واحيانا نلجأ لأبوينا ليلهمونا حسن التصرف باعتبارهم مروا بتلك التجربه ولكن وقتها يصطدم الماضى بالحاضر فقد ذكر لنا سيدنا على بن ابى طالب " لا تربوا أولادكم كما رباكم اباؤكم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم" لكننا نحاول دوما غرس الأسس والمبادئ والقيم .. الإنجاب فطرى للبشرية أجمع لكن الإنجاب التربوى هو السعى لنشأة انسان صالح نافع فى المجتمع وليست (تربية تيك أواى ) .

فالبذرة لا تُغرس وتترك بل تحتاج لعناية ورعاية حتى لا تتحول لنبتة فاسدة ...وعن الجدل حول تنظيم النسل ومن يدعي ان كثرة الإنجاب خير للمجتمع أسوة بحديث النبى ( ص) " تكاثروا تناسلوا فإنى مباه بكم الأمم " صدق الرسول فيما قال ولكن أى نسل يقصده النبى ...هل كان يقصد نسل لايصلى ...نسل يفعل الفواحش وكل موبقات الحياة ....نسل فيه الكثير والكثير من العقوق ....هل كان يقصد جيلا متروك وحيدا لمعتركات الحياة بالتأكيد لا !! .

فعلينا أن نعلم اننا الضوء الذى يضئ لهم الطريق فأياً كان نهجنا وطريقنا فسوف يسلكوه !!! فقد فسر الشيخ الجليل محمد متولى الشعراوى الآية " المال والبنون زينة الحياة الدنيا " فقال ان المولى عز وجل ذكر البنون بأنهم زينة الحياة ولم يقل ضرورة للحياة ولا أساس الحياة انما زينة فقط بالطبع زينة لها وقع كبير وعظيم فى النفس ولكن ان قدر الله لزوجين عدم الإنجاب فإنه ينعم عليهما بنعم اخرى اهمها الرضى .

ولقد زين الله الإنسان بزينة العقل والتى مُيز بها دون سائر المخلوقات .... فالزينة ان لم تكن مضيئة ومزدهرة لن تصبح زينة وكم من الأسر والبيوت المغلقة والمليئه بالمشاكل الصادمة .. بيوتا تحوى أبناء يعانون نفسياً ويمرون بمشاكل كبيرة يكون الأبناء فيها ضحية ...لذا قبل أن تنجبوا وتقرروا القيام ببناء انسان جديد سوي صالح تأكدوا انكم صالحين وتذكروا ان بناء الانسان ليست فقط مادية انما هى من النفس للنفس ومن الروح للروح .

وعلينا تذكر جملة جاءت فى حديث الرسول ( ص) ولد صالح يدعو له ...فلقد قيد الوالد (بالصالح) لأن الأجر والثواب لن يكون من غيره ...فاللهم أصلحنا يارب كى نصنع انسان صالح يستجاب لدعاءه إن غبنا.