تعويم وزير التعليم !!
عبد الرشيد مطاوع
كلاهما هَمْ، السفينة البنمية الشهيرة إيفر جيفن التى شغلت الرأى العام فى مصر بأزمتها لأيام قصيرة مضت، وطارق شوقى وزير التربية والتعليم . الاثنان «السفينة والوزير»، كانا وما زالا كابوسين، وإن تخلصت الإدارة المصرية بنجاح من الكابوس الأول وتم تعويم السفينة المشئومة بمهارة تحدث عنها الرأى العام الدولي قبل المحلي، لكن مع وزير التعليم لا يزال قرار تعويمه وخروجه من كرسى الوزارة لم يصدر بعد، رغم ما سببه ولا يزال يسببه من أزمات متتالية ومتصاعدة داخل البيت المصرى .
"شوقى" لا ينظر إلا فى مرآته الخاصة التى تُجمل ما يفعله، ولا يسمع إلا صوته فقط الذى يطربه، ويثور غاضبًا حين يسمع نقدًا عن أدائه، مدعيًا أنه يُحارَب من أعداء التطوير . نفس مرآته الخاصة تصور أنه «وزير فلتة»، جاء من كوكب العباقرة ليطورمنظومة التعليم فى مصر، حتى صار حالما أنه طوّر وعدّل وحرّك المياه الراكدة فى ملف تطوير المناهج الدراسية والدروس الخصوصية والكتاب الخارجى وحال المعلم والأبنية التعليمة وابتكر السيستم واخترع البوكليت وقدم التابلت وشيّد المدارس اليابانية، دون فاصل راحة، وعقد حوارا شعبيا لمناقشة نجاحات معاليه، ولم يحدث ولن يحدث لأسباب أهمها: أن سعادة الوزير الدكتور طارق شوقى، بحسب ما يبدو، لم يقتنع شخصيا بهذا النجاح وأنه على يقين أنه رسب بامتياز فيما أعلن عنه من تطوير طوال السنوات الخمس الأخيرة ، ويسأل سائل: وكيف رسب الوزير فى مشروع تطوير منظومة التعليم ويصر فى الوقت نفسه باستمرار ماكينة تصريحاته عن نجاحاته السراب؟! والإجابة: «حلاوة روح» وتصريحاته ليست إلا للشو والتغطية على فشله الذريع فيما يتعلق بالسيستم، وفنكوش التابلت الذى ملأ به الدنيا ضجيجًا وأهدر المليارات عليه من ميزانية الدولة، ثم يقرر فجأة إلغائه والعودة إلى الامتحان الورقي، دون طرح الموضوع فى حوار شعبى، متجاهلا لجنة التعليم بمجلس النواب، مُصرا على العزف المنفرد والاستمرار فى إفساد الحياة التعليمية وجيل بأكمله .
أظن، وبعض الظن إثم، أنه وزير غير واضح المعالم، سيستم تفكيره منتهي الصلاحية قبل سيستم وزارته، لهذا هو يستحق لقب الأوسكار عن فيلمه الخادع، والمعروض طوال الأعوام الماضية بعنوان "الوزير والتطوير".