أحمد عبده ماهر يرد على أحمد كريمة: تعدد الزوجات في الإسلام «مشروط»

انتقد المفكر الإسلامي أحمد عبده ماهر، التصريحات الأخيرة للدكتور أحمد كريمة، بشأن تعدد الزوجات، التي أثارت الكثير من الجدل عبر المواقع الإخبارية ومنصات التواصل الاجتماعي، على مدار الساعات الماضية، مؤكدا أن هذا التعدد الذي يروي شبق الرجال من شهوة النساء، غير موجود في الإسلام إطلاقا.

وأضاف أحمد عبده ماهر في تصريحات صحفية : الفقهاء يقولون إنّ تعدد الزوجات هو الأصل في الإسلام، وهذا تفسير خطأ لكلام الله، مشيرا إلى أن التعدد الموجود في الإسلام مباح لسببين اثنين فقط لا ثالث لهما، وذلك موجود بشكل قاطع في الآية رقم 3 من سورة النساء، «وَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ».

تعدد الزوجات

أوضح أن الآية نزلت بأسلوب شرط، و«إن»، أداة شرط، وبعدها خفتم فعل الشرط، وجواب الشرط فانكحوا، فإن لم يتواجد يتيم فلا يتواجد زواج، أي أن وجود أيتام هو الشرط الأول للتعدد، والشرط الثاني أن يكون ذلك بموافقة الزوجة الأولى لقوله تعالى «فإن خفتم فواحدة»، وهي الزوجة الأولى، فواحدة، ويقصد هنا إنه بمجرد الخوف من عدم القدرة على تحقيق العدل فيجب هنا الاكتفاء بزوجة واحدة، مؤكدا أن التعدد مقترن بوجود أيتام لزواج التعدد.

وأضاف: «الخوف يأتي قبل التجربة لا بعدها، كما أن القرآن قال في السورة نفسها: وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ، مشيرا إلى أن الله يتحدث عن التعدد لوجود أيتام لمن بيده أيتام موكلين له، فهنا يكون بإمكانه الزواج من أمهات الأيتام لكي يمكنه رعاية الأيتام دون حرج، وعليه أن يستأذن زوجته الأولى، ويكون الغرض من التعدد هنا تحقيق مصلحة مجتمعية وليس لشبق الرجال».

ملك اليمين

وتابع: «السبب الثاني المسموح به في تعدد الزوجات، ما ورد في الآية 3 من سورة النساء، عندما يكون عند الرجل عبد وأمة قام بتزويجهما، فلو أنجبا طفلة في هذه الحالة تكون الابنة هي ملك يمين، فيمكن للرجل الزواج من ملك اليمن، وذلك لسبب راق ومجتمعي، وهو أن زواجه منها يترتب عليه حريتها من الرق، كما سيصير كل أبويها حريْن بموجب هذا الزواج، وهي مساهمة من الإسلام في منع الرق في العالم قبل أن تنادي عصبة الأمم المتحدة بتحرير العبيد بمئات السنين».

وقال «ماهر»، إن الغربة التي تتجاوز 4 أشهر هي للنساء وليس للرجال، ولكن ليس هناك داع لهدم الأسر، والزوجة ترفض زواج زوجها من امرأة أخرى، لأنه من الطبيعي أن تغار المرأة على زوجها مثلما يغار عليها، انطلاقا من قوله تعالى «ولهن مثل الذي عليهم بالمعروف».