خطيب الجامع الأزهر: خيانة الأمانة جُرم عظيم حذرنا الله منه

ألقى الدكتور عبد الفتاح العواري، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالقاهرة، خطبة الجمعة اليوم، 2 جُمادى الأول 1444، والموافق 24 نوفمبر 2022، والتي تناول فيها موضوع: مقاصد الشريعة ومصالح الخلق.

 

خطيب الجامع الأزهر: خيانة الأمانة جرم عظيم حذرنا الله منه

وقال خطيب الجامع الأزهر، إن منظومة القيم في الإسلام مرتبطة ارتباطا وثيقا بالعقيدة، بل هي ثمرة الإيمان، فالشارع الحكيم إذا أمر بأمر أو نهى عن شيئ، فليعلم العبد إنما هو من أجل مصلحته، ليحيا حياةً طيبة يملؤها الخير.

وأضاف خطيب الجامع الأزهر، أن منظومة الأخلاق التي رسم معالمها، وأرسى قواعدها حبيب الحق سيدنا محمد، لا حصر لها، فلا يمكن لباحث أو كاتب أن يوفيها حقها، فهي تُمثل ذروة سنام رسالته، ولكن الحبيب المصطفى حصر رسالته في قوله: إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق، فرسالته اُختتِمت بها الرسالات وهيمنت عليها، فكيف للعبد أن يحيط بهذه المنظومة الفريدة التي بدأها الحق - سبحانه وتعالى - مع جميع الأنبياء واختتمها مع المصطفى صلى الله عليه وسلم؟.

وواصل خطيب الجامع الأزهر: خُلق الأمانة من أهم الأخلاق، فقد اشتملت على الأمن والأمان والإيمان، فمتى تحقق الأمن والأمان؛ تحقق الإيمان وتحققت الأمانة فمن، تحملها عليه ألا يغفل عنها، فلو غفل عنها فقد خانها، فعلى الإنسان أن يؤدي الأمانة التي فرضها الله - تعالى - عليه، فالخيانة جنح عظيم وعاقبته وخيمة، قال: إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا.

وأكمل: خيانة الأمانة جُرم عظيم حذرنا الله -سبحانه وتعالى- منه، فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٢٧) وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ.

واستطرد خطيب الجامع الأزهر: قد تعرضت السُنّة البوية المطهرة أيضا لهذا، فالنبي صلى الله عليه وسلم، بيّن أن الأمانة ليست بالأمر الهين، فلا يمكن أن نحصرها في الأموال والودائع فقط، فـ الأمانة مفهومها شامل وعام فتتناول وظائف الدين، ومصالح الدين والدنيا.

وأشار إلى أن تربية الإنسان لأولاده أمانة، فلا يُقصّر فيها، وكذا نُصح الآخرين أمانة، فلابد أن يكون الفرد أمينًا إذا ما استشاره شخص في أمر، فقد قال النبي صلي الله عليه وسلم: المستشار مؤتمن، مردفا: وكذلك المعلم أيضًا أمين على علمه، فيحذر أن يُقصِّر فيه، حتى يستقيم المجتمع وتنضبط الحياة.