الجمعة 22 نوفمبر 2024 03:42 مـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

طب و دواء

كيف تؤثر بكتيريا الأمعاء على الإنسان؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

حين يستمع الملايين حول العالم عن «البكتيريا» يذهب البعض إلى أمراض وآثار ضارة تلحق بهم جسديًا، لكن هل تساءل أحدهم يومًا ما عن آثار إيجابية لهذا المخلوق؟.. أو هل تساءل أحد عن آثار نفسية وسلوكية تفرضها البكتيريا على البشر؟

 

تقارير علمية مختلفة أزاحت الستار عن وجود ملايين البكتيريا داخل أمعاء الإنسان تنتمي لآلاف الأنواع من هذه الكائنات الدقيقة، لكن المفاجأة أن شريحة واسعة منها صديقة للجسم وتؤثر على سلوك وأفكار وتصرفات الإنسان، وفقًا لما ذكرته «بي بي سي».

 

البكتيريا والاكتئاب 

 

تلعب البكتيريا دورًا مهمًا في الحفاظ على الصحة الجسدية، وتنتج مركبات حيوية لا يستطيع جسم الإنسان تصنيعها بمفرده، كما تنتج بعض الفيتامينات، وتقوم بتحفيز الجهاز المناعي ويمكن أن يكون لها قدر كبير من السيطرة على الأدمغة من خلال المساعدة في تحرير العناصر الغذائية لها من الطعام.

 

وهنا تبدأ البكتيريا الصديقة لجسم الإنسان في تشكيل الأفكار والسلوكيات بطريقة غير مباشرة، ويمكن أيضًا أن تؤدي إلى وجود مجموعة من العلاجات الجديدة لمجموعة من حالات الصحة العقلية، مثل الاكتئاب والقلق وفصام الشخصية. 

 

تم إجراء العديد من الدراسات في أعقاب وباء كورونا لقياس مدى تأثيره الضار على الصحة العقلية للبشر، وتم ربط بعض منها تلك التأثيرات بالبكتيريا الموجودة في الأمعاء، ورغم ذلك لا تزال الدراسات البشرية المعنية برصد علاقة الأمعاء بالسلوكيات الدماغية قليلة نسبيًا.

 

وقد أجريت تلك الأبحاث على الحيوانات، ومنها الفئران، وقدمت بعض الأفكار المثيرة للاهتمام حول تفاعلات غريبة بين البكتيريا والدماغ؛ إذ أثبتت أن الفئران الخالية من الجراثيم هي الأكثر عرضة للقلق وأقل قدرة على التعلم والتذكر.

 

ليس هذا فحسب، بل إن الدراسات أثبتت أن كثرة استخدام المضادات الحيوية لفترات طويلة تؤدي إلى ضعف القدرة على التعلم وضعف الذاكرة ومهام الانتباه لدى الأشخاص الذين تناولوها بكثرة مقارنة بغيرهم.

 

ومن الملاحظات التي قد تؤكد تلك الدراسات، ملاحظة الدكتور جورج بورتر فيليبس، أحد أشهر أطباء مستشفى بيثليم القديم في العاصمة البريطانية لندن، والتي أجراها في أوائل القرن العشرين أثناء سيره في أجنحة المستشفى؛ حيث رصد أن مرضاه المصابون بالكآبة غالبًا ما يعانون من «إمساك شديد» إلى جانب علامات أخرى.

 

وهنا قرر بورتر فيليبس تطبيق نظام غذائي على 18 مريضا ليجيب على سؤال: هل للنظام الغذائي تأثير على حالتهم النفسية أم لا؟.. وأثارت نتائج تلك التجربة المدهشة حيث تم شفاء 11 مريضا، وأظهر اثنان آخران تحسناً ملحوظاً مما أكد أن بكتيريا الأمعاء لها تأثير عميق على الصحة العقلية.

 

وما بين هذا وذاك فإن هناك أطعمة تساعد على وجود البكتيريا الصديقة داخل الأمعاء، لعل أبرزها: «الزبادي، بعض أنواع الجبن مثل الشيدر والموزاريلا والجودة، الشوكولاتة الداكنة، الثوم، المانجو، والموز، الخرشوف، دقيق الشوفان، العسل، والبقوليات».

بكتيريا الأمعاء اكتئاب قلق فصام