وسط أجواء مفرحه أقباط الإسكندرية يحتفلون بعيد الغطاس المجيد بـ «القصب و القلقاس و البلابيصا»
وسط أجواء روحانية و مفرحه أحتفل الأقباط الأرثوذكس في الكنائس القبطية بالإسكندرية من مساء أمس بعيد الغطاس المجيد، بإجراءات تأمينية وتنظيمية مشددة حيث نقسمت صلاوت طقس العيد الي جزئين الجزء الأول؛ وهو عبارة عن قداس اللقان أو قداس المياة ، حيث يتم الصلاة على المياه؛ باعتبارها مناسبة يتذكر فيها الأقباط معمودية المسيح عليه السلام في نهر الأردن، وتستخدم المياه التي يتم الصلاة عليها للبركة، حيث يتبرك بها الشعب ويحصلون على زجاجات من المياه المباركة للتبرك بها ورشها على منازلهم ومحلاتهم وأمتعتهم و الجزء الثاني من الاحتفالات يتضمن قداس العيد، والذى يتم فيه تلاوة بعض الألحان الخاصة بمعمودية المسيح في نهر الأردن، وترتكز القراءات في القداس على شخصية القديس يوحنا المعمدان، وينتهي في منتصف الليل بقداس العيد .
ومن جه أخري ترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، صلوات لقان وقداس عيد الغطاس المجيد، في مقره ببيت الكرمة بكينج مريوط، الإسكندرية، وذلك لأول مرة حيث كان يصلى الغطاس سنويًا في الإسكندرية حيث ألقى قداسته عظة القداس، والتي حملت عنوان «المسيح المفرح» يأتي هذا في إطار استمرار قداسة البابا في فترة الراحة الموصى بها من قبل الأطباء، إثر حالة الإجهاد التي تعرض لها مطلع الشهر الجاري وشارك في الصلوات من أحبار الكنيسة، الأنبا دانيال مطران المعادي وسكرتير المجمع المقدس، والأنبا يوليوس الأسقف العام لمصر القديمة وأسقفية الخدمات.
وفي سياق ذاته شهدت منازل الأقباط أحتفالات داخلها حيث قاموا بتقشير البرتقال و اليوسفي و تحويلها ما يشبه الي آلة مضيئة أو علي هيئة شورية تعكس معنى عيد الغطاس، الذي يسمى أيضاً بـ«عيد الأنوار» والتي تسمي بأسم البلابيصا باعتبارها أساسيات احتفالات الأقباط بعيد الغطاس المجيد الي تعني «الشموع المضيئة»، وتشير إلى التعميد، حيث كان الأقباط قديما يغتسلون بالمياه على ضفاف النيل في عيد الغطاس، كما أنها ترمز إلى عماد السيد المسيح في نهر الأردن بجانب القصب مع القلقاس، هي من أساسيات احتفالات عيد الغطاس المجيد، الذي يحتفل به أقباط مصر، الليلة ومن هذه العادات الشعبية والفلكلورية للغطاس.
ومن جانبه قال أحد الخدام بكنيسة مارجرجس بمنطقة سيدي بشر إن هناك معاني رمزية لها دلالة روحية عند أقباط مصر، مثل القصب باعتباره نباتا ينمو عن طريق غمره في تربة بها ماء ثم يخرج بعد ذلك نباتاً كاملاً حياً، وهذا رمز للمعمودية والمعمودية موت وحياة مع السيد المسيح بعد المعمودية، ونبات القصب قلبه الداخلى لونه أبيض، وهذا يشير إلى نقاء قلب الإنسان المعمد والقلب الأبيض، أما القلقاس فيقوم الأقباط بشرائه وأكله في هذا اليوم، حيث يرمز لمعمودية للمسيح فالمتعمد يتطهر من خلال الماء من سموم الخطية كما يتطهر «القلقاس» من مادته السامة بواسطة الماء.
واضاف أن عيد الغطاس يُرمز إلى بالمعمودية «التغطيس»، والاحتفال بالغطاس يكون دائمًا في موعد ثابت، أي بعد 12 يومًا من الاحتفال بعيد الميلاد، ويُعرف عيد الغطاس بعيد أبيفانيا، أي المعمودية بالتغطيس أو عيد العماد، مشيرا إلى أن برامون الغطاس يعتبر صومًا من الدرجة الأولى، وبرامون العيد هو استعداد للعيد، وهو خاص بعيدى الميلاد والغطاس فقط، ويُصام للمساء، ولا يؤكل فيه سمك، ويصلي حسب الطقس السنوى الكنسى.
و في سياق متصل هنأ اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، الأقباط بعيد الغطاس المجيد، مؤكدًا أن مصر ستظل دائماً نسيجًا واحدًا، ورمزًا للمحبة والتسامح والسلام، وستظل مدينة الإسكندرية رمزا للتعايش الحضاري عبر العصور، متمنياً أن يعود العيد على جموع المصريين بالخير والبركات وعلى مصرنا الغالية بالأمن والأمان والسلام والرخاء.
و أشار الشريف إلى أن الإسكندرية تفتقد زيارة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، لها في هذا العيد الذي اعتاد على ترأسه كل عيد، متمنياً له الشفاء العاجل وأن يمتعه الله بالصحة والعافية.
وأكد محافظ الإسكندرية على رفع درجة الاستعداد القصوى بجميع القطاعات تزامنا مع عيد الغطاس المجيد، وأوضح أن غرفة العمليات الرئيسية بالمحافظة منعقدة بشكل دائم على مدار الـ 24 ساعة لاستقبال أي شكوى طارئة والتعامل معها على الفور.