الجمعة 22 نوفمبر 2024 07:36 مـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

آراء وكتاب

وداعا لويس بشارة

محمد

بقلم الكاتب الصحفى

محمد النقيب


ودعت منذ ساعات واحدا من الشخصيات التى اعتز بها جدا .. رجل الصناعة و الانسانية لويس بشارة .. هذا الرجل الذى اعتز بأننا جلسنا معا منذ سنوات يحكى لى الكثير من الذكريات و يثق فى ان اقوم بتحويل مذكراته الى كتاب يحمل الكثير من الكفاح و الاخلاص لزوجته الراحلة امال بشارة و رحلة عمل طويلة مليئة بالكثير من الاخفاقات و النجاحات .
عندما وقفت اودعه فى كنيسة الملاك ميخائيل بمساكن شيراتون و جثمانه امامى مرت امامى لحظات كثيرة له اذكر منها عندما التقيته فى المصنع ( BTM ) فى الصباح الباكر فى مدينة العاشر من رمضان فى مكتبه اصطحبنى فى جولة بدءت من اقدم صباغ فى مصر و الوطن العربى و كيف اشتراه من الخواجه الذى كان يعمل معه ثم كيف اسس مجموعة البشارة للازياء هذا المصنع و الصرح الكبير مرورا بين العمال و كيف يتعامل معهم بانسانية شديدة و كأنه اخ او والد لهم و هو من اوائل الشخصيات مع الراحلة زوجته الذين اسسوا مدرسة داخل المصنع و هو ما يعرف حاليا بمدارس التكنولوجيا التطبيقية .
لويس بشارة لم يكن رجل اعمال او صناعة فقط بل كان فنانا او مبدع فى رسم لوحاته المختلفة و هو ما اطلعنى عليه فى مكان يتمتع بخصوصية شديدة داخل قصره بجمعية احمد عرابى و ما اذكره انه كان يبيع هذه اللوحات بقيمة كبيرة و تذهب اموالها لاعمال الخير .
لويس بشارة كان لديه رؤية قوية فهو اول من صنع Prand name فى مصر و الوطن العربى و استكملت المسيرة ابنته الاخت العزيزة مارى لويس بشارة التى يرى فيها استكمالا لمسيرة والدتها الراحلة امال بشارة من كفاح و نجاح .
لحظات كثيرة تمر امامى و انا ارى الوداع الاخير له كيف كان ينظر الى ماكينات المصنع و يستمتع بصوتها و كيف كان يمسك بفرشاته و يصنع لوحاته القيمة و كيف يجلس على مكتبه الخاص فى فيلته و يكتب مذكراته و ذكرياته و كيف يتعامل مع ضيوفه بكرم و اخلاق دمسة .
كيف كانت الرحلة من طنطا الى القاهرة و الاستقرار بمدينة العاشر من رمضان بصرح صناعى كبير و جمعية احمد عرابى بمنزل انيق ليكون المستقر الاخير بجوار الشريكة و حب العمر الراحلة زوجته امال بشارة فى مدينة العاشر من رمضان .. رحلة قد تفيد اجيال كيف يكون الكفاح و النجاح .
رحلة لويس بشارة تستحق ان يكتب عنها الكثير و الكثير و ان تترجم الى فيلم وثائقى لواحد من ابرز الشخصيات الذين ساهموا فى تأسيس الصناعة المصرية .
و لكن الرحلة لم تنتهى يا "عم لويس بشارة" فهناك الاخت و الصديقة مارى لويس بشارة و ايضا نيللى و ياسمين و هناك الاحفاد يستكملوا المسيرة و يحافظوا على مجموعة البشارة للازياء و مارى لوى .. يحافظوا على الارث الذى تركته بعد رحلة كفاح و نجاح .. يحافظوا على اسم لويس بشارة و امال بشارة بصرحهم الصناعى الكبير .. رحمك الله يا " عم لويس " .. و رغم حزنى على رحيلك الى اننى سعدت بأن حضرتك وداعك الاخير .

اقرأ أيضاً