وداعا لويس بشارة
بقلم الكاتب الصحفى
محمد النقيب
ودعت منذ ساعات واحدا من الشخصيات التى اعتز بها جدا .. رجل الصناعة و الانسانية لويس بشارة .. هذا الرجل الذى اعتز بأننا جلسنا معا منذ سنوات يحكى لى الكثير من الذكريات و يثق فى ان اقوم بتحويل مذكراته الى كتاب يحمل الكثير من الكفاح و الاخلاص لزوجته الراحلة امال بشارة و رحلة عمل طويلة مليئة بالكثير من الاخفاقات و النجاحات .
عندما وقفت اودعه فى كنيسة الملاك ميخائيل بمساكن شيراتون و جثمانه امامى مرت امامى لحظات كثيرة له اذكر منها عندما التقيته فى المصنع ( BTM ) فى الصباح الباكر فى مدينة العاشر من رمضان فى مكتبه اصطحبنى فى جولة بدءت من اقدم صباغ فى مصر و الوطن العربى و كيف اشتراه من الخواجه الذى كان يعمل معه ثم كيف اسس مجموعة البشارة للازياء هذا المصنع و الصرح الكبير مرورا بين العمال و كيف يتعامل معهم بانسانية شديدة و كأنه اخ او والد لهم و هو من اوائل الشخصيات مع الراحلة زوجته الذين اسسوا مدرسة داخل المصنع و هو ما يعرف حاليا بمدارس التكنولوجيا التطبيقية .
لويس بشارة لم يكن رجل اعمال او صناعة فقط بل كان فنانا او مبدع فى رسم لوحاته المختلفة و هو ما اطلعنى عليه فى مكان يتمتع بخصوصية شديدة داخل قصره بجمعية احمد عرابى و ما اذكره انه كان يبيع هذه اللوحات بقيمة كبيرة و تذهب اموالها لاعمال الخير .
لويس بشارة كان لديه رؤية قوية فهو اول من صنع Prand name فى مصر و الوطن العربى و استكملت المسيرة ابنته الاخت العزيزة مارى لويس بشارة التى يرى فيها استكمالا لمسيرة والدتها الراحلة امال بشارة من كفاح و نجاح .
لحظات كثيرة تمر امامى و انا ارى الوداع الاخير له كيف كان ينظر الى ماكينات المصنع و يستمتع بصوتها و كيف كان يمسك بفرشاته و يصنع لوحاته القيمة و كيف يجلس على مكتبه الخاص فى فيلته و يكتب مذكراته و ذكرياته و كيف يتعامل مع ضيوفه بكرم و اخلاق دمسة .
كيف كانت الرحلة من طنطا الى القاهرة و الاستقرار بمدينة العاشر من رمضان بصرح صناعى كبير و جمعية احمد عرابى بمنزل انيق ليكون المستقر الاخير بجوار الشريكة و حب العمر الراحلة زوجته امال بشارة فى مدينة العاشر من رمضان .. رحلة قد تفيد اجيال كيف يكون الكفاح و النجاح .
رحلة لويس بشارة تستحق ان يكتب عنها الكثير و الكثير و ان تترجم الى فيلم وثائقى لواحد من ابرز الشخصيات الذين ساهموا فى تأسيس الصناعة المصرية .
و لكن الرحلة لم تنتهى يا "عم لويس بشارة" فهناك الاخت و الصديقة مارى لويس بشارة و ايضا نيللى و ياسمين و هناك الاحفاد يستكملوا المسيرة و يحافظوا على مجموعة البشارة للازياء و مارى لوى .. يحافظوا على الارث الذى تركته بعد رحلة كفاح و نجاح .. يحافظوا على اسم لويس بشارة و امال بشارة بصرحهم الصناعى الكبير .. رحمك الله يا " عم لويس " .. و رغم حزنى على رحيلك الى اننى سعدت بأن حضرتك وداعك الاخير .