الجمعة 22 نوفمبر 2024 04:31 مـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

آراء وكتاب

د.طارق محمود ناصر

الفرنسيون يدفعون الثمن

منذ اندلاع الثورة الفرنسية 14 يوليو 1789و التي أرخ لها علي انها الحدث المفصلي الأهم فى تاريخ البشرية.

قبل الثورة شئ و بعدها شئ اخر تماما من عمر الكون.

عصر الجمهوريات و انتهاء عصر الملكيات البغيضة. عصر انتهي فية مفهوم ملوك و عبيد انتهي فية مفهوم ملك حاكم يتحكم فى مصير اخوانة من البشر الذين لا يقلون عنة شئ بل ربما يفوقوه بمراحل من حيث العقل و الذكاء و الجهد و القدرة علي خدمة البشرية فى العموم.

الثورة الفرنسية كانت ثمرة و محصلة لقرنين من التنوير و أفكار الفلاسفة الذين أضاءوا نور الحياة لمليارات من البشر و لعهود قادمة عديدة.

و اخذت فرنسا علي عاتقها لواء تنوير الكون منذ ذلك التاريخ الخالد. و بطبيعة الحال بدأت نشرت أفكارها التنويرية الثورية علي جيرانها المقربين اولا من القارة الأوربية ثم سرعان ما انتشرت أفكارها علي ربوع الكون كلة.

و مرت بانتكاسات عديدة و ثورات مضادة من قبل العائلات الملكية المستفيدة من نظام العبودية السابق و لكن هيهات ان تعود عجلات الزمن إلي الوراء و تطور مفهوم الجمهوريات رويدا رويدا حتي تبلور فى شكلة الحالي و هو لن يكون النهائي بكل تأكيد.

فسنة الحياة هي التطور و التغيير.

و لكن و بنظرة تأملية كان جوهر الثورة الفرنسية فى شعاراتها الثلاث الشهيرة المساواة و الإخاء و العدالة هي ان يتساوى البشر فى كل أنحاء الكون و هو مطلب طبيعي و عادل جدا لأن من خلقهم هو الالة الواحد القهار.

و كان أهم ركائز الثورة الفرنسية هو الغاء مبدأ الأفضلية بكل صورة.

لا أفضلية فى لون فى عرق فى مذهب فى عائلة فى ديانة فى سلالة فى أى شئ بوجة عام.

و لذلك تبنت المبدأ العلماني و هي ان تقف علي مسافات متساوية من كل البشر مع اختلاف كل ما تم سردة سابقا من اختلافات بينهم.

و فتحت فرنسا دوما ذراعيها لكل من يلجأ إليها علي الرحب و السعة.

و لكن بشرط واحد ان تؤمن بما آمن بة و تبنوة الفرنسيون ألا و هو المبدأ العلماني باننا علي قدم المساواة و لا فرق بيننا سوى العمل و الاجتهاد و المثول لقوة القانون النابليوني الوضعي الذى أقروة بعد الثورة الفرنسية العظيمة.

و هذا هو لب المشكلة التي تكتوى بها فرنسا حاليا و هو عدم فهم المهاجرين الذين فتحت لهم فرنسا أبوابها شريطة احترام قيمهم النبيلة الخالدة و هى المساواة و الإخاء و العدالة.

فهل يستوعب المهاجرون طبيعة البلد العظيمة الذين هاجروا إليها أم تحترق فرنسا ام ان يكون الحل فى تربع اليمين القومي المتطرف مقاليد الحكم ( حزب مارى لوبان او من هم اكثر يمينا منها) و وقتها سيكون لهم وقفة حازمة و حاسمة و سيعلنون للمهاجرين إما ان تحترموا قيمنا و ما كافحنا للوصول الية بالدم و الدموع و العرق او تعودوا ادراجكم من حيث أتيتم و لكم نظامكم و لنا نظامنا.

فرنسا. أخبار فرنسا. محمد ثروت