الفرنسيون يدفعون الثمن
د. طارق محمود ناصرمنذ اندلاع الثورة الفرنسية 14 يوليو 1789و التي أرخ لها علي انها الحدث المفصلي الأهم فى تاريخ البشرية.
قبل الثورة شئ و بعدها شئ اخر تماما من عمر الكون.
عصر الجمهوريات و انتهاء عصر الملكيات البغيضة. عصر انتهي فية مفهوم ملوك و عبيد انتهي فية مفهوم ملك حاكم يتحكم فى مصير اخوانة من البشر الذين لا يقلون عنة شئ بل ربما يفوقوه بمراحل من حيث العقل و الذكاء و الجهد و القدرة علي خدمة البشرية فى العموم.
الثورة الفرنسية كانت ثمرة و محصلة لقرنين من التنوير و أفكار الفلاسفة الذين أضاءوا نور الحياة لمليارات من البشر و لعهود قادمة عديدة.
و اخذت فرنسا علي عاتقها لواء تنوير الكون منذ ذلك التاريخ الخالد. و بطبيعة الحال بدأت نشرت أفكارها التنويرية الثورية علي جيرانها المقربين اولا من القارة الأوربية ثم سرعان ما انتشرت أفكارها علي ربوع الكون كلة.
و مرت بانتكاسات عديدة و ثورات مضادة من قبل العائلات الملكية المستفيدة من نظام العبودية السابق و لكن هيهات ان تعود عجلات الزمن إلي الوراء و تطور مفهوم الجمهوريات رويدا رويدا حتي تبلور فى شكلة الحالي و هو لن يكون النهائي بكل تأكيد.
فسنة الحياة هي التطور و التغيير.
و لكن و بنظرة تأملية كان جوهر الثورة الفرنسية فى شعاراتها الثلاث الشهيرة المساواة و الإخاء و العدالة هي ان يتساوى البشر فى كل أنحاء الكون و هو مطلب طبيعي و عادل جدا لأن من خلقهم هو الالة الواحد القهار.
و كان أهم ركائز الثورة الفرنسية هو الغاء مبدأ الأفضلية بكل صورة.
لا أفضلية فى لون فى عرق فى مذهب فى عائلة فى ديانة فى سلالة فى أى شئ بوجة عام.
و لذلك تبنت المبدأ العلماني و هي ان تقف علي مسافات متساوية من كل البشر مع اختلاف كل ما تم سردة سابقا من اختلافات بينهم.
و فتحت فرنسا دوما ذراعيها لكل من يلجأ إليها علي الرحب و السعة.
و لكن بشرط واحد ان تؤمن بما آمن بة و تبنوة الفرنسيون ألا و هو المبدأ العلماني باننا علي قدم المساواة و لا فرق بيننا سوى العمل و الاجتهاد و المثول لقوة القانون النابليوني الوضعي الذى أقروة بعد الثورة الفرنسية العظيمة.
و هذا هو لب المشكلة التي تكتوى بها فرنسا حاليا و هو عدم فهم المهاجرين الذين فتحت لهم فرنسا أبوابها شريطة احترام قيمهم النبيلة الخالدة و هى المساواة و الإخاء و العدالة.
فهل يستوعب المهاجرون طبيعة البلد العظيمة الذين هاجروا إليها أم تحترق فرنسا ام ان يكون الحل فى تربع اليمين القومي المتطرف مقاليد الحكم ( حزب مارى لوبان او من هم اكثر يمينا منها) و وقتها سيكون لهم وقفة حازمة و حاسمة و سيعلنون للمهاجرين إما ان تحترموا قيمنا و ما كافحنا للوصول الية بالدم و الدموع و العرق او تعودوا ادراجكم من حيث أتيتم و لكم نظامكم و لنا نظامنا.