الجمعة 22 نوفمبر 2024 09:37 صـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

آراء وكتاب

دروس ما بعد الطوفان

علموا أولادكم أن فلسطين محتلة، وأن المسجد الأقصى أسير، وأن الكيان الصهيوني عدو، وأن المقاومة شرف، وأن التطبيع خيانة، والتخاذل عن نصرة تلك القضية عار، وإنه لا يوجد دولة أسمها إسرائيل.

فجر السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ ضرب العالم موعداً مع حدثٍ جلل، كسر بقوته قواعد بنيت على تاريخ باطل وأسطورة هشة صنعها أصحابها وبالونه مملوءة بالهواء انفجرت في وجه عدو متغطرس فقد توازنه على أيدي ابطال المقاومة الفلسطينية.

هنا غزة، تاريخ يُعادل أمة، هنا مصنع الرجال أطفال بلا طفولة وشيوخ بلا شيخوخة وشباب لم تتربى على لعبة البابجي ولا مهرجان بنت الجيران، لينشأ جيل صامد يحفظ قضيته ويقدر تضحياته.

اقرأ أيضاً

غزة وحدها تواجه أعداء الأمة إسرائيل ومن وراءها أمريكا والغرب جميعهم، شعب غزة الأعزل يواجه حرباً غير متكافئة يباركها القانون الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن، وجميع المنظمات الحقوقية والإنسانية، ويغض عنها الطرف جزء كبير من المجتمع العربي المتخاذل.

سقطت تفاحة واحدة فاكتشفوا قانون الجاذبية، وفي غزة سقطت آلاف الجثث ولم يكتشفوا قانون الإنسانية، حقاً أن الضمير العربي في نزهه خارج الوطن، والضمير العالمي ضمير غائب تقديره القوة، والضمير العربي ضمير مستتر تقديره الخزي والعار، الحقيقة أن الإنسانية تعرت في أوضح صورها يموت الضمير الإنساني ويتلاشى العار ويسقط الشرف وتتهاوى ادعاءات الأمم المتحدة ويسود الصمت في كل ارجاء العالم الساقط والمجرد مما يدعي، ويسقط الضمير العربي والعالمي وتسقط قيمة أمة عربية ليس لها من العروبة سوى أسمها.

وها هو القطاع الطاهر يمسح العار عن جبين الأمة المسلمة و يُرجع لها شرفها المسلوب عندما ارتمت في احضان العاشق غير الشرعي وارتخت عضلاتها وسلّمت نفسها لغاصب فضّ بكارتها منذُ زمن.

هناك في القطاع يسقط شهيداً ويسقط معه الضمير العربي والعالمي وتسقط قيمة أمم عربية ليس لها من العروبة سوى اسمها المخذول والمركون في زوايا الصمت والمهانة والخوف والتطبيع لبيع أشرف قضية أمام عدو غاشم لا يتسم بالرجولة.

هناك في القطاع يموتوا حديثيّ الولادة ليس لأنهم استشهدوا في غارات العدو وبل لأنهم عرفوا أن الحياة نذلة والعالم العربي والإسلامي يُدين و يستنكر لا غير، يزداد الهلاك و يدنوا الموت ويزداد معه المجون والفسق والعار والخوف ليطغى فوق كل رأس وقبعة وعقال.

قرأت منشوراً على صفحات السوشيال ميديا لبعض المتعاطفين مع أبناء غزة الأبية يطالب من خلاله جلب أطفال غزة ليتربوا هنا بين أبنائنا والحقيقة نحن الذين وجب علينا أن نذهب إلى هناك لنتربى بين أطفال غزة أحدهم لم يتجاوز عمره عشرة أعوام ويلقن شقيقه الشهادة بطمأنينة، وأخرى لم يتجاوز عمرها ثمانية أعوام تصف العدو بالهش وتعزي نفسها في فقد والدها، الحقيقة نحن من يستوجب علينا الذهاب إلى هناك لنتربى على العقيدة الثابتة والصبر والقوة.

يا سادة نحن الذين نستحق أن يقف الجميع حداداً على أرواحنا التي ماتت بموت ضمائرنا وليس أطفال غزة برداً وسلاماً عليكم يا رفقاء إبراهيم في الفردوس أنتم الأعلون والله معكم.

فلسطين الكيان الصهيوني أمريكا الغرب العرب حماس المقاومة غزة