هل سيصبح القاضي والمحامي روبوتات في عالم الذكاء الاصطناعي؟
قال المحامي والمستشار القانوني الإماراتي محمد النجار، إن شعار معرض جايتكس جلوبال بدبي هذا العام هو (العام الذي يمكننا أن نتخيل فيه وجود الذكاء الاصطناعي في كل شيء في حياتنا) وهي فرصة للتفكير للحظات والتأمل في شكل مستقبلنا الذي يملأ الذكاء الاصطناعي تفاصيله، وهو قريب جداً.
وأضاف النجار، وهو أول محامي يشارك في معرض جيتكس جلوبال بدبي، إنه يشارك في المعرض لعدة أسباب، تتمثل في البحث عن البشر في جزئين مهمين: أولاً: مستقبل عمل البشر ووظائفهم، وطرح تساؤل هل سيخسر كثير من البشر وظائفهم مثلما خسارة كثير من الوظائف في الولايات المتحدة لقيام الذكاء الاصطناعي محل الموظفين، وهنا لا بد من الإشارة إلى حق العمل والكسب وهو حق من حقوق الإنسان الذي يكفله القانون المحلي والدولي، والجزء الثاني: هو حقوق البشر في عالم الذكاء الاصطناعي وتحديداً حقوق الملكية الفكرية وضمان الخصوصية وحماية البيانات والمعلومات الشخصية التي تكفلها أيضاً القوانين.
وأضاف، أن المعرض فرصة لمناقشة شكل وظيفة المحامي في المستقبل، وهل سيشكل الذكاء الاصطناعي تهديداً لوظائف مئات الآلاف من المحامين حول العالم، وهل من الممكن أن تصبح منظومة العدالة بكل تفاصيلها معتمدة على الذكاء الاصطناعي، وهل سنرى قاضي أو محامي روبوت في المستقبل، مشدداً على أنه لا يمكن وضع تصور لهذا الأمر إلا في مناقشات ثرية في معرض بحجم جيتكس جلوبال.
وأشار النجار إلى أن، التطور التكنولوجي سلاح ذو حدين، فعندما اخترع ألفريد نوبل الديناميت، كان غرضه نبيل في استخدامه لمساعدة عمال المناجم في تفجير الصخور لاستخراج كنوز باطن الأرض، لكن للأسف البشر استخدموا اختراعه في التفجير في الحروب وقتل بعضهم بعضاً، واستطرد: من المهم أن نذكر أن الذكاء الاصطناعي يسهل حياة البشر من خلال القيام بوظائف متعددة ما يسهل الوقت والجهد والمال، لكن لا يجب أن نتغافل عن حقوق الإنسان في حماية بياناته وعدم السطو على ما يملك، وحماية حقوق الملكية الفكرية لأن ليس من القانوني والمنطقي أن تسرق جهد إنسان بذل كثير من الوقت والجهد والمال لاختراع شيء ما، ثم يأتي شخص آخر لسرقة فكرته أو استنساخه دون أي اعتبار للمجهود الذي بذله الشخص الأول، وهنا نقول أنه مثلما لديك طبيب تتعامل معك يساعدك في حماية صحتك من الأمراض، يجب أن يكون لديك محامي يساعدك في حماية وضمان حقوقك من الضياع وخصوصاً إذا كنت مستثمر أو شركة ناشئة.
وأشاد المحامي محمد النجار بالتشريعات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي في الدولة، حيث أن الإمارات أول في الشرق الأوسط تستخدم كل ما هو حديث في مجال الذكاء الاصطناعي، وخصوصاً دبي، لافتاً إلى أن هذه رؤية حكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي رعاه الله، الذي يعتبر أن شغله الشاغل هو التفكير في جعل دبي أسهل وأيسر مدينة للعيش في العالم، كما أن سموه ينقل هذه الرؤية للقيادات في الصفوف الثانية، وهو نفس الحال في الحماية القانونية في مجال الذكاء الاصطناعي.
وقال النجار: أنا محامي وأتابع التغيرات واستحداث القوانين باستمرار، وكل من يعمل في مجال القانون في الإمارات يدرك أن القانون يتغير بسرعة تتناسب مع تطور التكنولوجيا، وذلك لحماية الأشخاص والشركات والمجتمع عامة، كما أن أهداف هذه القوانين ليس الحماية فقط، بل التشجيع أيضاً، مثلاً تشجيع الشركات الناشئة وتشجيع استخدام التكنولوجيا في كافة المجالات، ولننظر أشكال الذكاء الاصطناعي حولنا في دبي، دبي بها مترو دون سائق منذ أكثر من 10 أعوام، دبي بها سيارة تطير، دبي أول مدينة في العالم ترفع شعار معاملات لا ورقية حفاظاً على البيئة، دبي أكثر مدينة في العالم يتم استخدام المعاملات الإلكترونية فيها خلال معظم جوانب الحياة اليومية.
وذكر أن الحماية من أي أخطار للذكاء الاصطناعي، تتم من خلال عدة عوامل أهمها التوعية والتثقيف بالاستخدام الأمثل والرشيد لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وضمان الحقوق القانونية، فأي شخص قبل أن يستثمر في أي مجال من مجالات الذكاء الاصطناعي، عليه أن يستشير محاميه ليدرس كافة الأفكار والخطط من الناحية القانونية لحماية نفسه والمتعاملين معه سواء عملاء أو موظفين، مشيراً إلى أن إيجابيات الذكاء الاصطناعي كثيرة، أهمها أن الإنسان أصبح بإمكانه القيام بمهام كثيرة بنفسه بسهولة ويسر، ما يجعله يوفر الوقت والجهد وأيضاً المال، كما أن الذكاء الاصطناعي يساهم في في تيسير حياة البشر والحفاظ على البيئة وتقارب المجتمعات وفهم بعضها بعضاً.