الخميس 21 نوفمبر 2024 07:22 مـ 19 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

تقارير وقضايا

رئيس التحرير يكتب : المتاجرون بشعائر الله !

شاءت حكمة الخالق ورحمته عز وجل أن جعل فريضة الحج آخر ركن من أركان الإسلام وقال "من استطاع إليه سبيلاً" وهذا يتضمن القدرة المادية والصحية ، وقال أيضاً في محكم تنزيله "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" ، وهو ما يجعلنا ندرك الحكمة الإلهية في عدم المشقة على المسلمين ، لذا جاءت أخبار وفاة أعداد كبيرة من الحجاج المصريين بالأراضي المقدسة لتنزل كالصاعقة على كل من سمعها بسبب ضخامة الأعداد ، التي لم تحسم بعد ، وبشاعة الصور وقد انتشرت الجثث في الشوارع وعلى الأرصفة وذلك على اثر الموجة شديدة الحرارة التي اجتاحت المملكة خلال موسم الحج هذا العام .


وهذا ينقلنا أيضاً للتأكيد على أن لكل دولة قدرة على الاستيعاب والتنظيم تتناسب طردياً مع أعداد الوافدين ، وبالتالي فإن أي اختراق للقواعد المنظمة تلقي بأعباء هائلة على الدولة المضيفة .. كما أنها وبكل تأكيد ليست من الدين في شيء .


ومن المؤسف ان هذه المأساة وقعت بهذا الحجم بسبب أن هؤلاء الحجاج خالفوا الإجراءات والتعليمات التي تحددها المملكة العربية السعودية لتنظيم موسم الحج والتي كانت تتم بمنتهى النجاح والسلاسة طوال الأعوام الماضية ، لكن ما حدث هذا العام هو استغلال بعض الشركات لرغبة وزار بيت الله في أداء مناسك الحج بمبالغ أقل من التكلفة المحددة واللجوء لأساليب ملتوية تشبه التهريب والاختباء ، وهذا بكل تأكيد ما ساهم في عدم تمكين السلطات السعودية من الوصول إليهم وتقديم الدعم والرعاية لهم مثل باقي الحجاج النظاميين .


كما أن المتاجرين بالراغبين في أداء الفريضة الدينية المقدسة بالنصب والتحايل على إجراءات تنظيم الحج هي التي يقع عليه الجرم الأكبر لأنها تلقي بالحجاج في الخطر القاتل عمداً مع سبق الإصرار والترصد فهي تعلم تماماً أن الحجيج سيصبحوا مطاردين وسيتعرضون للموت حتماً خصوصاً أنها لا توفر لهم خيام للإقامة ولا مرشدين يهدوهم إلى كيفية الاستفادة من الخدمات التي تحرص دولة خادم الحرمين الشريفين على تقديمها لضيوف الرحمن والتي يشهد بروعتها القاصي والداني .

اقرأ أيضاً


كل هذا ، وغيره الكثير ، يضعنا أمام حقيقة لا بديل عنها أنه يجب أن تكون هناك إجراءات أكثر صرامة تجاه تلك الشركات المخالفة ووضعها في قائمة سوداء لمنع تكرار هذه المأساة ، ولضمان استمرار تقديم الخدمات الجليلة التي تقدمها المملكة لخدمة عمار وحجاج بيت الله الحرام وعدم اضاعة الجهود الجبارة التي تبذلها السلطات السعودية لاخراج موسم الحج بشكل مميز على أروع ما يكون ، وهذا ثبت بالفعل بدليل أن أعداد الوفيات والمفقودين الكبيرة لم تحدث إلا في البعثات غير الرسمية التي ضبللتها الشركات السياحية المخالفة .

الحج المملكة العربية السعودية شركات السياحة