مصر والصين.. معاً على طريق النهضة والتنمية وتعزيز الشراكة

جاءت مشاركة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، في الجلسة الافتتاحية لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، برئاسة شي جين بينج، رئيس جمهورية الصين الشعبية، والرئيس السنغالي (الرئيس المشارك للمنتدى)، كترجمة على أرض الواقع للعلاقات المتنامية بين مصر والصين والتي تشهد تطوراً نحو الأمام يوماً بعد يوم.

ومن باب الحرص على ترسيخ أواصر التعاون بين الصين والقارة الأفريقية ، ألقى الرئيس الصيني كلمة أكد خلالها على تطلعه لدعم العلاقات مع القارة الأفريقية، وفي القلب منها مصر، ورفعها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية في كافة المجالات، لا سيما الصناعة والزراعة والبنية التحتية، داعيًا إلى تطبيق نموذج تنموي أكثر عدالة وصديقًا للبيئة.

كما تناولت كلمته الجهود الصينية لدعم الدول الأفريقية، منوهًا إلى عدد من المبادرات التي تعتزم بلاده تطبيقها خلال السنوات الثلاث المقبلة لدعم الدول الأفريقية وترفيع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.

وفي واقع الحال فإن التاريخ يشهد بأنه في حياة كل أمة عظيمة تجارب لا يمكن تجاوزها ، تبدأ بالتعثر وتمر بالنمو وتنتهي بالنهضة .. ولعل هذا المنطق المتدرج في مراحل الحضارات ينطبق بصورة طبق على الأصل على التجربة الصينية العظمى التي صارت مصدر إبهار وإلهام لدول العالم أجمع .

ومن حسن المقادير أن تجمع مصرنا الغالية علاقات وطيدة بالصين على كافة المستويات ، حيث يجمع الشعبين المصري والصيني تاريخ وحضارة متشابهة بشكل كبير، وهناك قواعد راسخة للعلاقات السياسية والدبلوماسية بين الدولتين، وخلال العشرة أعوام الماضية شهدت هذه العلاقات تطوراً هائلاً لترتقي لأعلى مستوى لها.

تعد العلاقات بين مصر والصين بمثابة حجر الأساس عند أي حديث حول إفريقيا والصين؛ وذلك في ضوء اعتبار مصر نقطة بداية الوجود الرسمي للصين بالقارة السمراء، لكونها أول دولة إفريقية – وكذلك عربية – تُقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية منذ ما يقرب من 68 عاما، وتحديدا في 30 مايو عام 1956، عندما أصدرت الحكومتان المصرية والصينية بيانا مشتركا بهذا الشأن.

وانطلاقًا مما تحظى به العلاقات المصرية الصينية من أهمية استراتيجية بالنسبة لطرفيها، اللذان يسعيان إلى الاستفادة مما يمتلكه كل طرف منهما من مزايا نسبية تسعى الدولتان مصر والصين لدعم العلاقات الاقتصادية والتجارية أساس وبداية التعاون بين مصر والصين، إذ شهدت الأعوام السابقة على إقامة العلاقات الدبلوماسية الرسمية بينهما قيام البلدين باتخاذ العديد من خطوات التعاون الاقتصادي والتجاري.

بالإضافة إلى وجود 63 اتفاقية تنظم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والصين. يُعد حرص البلدين على المشاركة في الأحداث والفعاليات الاقتصادية والتجارية الدولية الكبرى التي يتم تنظيمها في كليهما أحد الأبعاد الأخرى المهمة في العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما.

وعززت الزيارات المتبادلة لمسئولي البلدين حركة التجارة بين مصر والصين وتعد فرصة سانحة للترويج لجذب استثمارات إلى مصر في مختلف المجالات خاصة قطاعات البنية التحتية والصناعة والطاقة الجديدة، حيث تعتبر الصين من أكبر الشركاء التجاريين لمصر، وحليفا استراتيجيا مهما، وأكد قيام العلاقات على التفاهم والمشاركة وتحقيق المصالح المشتركة للطرفين .

وقد أحرز التعاون الاستثماري الصيني المصري خلال الأعوام السابقة نجاحا كبيرا وهناك استمرار في زيادة هذا التعاون وهو ما يعزز رغبة الطرفين في دعم الأواصر على كافة المسارات السياسية والاقتصادية للاستفادة من الخبرات والتجارب المشتركة نحو عالم أفضل .

Email - [email protected]