الجمعة 22 نوفمبر 2024 12:31 مـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

تقارير وقضايا

علي جمعة: علمنا رسول الله أن نقدم مصلحة الأمة على كل شئ

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق، أنه في كل كلمة، وموقف، في سيرة سيدنا صلى الله عليه وآله وسلم، في كل حديث، تسير فيه المبادئ؛ سريان الماء في الورد، ينبغي عليك أن تقف عندها، وأن تتأمل فيها، وأن تستخرج معانيها، وأن تقضي بقضائها.

وتابع جُمعة أن رسول الله ﷺ علمنا في مواقف كثيرة: أن نقدم مصلحة الأمة، على كل مصلحة، وأن نرضى، وأن نسلم لقضاء الله، فلا يكون في كونه إِلَّا ما أراد، وأن نلين في أيدي إخواننا، وأن نكون أمة واحدة، سِلْمًا لِمَنْ سالمنا، وحربًا على مَنْ اعتدى علينا.

وأضاف جمعة أنه علمنا رسول الله ﷺ: الصدق في القول، ونهانا عن الكذب، وعن الخيانة، وعن الْفُجْر في الخصومة؛ فإن الدنيا فانية، والنبي ﷺ يقول: «كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل»،ويقول ﷺ: «ازهد فيما في أيدي الناس: يحبك الناس، وازهد في الدنيا: يحبك الله».

سهيل بن عمرو في صلح الحديبية

فقد جاء سهيل بن عمرو، في قصةٍ طويلةٍ، في صلح الحديبية؛ ليكتب اتفاقًا بين النبي ﷺ، وبين قريش؛ وقد منعوه وأصحابه: البيت الحرام، وهم محرمون، لا يقصدون إِلَّا الله، وَإِلَّا أداء النُّسك.

جاء سهيل بن عمرو، واتفق مع سيدنا ﷺ: أن يكتب صلح الحديبية، والكاتب حينئذ: علي بن أبي طالب، فكتب علي، على البداهة، وكما تَعَلَّم: بسم الله الرحمن الرحيم، فقال سهيل: لا نعرف: الرحمن الرحيم، قال: «امح يا علي، واكتب: باسمك اللهم...».

وأكد جُمعة أنه هكذا قدم مصلحة الأمة على هذا الشكل؛ وإن كان شكلًا مهمًّا؛ فإن ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾: آية من (الفاتحة)، و (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ): بدأ الله بها السور، و (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ): كانت تذكر على كل ذي بال، «فكل أمر ذي بال، لا يبدأ ببسم الله فهو أبتر، -أو أقطع-، -أو أجزم-». روايات.

لكنه يُعَلِّمُ الأمة: أن مصلحة الأمة، فوق كل شيء، «...هذا ما عاهد عليه محمدٌ رسول الله: سهيل بن عمرو».

فكتب علي، فقال: لو علمنا أنك رسول لله: ما قاتلناك، قال: «امح يا علي، واكتب: هذا ما عاهد عليه محمد بن عبد الله: سهيل بن عمرو»، قال علي: والله، لا أمحوها أبدًا.

وهذا أمرٌ يتعلق بالنبي، ولا يستطيع علي أن يمحو صفة الرسالة، عن سيد الأكوان، وعليها قاتل في بدرٍ، وفي أُحُد، وفي الخندق، وفي سائر الغزوات.

وأمرٌ يَمَسُّ شخص النبي ﷺ، فيقوم الفارس النبيل برفض هذا الأمر، حتى لو خرج من سيدنا، وسيد الكائنات.

والله، لا أمحوها أبدًا.

فأخذ النبي ﷺ الكتاب من علي، ومحاها بريقه الشريف؛ تقديمًا لمصلحة الأمة، على حال الفرد، وما يصيبه من أذية من المشركين، عبدة الأوثان، من المفسدين في الأرض، من الذين اتفق العقلاء على سوء حالهم، وعلى كفر طويتهم؛ إِلَّا أن النبي ﷺ قَدَّمَ مصلحة الأمة، على شخصه الكريم.

فمحاها بريقه الشريف، حتى ظن بعض الناس: أن النبي قد تعلم القراءة والكتابة؛ لأنه عرف ما يمحو، والنبي كان أميًّا، معجزةً في حقه، نقصًا في حق الناس، وكانت معجزة في حقه؛ لأن هذا القرآن لا يصدر من أميٍّ أبدًا، فكان خالصًا لله سبحانه وتعالى.

الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء معجزة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دكتور علي جمعة ومفتى الجمهورية صلح الحديبية لدكتور علي جمعة رسول الل