علي جمعة: نعيش في فتنة فقد فيها الناس معيار الحق والباطل
أكد الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، أننا نعيش عصر وصفه بـ"غريب عجيب"، موضحًا أن الناس فقدت فيه المعيار والمقياس الذي يقاس فيه الحق والباطل، وينكر به المنكر ويرد به الخطأ، وخيم علينا التيه والتغبيش.
نعيش عصر عجيب غريب
وأكد الدكتور علي جمعة أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال في الحديث إنه "ستكون فتنة" والمخرج منها كتاب الله، مشيرًا إلى أن القرآن فيه دساتير كثيرة تنظم الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، بوضع المبادئ والأسس لهذه المناحي من مناحي الحياة، وأمر الله رسوله، صلى الله عليه وسلم بأن يحكم بين الناس بكتابه.
زمن الفتنة، فيتو
وقال الدكتور علي جمعة في وصف العصر الذي نعيشه: "نعيش في عصر غريب عجيب، فقد الناس فيه المعيار والمقياس الذي يقاس به الحق ويقاس به الباطل، والذي ينكر به المنكر، ويُرد به الخطأ، وخيمت علينا حالة من التيه والتغبيش، فنسينا أن مردنا هو كتاب الله وسنة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ونسينا أن في هذا الكتاب حكم ما بيننا، نسينا ما ورد عن النبي، صلى الله عليه وسلم، في وصف كتاب الله"
ستكون فتنة ورسول الله يكشف المخرج
اقرأ أيضاً
- علي جمعة: لا يذكر الله ولا يسجد له إلا المسلمون
- علي جمعة: يجوز الطواف حول الكعبة راكبا أو ماشيا أو عائما
- علي جمعة: تعايش المسلمين في الحبشة ضربة لمن يشوهون صورة الإسلام
- علي جمعة يكشف سر بداية أدبيات المسلمين بالبسملة واختتامها بـ والله أعلم
- علي جمعة: الاعتقاد في تأثير النجوم والكواكب على حياة الإنسان حرام شرعًا
- علي جمعة: التصوف السني اهتم بالنص الأصلي للقرآن والباطنية قضت عليه
- وقف عرض برامج الهواء على قناة “الناس”
وتابع على جمعة سرد حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "قال: إنها ستكون فتنة، قال: قلت فما المخرج؟ قال: كتاب الله، فيه نبأ من قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى (أو قال العلم) من غيره أضله، هو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم"
وعن القرآن الكريم والتمسك به قال الدكتور علي جمعة: "وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي تناهى الجن إذ سمعته حتى قالوا: (إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ)، من قال به صدق، ومن عمل به أُجِر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم» (شعب الإيمان).
وأوضح علي جمعة: "نحن نرى فى القرآن دساتير كثيرة تنظم الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، بوضع المبادئ والأسس لهذه المناحي من مناحي الحياة، لكنها لا تدخل في التفاصيل الجزئية لمرونتها، وهي التي في هذا المقام يمكن أن نسميها (نسبية جزئية) أي أنها ليست نسبية مطلقة تصل إلى حد اختلاف التضاد، بل هي نسبية جزئية، تشتمل على اختلاف التنوع الذي نقدر معه على تحصيل تلك المرونة."
وأكد الدكتور علي جمعة "ولذا أمر الله رسوله بأن يحكم بين الناس بكتابه فقال- تعالى-: (وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ).
بل عدَّ ربنا الانحراف عن منهجه والاحتكام لمبادئ ما أنزل الله بها من سلطان جهلًا وجاهليةً، فقال تعالى: (أَفَحُكْمَ الجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ).
تحذير رباني بشأن الدين
وعن تحذير الله تعالى، قال الدكتور علي جمعة: "ربنا يحذرنا من أن نأخذ ديننا من غيرنا، وأن الفتوى التي تصدر من العلماء لا بد أن تكون لها بينة، وأن تراعي فيها المبادئ القرآنية والسنن الإلهية والنموذج المعرفي للمسلمين، فلا ينبغي للعالم المجتهد أن يتأثر بمناهج الغير ومبادئهم، وإن كان لا بد فعليه أن يطَّلع على تلك المبادئ ويعرفها ويراعيها، ولكن لا يتأثر بها ويجعلها منطلقًا له أو إطارًا مرجعيًا."
وقال علي جمعة: "إن المسألة تحتاج إلى يقين راسخ، لئلا يختل اليقين فيتحول إلى ظن، فيختل الإيمان بالله وبموعوده، والله جعل الجنة لمن صدَّق بموعوده، يقول النبى، صلى الله عليه وسلم: «أربعون خصلة أعلاهن مَنِيحَةُ العَنْزِ، ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها إلا أدخله الله بها الجنة» (البخاري). ومنيحة العنز: هي أن تعطي جارك عنزتك يحلبها يومًا أو يومين ثم يردها بحالها إليك فلا تتكلف شيئًا، فما بالك بأدنى تلك الخصال إن كانت هذه أعلاها، إذًا فهو عمل قليل مع صدق في التوجه ويقين بالوعد والموعود، وبه يدخل المسلم جنة ربه بسلام، هكذا أخبرنا الصادق المصدوق، صلى الله عليه وسلم..".