السبت 19 أبريل 2025 02:28 مـ 20 شوال 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

آراء وكتاب

كاتب المقال

مرسي عبد العليم يكتب : ماذا جرى للمصريين؟

رحلة الجماهير من "عظمة على عظمة"إلى "جامدة طرش"!! ماذا جرى للمصريين؟!! فى إحدى حفلات كوكب الشرق ام كلثوم. وبينما الفرقة الموسيقية المصاحبة لها "تتدوزن "والمسرح فى حالة سكون ،انطلق صوت نشوان من أقصى الصالة ونادى : "عظمة على عظمة على عظمة" وارتج المسرح من رد الفعل العفوى وعذوبة التعبير وبساطته حتى أنه صار مضربا للامثال تعبيرا عن الجمال، ولم تتمالك السيدة ام كلثوم وهى المشهورة بصرامتها على المسرح من الابتسام.

مؤخرا راجت مقولة تعبيرا عن الإعجاب بشئ تصفه بأنه "جامد طرش"!.ولا يُعرف من نحت هذا التعبير الغريب! وبين عظمة على عظمة إلى جامدة. طرش جرت مياه كثيرة..

هناك. كتاب رائع للدكتور جلال آمين بعنوان "ماذا حدث للمصريين"؟ يحاول ان يفسر التحولات الاجتماعية والاقتصاديةوالنفسية للشخصية المصرية وهو كتاب كاشف لكن السؤال الادق "ماذا اصاب الذوق الفنى للجماهير"؟

عندما سُئل المخرج السينمائي حسن الإمام عن اصراره على تقديم نوعية معينه من الأفلام تهتم بالاستعرضات وتميل إلى التسلية اجاب:انه يقدم السينما لجمهور "بيتف "فى الشارع !!

وعفوا للتعبير لكن للدقة الفنية وقد سمعت هذا الوصف فى إحدى محاضرات علم الجمال للرائع د. صلاح قنصوة ،وتظل اشكالية ذوق الجماهير احد الإشكالية المزمنة على مر التاريخ ،من يقود الاخر ،المبدع أم الجماهير؟! وما حكاية. "الجمهور عاوز كده"!!

ان فكرة مغازلة الجماهير والنزول. إلى مستواها وتقديم. خلطة شعبوية من أجل شباك التذاكر،ليست هى الحل، وكذلك التعالى على الجمهور وتقديم فن معقد ليس حلا بديلا.

والمؤكد ان الجماهير هى عجينة طيعة يسهل تشكيلها واتهام الجماهير بالجهل هو نظرة استعلائية قاصرة، والدليل ان البسطاء يطربون للفن الجميل ويرددون القصائد ان وجدوها وكما يقولون "الناس على دين اذاعاتهم".!


كان ابى "رحمه الله" فلاحا ومع ذلك كان يتذوق الجمال.. ويستمع إلى الشيخ الطبلاوي وأم كلثوم والمداحين.

الخلاصة ان الإعلام والفن هو الذى يشكل الوجدان ويملئ الوعى للجماهير ،واذا أردنا ذوقا فنيا واجتماعيا رفيعا علينا ان نراجع الرسالة الاعلامية والفنية حتى تعود عظمة على عظمة !!

مرسي عبد العليم ام كلثوم حسن الامام جلال امين صلاح قنصوة