الجمعة 10 يناير 2025 11:06 مـ 10 رجب 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

آراء وكتاب

كيف يمكن للدول العربية أن تتعلم من دروس الماضي في ظل التحديات الراهنة، وتعيد بناء الثقة مع شعوبها؟

بقلم : د . جمالات عبد الرحيم


في عام 1948، اندلعت الحرب العربية الإسرائيلية الأولى، حيث احتلت القوات الصهيونية أجزاء كبيرة من الأراضي الفلسطينية العربية. خلال هذه الفترة، كان الملك فاروق ملك مصر، وواجه المصريون شعورًا بالخيانة عندما وجدوا أن القوات المصرية لم تتمكن من تحقيق النصر. أحد الأسباب الرئيسية التي أثارت تساؤلات المصريين حول ولاء الملك فاروق وقراراته، كان ما عُرف بأسلحة الجيش المصري "الفاسدة" التي أُحبطت جهود القوات المسلحة.

كانت الأسلحة التي استخدمها الجيش المصري في تلك الحرب غير متطورة وضعيفة الجودة، مما أدى إلى خسائر فادحة. هذا الوضع أثار غضب المواطنين الذين اتهموا الملك فاروق بأنه خائن، إذ كانوا يتوقعون مساعدة حقيقية لقضيتهم الوطنية في فلسطين. وبالفعل، أثارت الهزيمة في فلسطين حالة من الاستياء العام ضد النظام الملكي.

تجلى شعور الخيانة بشكل أكبر بعد الثورة التي قادها الضباط الأحرار في عام 1952. فقدت مصر الملكية، وأصبح النظام العسكري هو المسيطر. ومع ذلك، لم يكن يُنظر إلى الحكام الجدد على أنهم في مأمن من التأثيرات الخارجية، حيث كانت الولايات المتحدة والدول الغربية تدعم النظام العسكري الإسرائيلي بشكل صريح، مما أثر سلبًا على موقف مصر والدول العربية.

تاريخيًا، يجب أن نتذكر كيف أن الولايات المتحدة وحلفاءها مارسوا ضغوطًا سياسية وعسكرية على الحكومات العربية، وأرادوا التأثير على سياساتها. فقد شهدت فترة السبعينات والثمانينات تعزيزًا للاحتلال الإسرائيلي في ظل دعم غربي واضح، مما أضعف الجيوش العربية وزاد من المضايقات التي تعرض لها القادة الوطنيون.

اقرأ أيضاً

الجيل الرابع من الحكام في الوطن العربي يواجه تحديات جديدة تتمثل في الضغوط الخارجية من القوى الغربية، والتي غالبًا ما تكون مشروطة بمصالحها. ولكن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن تلك الدول تعتبر نفسها فوق القانون الدولي ولا تُعرض لمساءلة عن أفعالها.

إنها معركة معقدة من أجل الهوية والسيادة. تتمثل الحقيقة في ضرورة أن يتحد العرب في مواجهة التحديات التي تأتي من الخارج، وإعادة النظر في التكتيكات العسكرية والمدنية التي يمكن أن تستخدم لتعزيز موقفهم في العالم. في النهاية، يبقى السؤال: كيف يمكن للدول العربية اليوم أن تتعلم من دروس الماضي وتعيد بناء الثقة مع شعوبها في ظل الضغوط السياسية والاقتصادية؟

القوات الصهيونية الجيش المصري