الخميس 30 يناير 2025 07:25 مـ 30 رجب 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

آراء وكتاب

ترامب والسيسي وقُبلة أنغام الحارة

ماذا يريد ترامب من مصر وماذا يريد من السعودية ، هل يتورط الجيش المصري في حرب مع الحوثي ، وما العلاقة التي تجمع الأمور الثلاثة بـ" قُبلة" المطرب السعودي عبدالمجيد عبدالله " الحارة" "للمطربة أنغام ! وهل سمعة مصر مستهدفة ؟ .

تعالوا نتفق على أمر هام !
"الحدّاية مابترميش كتاكيت" ! أقصد هنا بالحدّاية "أمريكا" التي قررت من ساعات في تصريح رسمي خرج على لسان وزير الخارجية الامريكية ماركو روبيو ، بوقف المساعدات الخارجية باستثناء إسرائيل ومصر ّ!
السنة الوحيدة التي وصلت فيها المعونة الأمريكية إلى مصر كاملة دون انتقاص أو تقليل أو خفض كانت 2024 ، زاد على الأمر في 2025 حصانة من ترامب للمعونة ، ومباركة خاصة من وزير الخارجية الامريكي ماركو روبيو ، بالإضافة إلي دعم ملحوظ وغريب من رجال ترامب بالبيت الابيض عكس ما كان في عهد بايدن الرئيس الخارج لتوه من خدمة الرئاسة الامريكية !
وجهة نظر الجبهة التي ترى في الأمر مؤامرة ! أن ترامب يغازل مصر بورقة المعونة والمساعدات الأمريكية السنوية لإخضاع النظام المصري والقاهرة التي تمثل حجر الزاوية الكبيرة في منطقة الشرق الاوسط ، بهدف اعلان الولاء لأمريكا ودعم ترامب في خططه ونفوذه السياسي الفترة المقبلة بالمنطقة العربية !
جبهة أخرى لا تري أي مؤامرة في دعم ترامب لوصول المعونة الامريكية لمصر كاملة دون المساس بها ، وتوصف الأمر بالتكتيك السياسي ، وربما هو نوع من المقايضة الغالية وصفقة أمريكية مضمونها انسحاب مصر من البريكس وطلاق حُضن الروس والصين والعودة إلى الحُضن الامريكي للمزيد من دعم اقتصاد امريكا والدولار الذي تأثرت هيبته فترة بايدن ! .


نفس الجبهة تري أيضا ان ترامب لا يعرف الخسارة ، هو يسيطر على الخليج سيطرة تامة ، ويريد في نفس الوقت ألا يخسر ورقة مصر ونظامها الذي اقترب جدا من الصين والروس في السنوات الأربعة الأخيرة لدرجة صداقة قوية ربطت بين رأس النظام المصري والدب الروسي والتنين الصيني ! .


ترامب يريد هدم معبد الروس و الصين بالشرق الاوسط ليعيد القوة للمصالح الأمريكية بالمنطقة ، كما لديه قناعة أن أول خطوة في وقف تمدد زحف الروس والصين والهيمنة على الشرق الاوسط من جديد ، هي مصر ، كما يري ترامب أيضا ، أن مجرد خروج القاهرة من البريكس هو المسمار الأهم في هدم معبد الدب والتنين الصيني بالمنطقة !
لكن السؤال : هل وراد انسحاب مصر من البريكس ؟ القضية تبدو صعبة جدا على مصر لكن المهمة الأمريكية لتحقيق هذا الهدف ليست مستحيلة ، وقد يكون سيف ترامب على رقبة مصر للموافقة هو التهديد ( برفع الجمارك ) وتطبيق نفس السيناريو الذي بدأه ترامب من ساعات ضد الصين وروسيا وفقا لبرنامج ٢٠٢٥ للرئيس ترامب القادم لولاية جديدة وساخنة تهدف إلي تغيير شكل الحياة في الولايات المُتحدة الأمريكية بطريقة جذرية، وعودتها لريادة في العالم من جديد من خلال دولار قوي واقتصاد امريكي فولاذي قارد على هزيمة اقتصاد الصين والروس معا ! .

اقرأ أيضاً


ترامب تقدروا تقولوا كده "مابيهزر" ، كان شعاره واضح للجميع من أول لحظة دخل فيها البيت الابيض وتهديده الصريح بالقول :" اللي معانا صديقنا وسندعمه .. واللي يعادينا سننهي عليه ! .


لكن لا داعي أن نسبق الاحداث ، ولا نستهين بذكاء رأس النظام المصري مع (دونالد ترامب) الذي يسعى في نفس الوقت لتوريط مصر في حرب مع الحوثي ربما الهدف منها تخفيف المخاطر على تل ابيب ، وربما لتقديم هدية سريعة أمريكية للسعودية ونقل خلافها مع الحوثي إلي مصر .
ترامب وعلى ما يبدو يريد ضرب عصفورين بحجر من توريط مصر مع الحوثي ، التخلص من الحوثي دون خسارة طلقة أمريكية واحدة ، في نفس الوقت يأخذ بنطًا كبيرًا عند إسرائيل ويزيد من فرض الحماية على المصالح الامريكية بالبحر الحمر ، ويقدم للسعودية خدمة جليلة التي وعدت بتقديم تريليون دولار لأمريكا ( وسموها كما تسموها : عربون محبة .. استثمارا .. قربانا للطاعة والفوز بالحماية الامريكية ) ..لا يعنينا المسمى ولا السبب الذي ستقدم السعودية تريليون دولار لترامب !
ما يعنينا هو أن ترامب من النوع المخيف الذي يوصف بالذئب الجائع، الذي قد يغير فجأة وجهته إلى مصر ويطلب الغالي من السيسي ، وقد يعود ويطلب من بن سلمان الأكثر من التريليون دولار مقابل دعمه ملكا للسعودية مستقبلا ! .


وهنا تحديدا لابد أن نضع هذا الاعتراف أمامكم ! وهو أن المهمة تبدو صعبة للغاية في مشوار ولي العهد السعودي لخلافة الاب بكرسي الملك ، وقد كون الأمر ملغما ومزروعا بالأشواك لكن بن سلمان يراهن على دعم ترامب خصوصا بعد تحول المملكة في السنوات القليلة الاخيرة إلى مجتمع جديد ومنفتح ومساير لتطورات اوروبا بعيدًا عن تعقيدات الماضي وجمود وشرائع هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي انتهت تماما بنهاية 2016 وتم استبدالها بهيئة الترفيه والسياحة ضمن برنامج ولي العهد السعودي الانفتاحي ورؤية المملكة 2030، التي تركز على خلق نهضة سياسية تنموية عبر مواسم ترفيه عالمية يقود ها ترك الشيخ الذي نجح في تجييش القوة الناعمة بالعالم العربي و أوروبا للتجمع في مواسم الرياض السنوية ، خصوصا الفنية التي أثارت جدلا كبيرا بفعليات مثيرة وحكايات ساخنة .. بالتأكيد ساخنة.. لكن لن نقول قُبلة المطرب السعودي عبدالمجيد عبدالله ( الحارة) للمطربة أنغام أثناء تواجدهما في حفل «جوي أووردز» واحدة من الحكايات الساخنة ، لكنها لقطة عابرة فسرها البعض بألغام المهرجات السنوية لموسم الرياض التي تحدث بقصد أو غير قصد وتثير شو كبيرا للمملكة التي يبدو انها حريصة في نفس الوقت على الذوق العام ، بدليل شرطة الرياض استدعت عبدالمجيد عبدالله وأنغام لمخالفتهما اللوائح ، والهدف ، فرملة غريزة عبد المجيد الضالة ، مع تحذير :" عيب يا عبد الله .. مايصحش يا انغام .. مع نصيحة :" بوسوا دون المساس بالذوق العام".

ترامب السعودية قبلة أنغام الحارة