الأربعاء 5 فبراير 2025 11:54 صـ 6 شعبان 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

آراء وكتاب

إيرادات الأفلام الصينية تتفوق علي نظيرتها في أمريكا الشمالية..فما السبب؟

الكاتبة الصينية :وانغ شي شيوان

في صناعة السينما العالمية، تشهد السينما الصينية التحول التاريخي في مطلع 2025 - حيث تفوقت إيرادات شباك تذاكر الأفلام الصينية على نظيرتها في أمريكا الشمالية لتحتل المرتبة الأولى عالميا. لم يكن ذلك بمثابة دليلا قويا على التطور الملحوظ لصناعة السينما الصينية فحسب، بل ودليلا على أن سوق الأفلام العالمية تشهد تغيرات كبيرة.

لقد أصبحت فترة عيد الربيع لعام 2025 نقطة محورية لتفوق إيرادات شباك تذاكر الأفلام الصينية على نظيرتها في أمريكا الشمالية. وفقا لبيانات المنصات الالكترونية، فحتى الساعة الـ13:28 من الـ4 من فبراير، تجاوز إجمالي ايرادات شباك التذاكر (بما في ذلك البيع المسبق) للأفلام الجديدة التي تم إصدارها خلال فترة عيد الربيع لعام 2025 تسعة مليارات يوان (حوالي 1.2 مليار دولار أمريكي)، وتجاوز إجمالي عدد المشاهدين 170 مليونا، متجاوزا بذلك إجمالي عدد المشاهدين خلال فترة عيد الربيع لعام 2024، ومحققا رقما قياسيا جديدا لرواد دور العرض خلال فترة عيد الربيع في تاريخ السينما الصينية.

قد حققت الأفلام في فترة عيد الربيع أداء جيدا للغاية. حيث تصدر فيلم الأنمي "نه تشا 2" بإيرادات بلغت 3.805 مليارات يوان (حوالي 525 مليون دولار أمريكي)، ومن المتوقع أن يتصدر قائمة شباك التذاكر بحلول نهاية فترة العيد. كما حقق فيلم "المحقق تشايناتاون 1900" وغيره من الأفلام الصينية إيرادات ضخمة في شباك التذاكر، ما أرضى أذواق المشاهدين المختلفة إلى حد كبير.

هناك العديد من الأسباب التي جعلت إيرادات الأفلام الصينية تتفوق على نظيرتها في أمريكا الشمالية.

فعلى صعيد المحتوى، ركزت الأفلام الصينية خلال السنوات الأخيرة على استكشاف الثقافة المحلية، وجذب المشاهدين بمنظورات فريدة وروايات رائعة، وعلى صعيد استخدام التكنولوجيا، فقد تحسن مستوى إنتاج الأفلام الصينية بشكل متسارع، من إنتاج المؤثرات الخاصة إلى جودة الصورة، محققة مستوى المعايير العالمية، وتتيح بذلك أيضا تجربة سمعية وبصرية مذهلة للمشاهدين.

وفي الوقت نفسه، يوفر التعداد السكاني الكبير سوق استهلاكي ضخم. ففي الصين يمكنك أن تجد دور العرض السينمائية في أماكن كثيرة وبمستوى جيد، ولا يزال هناك توسع في توفير المزيد من دور العرض. ويعد عيد الربيع الفترة الذهبية لسوق الأفلام الصينية، وقد ساهم حماس الجمهور في تعزيز نمو ايرادات شباك التذاكر بشكل أكبر.

فتفوق إيرادات الأفلام الصينية على نظيرتها في أمريكا الشمالية له تأثير عميق على صناعة السينما العالمية. وسيدفع صناعة السينما العالمية إلى إيلاء المزيد من الاهتمام للسوق الصينية، وجذب المزيد من شركات الإنتاج العالمية والمواهب المتميزة للاهتمام بالسينما الصينية، وتعزيز التكامل العميق للأفلام الصينية مع سوق السينما الدولية.

ولا شك أن التعاون السينمائي والتلفزيوني مع الدول العربية سيضيف زخما جديدا لعملية تدويل صناعة السينما الصينية.

ومن المتوقع أن تعزز الصين والدول العربية التعاون في الإنتاج المشترك للأفلام وتوزيعها وعرضها في المستقبل، مما يسمح للأفلام الصينية المتميزة بدخول دور العرض في الدول العربية، وفي الوقت نفسه يمكن إدخال الأفلام المتميزة من الدول العربية إلى السوق الصينية، مما يثري الحياة الثقافية للجمهور من الجانبين.

وهذه ليست سوى البداية، فتطور صناعة السينما الصينية سيجذب المزيد من الاهتمام بالأفلام والثقافة الصينية

ايرادات الافلام الصينية امريكا الشمالية الثقافة الصينية