الخميس 12 ديسمبر 2024 01:38 صـ 9 جمادى آخر 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

    آراء وكتاب

    د. لوينغ بوه

    الطريقة المثلى للجمع بين الثقافة الصينية والإسلامية


    د. لو ينغ بوه (حسن لو)
    جامعة اللغات والثقافة ببكين

    لقد لعبت كل من الثقافة الإسلامية والثقافة الصينية - باعتبارهما أبرزي ممثلي النظام الثقافي الشرقي في العالم- دورًا مهمًا في عملية تطوير التاريخ البشري، وظلتا دائمًا تتحليان بالحيوية القوية والتأثير الهائل، فكلتاهما خاضتا بالتنقية المجدولة والتجارب التاريخية، وأشعّتا رونقًا جديدًا في العصر الجديد.


    سبق لجي شيان لين -أستاذ الثقافة التقليدية الصينية- أن ذكر في مقدمة كتاب "تكامل الثقافة الشرقية": ليس معنى الثقافة في أن" تعتلي قمم الجبال"، بل تكون تنتشر حتماً وتفيض إلى المناطق المحيطة وتُظهر أشكالًا جديدة.

    ومن المنظور التاريخي، كان التصادم بين الثقافتين، يتم بطريقة مرنة عن طريق التجارة، باستثناء معركة نهر طلاس عام 751م. قد يسبب هذا التصادم اللين شعورًا- مؤقتًا- بعدم القبول لدى أحد الأطراف، ولكن على المدى الطويل، يمكن أن يطلق إشراقة ساطعة.

    والنتيجة الأكثر أهمية للتصادم بين هذين النظامين الثقافيين هي وجود قوميات الأقلية العشر في الصين الذين يعتنقون الإسلام، والتي يتجاوز عدد سكانها عشرات الملايين.

    وإذا نظرنا إلى أرقامها المطلقة، فإن هذه القوميات الأقلية ليست في الحقيقة "أقليات" بكل معنى الكلمة، ولكن في ظل ظروف قومية الهان العرقية، لا تزال هذه القوميات "أقلية" على الإطلاق.


    كيف يحقق هذان النظامان الثقافيان "العلاقة المتناغمة والمزج الوثيق" في عملية التكامل؟ كما نعلم جميعًا، تسمى الثقافة الصينية ب(ثقافة جرة الحبر)، بحيث تكاد كل الثقافات الأجنبية التي تلتقي مع الثقافة الصينية -بلا استثناء- تأثرت بنكهة الثقافة الصينية.

    وفي الوقت نفسه، تمكنوا من الحفاظ على طبيعتهم الأصلية دون أي تغيير. تمامًا مثل أي أداة، بمجرد غمسها في جرة الحبر، يتغير اللون العام، لكن وظيفتها وجوهرها يظلان كما كانتا، ويأتي هذا التأثير من التأثير الهائل والتسامح الذي يتمتع به النظام الثقافي الصيني.
    إن الثقافة الإسلامية تتمتع أيضًا بالقدرة الكبيرة على التأثر التدريجي والاستيعاب الثقافي، ويبدو أن مرونة هذه الثقافة قد تجاوزت الحد الذي يمكن لأي أمة أن تتحمله. وهذا يمكن أن يفسر كيف استطاع العرب في غضون بضعة عقود فقط في العصور الوسطى إقامة إمبراطورية قوية امتدت عبر أوروبا وآسيا وأفريقيا، وقبلت نخبة الحضارة الإنسانية في ذلك الوقت، حيث استهل العصر العباسي الرائع، وأقامت منارة الحكمة للتقدم البشري. ولذلك كثيراً ما نقول إن الحضارة الإسلامية بدأت بالأمة الناطقة بالعربية، لكنها تجاوزت الأمة العربية، وأصبحت الثروة الثقافية المشتركة للبشرية جمعاء.
    عندما يندمج ويصطدم هذان النظامان الثقافيان "المتوازنان"، فماذا ستكون النتيجة؟ أعتقد أن الإجابة عن هذا السؤال بالحتم ستكون "الإسلام المصيّن".

    تؤثر الثقافة الصينية على الثقافة الإسلامية وتغيرها في العديد من الجوانب، ولكنها في الوقت نفسه توفر لها أيضًا مساحة واسعة من التعايش، كما تمنحها عناصر تنموية غنية لتطورها الواقعي. ويمكننا أن نرى ذلك من نمط حياة قومية هوي في الصين (قومية أقلية والتي تضم أكبر عدد من السكان المسلمين في الصين)، فهم يجمعون بين النطق العربي والقواعد النحوية الصينية، وابتكروا لغة "جينتانغ" وأصبحت رمزاً لترسيخ الإيمان وتعزيز الهوية؛ وإنهم يتمسكون بالابتعاد عما حرم من الأطعمة في الإسلام، ويجمعونها مع طرائق طبخ الأطباق الصينية، وكونوا مجموعة متنوعة من المأكولات الحلال؛ وعند تسمية أطفالهم، يجب عليهم أن يأخذوا في الاعتبار عادات الثقافة الصينية والثقافة الإسلامية، فعلى الرغم من أنه غالبًا ما يوجد تناقض بين بعضهما بعضاً، إلا أنه لا يزال بإمكان الناس الوصول إلى نقطة محايدة بحكمة لتحقيق التوازن بين الثقافتين.

    في النظام الثقافي الصيني، لدى الناس عادة "تجنب" التسمية بأسماء الشخصيات المقدسة، وهم بذلك يعبرون عن احترامهم للشخصيات المقدسة؛ بينما في النظام الثقافي الإسلامي، لدى الناس عادة "التقليد" و"التجمل" بأسماء الشخصيات المقدسة، ويتنافسون على التسمية باسم نبي الإسلام محمد (صلى الله عليه وسلم)، ويشعرون بالفخر اللامتناهي عند القيام بذلك. وعلى هذا، كيف يطلق أهل قومية هوي الصينية على أنفسهم الأسماء؟ إنهم يحاكون في أسمائهم أسماء آل محمد وأصحابه "لتجميل" أنفسهم، ولكن في الوقت نفسه يتجنبون التسمية بالاسم المشرف للنبي محمد نفسه لإظهار تقديسهم للنبي (صلى الله عليه وسلم).

    وبمرور الوقت، شكل هذا أيضًا قاعدة غير مكتوبة لتسمية قومية هوي في الصين، ومن هنا يبدو أنهم وجدوا منها نقطة توازن بين الثقافتين وطريقة للتسوية المتبادلة بين بعضهما بعضاً.
    والآن لنعد إلى السؤال الأصلي: كيف يحقق هذان النظامان الثقافيان "علاقة التناغم" في عملية التكامل؟ الجواب هو: الاعتماد على حكمة جماهير الشعب لإجراء التلاؤم والوفاق. لقد قال ماو تسي تونغ مؤسس جمهورية الصين الشعبية من قبل: إن حكمة جماهير الشعب لا نهاية لها. وهناك قول مأثور في اللغة العربية أيضًا يقول: الحاجة تفتق الحيلة. سواء على المستوى الكلي أو الجزئي، عندما تتصادم ثقافتان، فإن أفضل نتيجة هي السماح للناس بالاختيار والتكيف بحرية دون القلق بشأن عواقب التأثير المتبادل، وهذا التأكيد نابع من ثقتنا بحكمة الشعوب العظيمة في كلتا الثقافتين. وطالما أظهرنا ما يكفي من التسامح مع الثقافات الأجنبية والثقة الكافية في الثقافة المحلية، فإن نتيجة التكامل بين الثقافتين ستنمو بالتأكيد بحرية مثل طفل مفعم بالغريزة الطبيعية، وستصبح بالتأكيد ما يطمح إليه الجميع.

    الثقافة الصينية الثقافة الاسلامية اوجه التقارب بين الثقافة الصينية والاسلامية

    استطلاع الرأي

    أسعار العملات

    العملة شراء بيع
    دولار أمريكى 49.3414 49.4414
    يورو 53.7723 53.8961
    جنيه إسترلينى 62.9153 63.0675
    فرنك سويسرى 56.0507 56.1898
    100 ين يابانى 33.3726 33.4470
    ريال سعودى 13.1553 13.1826
    دينار كويتى 160.5278 160.9055
    درهم اماراتى 13.4325 13.4633
    اليوان الصينى 6.8549 6.8693

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 3,629 شراء 3,686
    عيار 22 بيع 3,326 شراء 3,379
    عيار 21 بيع 3,175 شراء 3,225
    عيار 18 بيع 2,721 شراء 2,764
    الاونصة بيع 112,849 شراء 114,626
    الجنيه الذهب بيع 25,400 شراء 25,800
    الكيلو بيع 3,628,571 شراء 3,685,714
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى
    مصر 24 أول خبر المطور بوابة المواطن المصري حوادث اليوم التعمير مصري بوست

    مواقيت الصلاة

    الخميس 01:38 صـ
    9 جمادى آخر 1446 هـ 12 ديسمبر 2024 م
    مصر
    الفجر 05:09
    الشروق 06:42
    الظهر 11:49
    العصر 14:37
    المغرب 16:56
    العشاء 18:19