بفرمان الكدواني.. المواطن المنياوي لن «يركب الصعب»

المضطر «يركب الصعب» عبارة لن تجدها في قاموس محافظ المنيا اللواء عماد الكدواني ، بعد قرار التخلص من سيارات "البيك أب"، تلك السيارات المتهالكة، والغير آدمية، لا تفرق بين الإنسان والحيوان الكل زبائن، مركبات تنقل الموت للمواطنين بدلا من أن تنقلهم إلى منازلهم، تنشر الفزع والخطر في كل مكان، تفتقر إلى أبسط «معاني الأدمية»، الأمان مفقود.. والخطر موجود.

«علب سردين بشرية» تتحرك على ٤ عجلات، يتراص الركاب كأنهم شحنة يسارع السائق لتسليمها إلى المجهول، حتى صارت الكثير من الطرق ملطخة بدماء الأبرياء، والغريب أن هذا المشهد صار مألوفا لسنوات طويلة، ليس فقط في الأحياء الفقيرة، بل غزا مختلف القرى والمراكز حتي صارت علب الموت المتحركة علي ٤ عجلات جزءا من الحياة اليومية.

اللواء عماد الكدواني أعلن الحرب على سيارات " البيك أب" ورفض أيضاً محاولات الرجوع لها وسط تأييد منقطع النظير من الجماهير المنياوية، ووسط أجواء فرحة المواطنين بهذا القرار الذي أنهى مشكلة كانت تؤرق الأهالي منذ سنوات، بدأت الحرب تدق طبولها في وجه المحافظ النشيط.

ولأن لكل ناجح كاره، بدأت الحرب تشتعل على قرار الرجل الجريء الذي يريد أن يركب المواطن المنياوي وسيلة مواصلات آدمية، بعيداً عن سيارات الكبوت، ورفض محافظ المنيا التراجع عن ذلك القرار وسط تأييد شعبي وإعلامي منقطع النظير.

أحد نواب البرلمان، أكد أنه سيتقدم بطلب إحاطة لوزيرة التنمية المحلية مدافعا عن أصحاب تلك السيارات وعدم قطع أرزاقهم، الأمر الذى نفاه المحافظ مؤكدا أن المنظومة لن تؤدي إلى "قطع الأرزاق".

كما أكد أن سيارات "البيك أب" دورها نقل البضائع والخضروات، والسلع وليس البشر، وأنه لن يجبر أحدا على ترك سيارته ولكن فى حال عدم رغبة مالكى تلك السيارات فى الانضمام إلى منظومة الاستبدال وهو ما يحقق لهم مصدر رزق شريف فى الإطار القانونى المرخصة على أساسه طالما سيستخدمون سياراتهم فيما صنعت له، مؤكدا أنه توصل لاتفاق مع وكيل سيارات باعتبار السيارة الراغب صاحبها في الانضمام للمنظومة هى نفسها مقدم حجز للحصول على سيارة ميكروباص جديدة تصلح لنقل المواطنين.

وأكد محافظ المنيا على أنه لن يدخر جهدا في الحفاظ على أرواح المواطنين في المنيا وكرامتهم وحقهم في وسائل نقل تصون تلك الكرامة، وأنه لن يثنيه شيء عن تطبيق القانون تجاه المخالفين لقانون المرور في المحافظة.