"صفقة العار".. الأمريكيون يهللون بالحوافز الاقتصادية.. والفلسطينيون: لن تغرينا المليارات
- السيد سلامةقال وزير الخارجية الفلسطينية رياض المالكي، إن الولايات المتحدة تسعى إلى تجديد الاتصالات مع السلطة الفلسطينية في الوقت الذي تستعد فيه للإعلان عن خطتها للسلام في الشرق الأوسط.
وقطعت السلطة الفلسطينية علاقاتها الرسمية مع واشنطن في ديسمبر 2017، في أعقاب اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقال مالكي لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية إن مسؤولين أمريكيين يقومون بمبادرات لاستئناف المفاوضات، لكنه أكد على أن الاتصالات لا تزال "مقطوعة تماما".
وأضاف أيضا أن الأمريكيين "لن يجدوا فلسطينيا واحدا يقبل" بالاقتراح، ما لم يشمل دولة فلسطينية مع القدس الشرقية عاصمة لها.
ورفض أي فكرة حوافز اقتصادية لإقناع الرأي العام الفلسطيني وقال إن "المسألة ليست مالية، بل مبدأ وحق للفلسطينيين برفع الظلم عنهم".
وقال المالكي إن الفلسطينيين يحظون بدعم الدول العربية الأخرى لموقفهم.
وقال إن "الدول العربية تحترم موقفنا وتقدره، وهي تنقل مواقفنا الواضحة إلى الإدارة الأمريكية".
ومن جانبه، قال مبعوث الرئيس الأمريكي لعملية السلام بالشرق الأوسط جيسون غرينبلات، إن القيادة الفلسطينية تسعى إلى وأد خطة السلام المعروفة بصفقة القرن حتى قبل الكشف عنها.
وحث غرينبلات حكومة رام الله على الانتظار حتى ترى تفاصيل خطة السلام، بحسب هيئة البث الإسرائيلية (مكان).
ونوه المسؤول الأمريكي بأن الخطة قد تقدم للفلسطينيين شيئا يثير حماسهم ويغير موقفهم الحالي، عليهم أن يتحلوا بالصبر وينتظروا حتى إعلان الخطة.
وفي مقابلة مع وكالة رويترز، رفض غرينبلات، أحد مهندسي الخطة التي يصفها ترامب بأنها "صفقة القرن"، استنكار مسؤولين فلسطينيين لمقترحات السلام المنتظرة التي يرون أنها ستكون منحازة بشدة لإسرائيل، وأنها ستوجه ضربة لهدف إقامة دولة فلسطينية.
وأضاف غرينبلات الذي تبادل الانتقادات علنا مع مسؤولين فلسطينيين كبار أن "أي طرف يقول إن الخطة ولدت ميتة، ولا يمنحها الكثير من الاهتمام والعمل الشاق فستكون فرصة كبيرة ضائعة".
وقد أكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، أمام اجتماع في الأمم المتحدة حضره غرينبلات في وقت سابق، أن الولايات المتحدة تصوغ على ما يبدو خطة لاستسلام الفلسطينيين لإسرائيل وليس اتفاقا للسلام، مشيرا إلى أنه لا يوجد أي قدر من المال يمكن أن يجعل ذلك مقبولا.
وكان كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جاريد كوشنر، قد قال في أبريل الماضي، إن الكشف عن خطة السلام في الشرق الأوسط لن يتم قبل يونيو المقبل، أي بعد نهاية شهر رمضان، وفقا لمسؤول بإدارة ترامب.
وأفادت تقارير إعلامية أمريكية جديدة بأن خطة السلام الأمريكية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، المعروفة بـ"صفقة القرن" ستشمل استثمار عشرات مليارات الدولارات في الضفة والقطاع ودول المنطقة.
وبحسب الصحيفة، تتضمن تخصيص 25 مليار دولار للضفة الغربية وقطاع غزة على مدار 10 السنوات المقبلة، إضافة إلى استثمار 40 مليار دولار في مصر والأردن وربما لبنان.
وقالت الصحيفة إن مصادر أخرى ممن تحدث مع جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي، قالت إن المعطيات ليست دقيقة بالضرورة، ولكنهم أكدوا أن "الاستثمارات سوف تصل عشرات مليارات الدولارات".
وسوف تساهم الولايات المتحدة ببعض الأموال، لكن كوشنر خطط للحصول على معظم الأموال من دول في المنطقة، ومن المتوقع أن يأتي الجزء الأساسي من الأموال من "أغنى دول المنطقة" بحسب التقرير.
وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية، الأحد 21 أبريل، إن الدول العربية لا يمكنها قبول خطة سلام أمريكية غير معلنة للسلام الإسرائيلي-الفلسطيني تُعرف بوصف "بصفقة القرن".
وقال السفير حسام زكي إن أي صفقة من هذا القبيل ستفشل في تحقيق "سلام دائم" في المنطقة إذا فشلت في معالجة المخاوف الفلسطينية.