قبل كلاسيكو الأرض بـ"كوبا أمريكا".. 100 عام من الصراع بين البرازيل والأرجنتين
- معتز عبد المطلبمواجهة كرة القدم من أكثر المواجهات نديّة وتنافسية على الإطلاق، عادةً ما تكون محط خلافات بين المحللين والمتابعين، حتى وإن كانت مباريات وديةـ وبسبب ذلك تسمى المباراة بين الأرجنتين والبرازيل بـ"معركة الأمريكان الجنوبيين".
يصطدم المنتخبان البرازيلي والأرجنتيني ببعضهما البعض، في الدور قبل النهائي لبطولة كوبا أمريكا 2019، في مواجهة جديدة تجمع بين الغريمين التاريخيين لأول مرة في الأدوار الإقصائية للبطولة منذ 12 عاما.
هناك عداء كروي بين الأرجنتين والبرازيل يعود في الأصل الى فترة طويلة تسبق تحول كرة القدم إلى رياضة شعبية في كلا البلدين في خلال فترة استعمار القارة الأمريكية.
يرى البعض الذين يتابعون بطولة كوبا أمريكا ان جمهور البرازيل يقوم بتشجيع أي فريق يلعب ضد الأرجنتين خلال مباريات الكوبا أمريكا المقامة في البرازيل، بسبب العداء بين البلدان منذ فترة طويلة.
العلاقة المتدهورة بين البلدين، تعود إلى 1920 حينما رفض لاعبو البرازيل خوض مباراة ودية في العاصمة الأرجنتينية بيونس إيرز، بعدما قامت صحيفة أرجنتينية بوصفهم بالقرود.
وفي مباراة بينهما في عام 1925، تقدمت البرازيل بهدفين، وكاد السيلساو أن يسجل ثالثاً لولا تدخل عنيف للغاية من اللاعب الأرجنتيني راموس موتيس بحق البرازيلي أرثر فريدينريتش، ليتبادل اللاعبان الضرب والركل قبل أن ينضم إليهما مجموعة من زملائهما.
وتوقف اللعب قليلاً قبل أن يستأنف بعد عناق بين اللاعبين، لكن الشجار أثر على نفوس لاعبي البرازيل، فتلقت شباكهم هدفين، لتنتهي المباراة بالتعادل بهدفين لكلا الفريقين وتحقق الأرجنتين لقب كوبا أمريكا.
في بطولة امريكا الجنوبية عام 1937 والمعروفة حاليا بالكوبا امريكا التنافس بين كل من البلدين كان جزء من الفخر الوطني، وكانت جماهير الأرجنتينية تهتف بكلمة ماكاكيتوس مقلدين صون القرود، في المباراة النهائية التي اقيمت في بيونس ايؤس بين الفريقين، وانتهت التسعين دقيقة بالتعادل السلبي وفي الوقت الاضافي سجلت الارجنتين هدفين بعدها قرر البرازيليون الانسحاب، وقد وصفت الصحافة البرازيلية المباراة بقولها مباراة العار.
وفي عام 1945، تسبب أحد لاعبي منتخب البرازيل بكسر لنجم أرجنتيني، وتفاقمت المشكلة بمباراة عام 1946، باعتداء من لاعب برازيلي على أرجنتيني أنهى مسيرته، وأدى ذلك لإيقاف اللعب بين المنتخبين لمدة 10 أعوام.
الخلاف عاد للظهير في 1978 حينما التقى المنتخبان في الدور الثاني من بطولة كأس العالم على الأراضي الأرجنتينية، وانتهت المباراة بالتعادل السلبي، في لقاء شابه توتر شديد، كانت عواقبه وخيمة على البرازيليين.
في دور الستة عشر من كأس العالم 90 التي استضافتها ايطاليا كان متوقعا تصادما عنيفا بين القوتين العظيمتين في امريكا الجنوبية وبدا واضحا سيطرت البرازيل على المباراة وكانت الارجنتين ستكون محظوظة لو نجحت في انتزاع التعادل بعد اصطدام الكرة بمرماهم ثلاث مرات.
وتذكر هذه المباراة أيضا بالحادثة الغريبة التي تعرض لها البرازيلي برانكو الذي أعطاه المساعد الارجنتيني ميغيل دي لورينزو قنينة ماء يزعم البعض أن بها مادة مخدرة تسبب الدوار وفي عام 2005 بدا أن مارادونا يؤكد تلك الشبهات التي خلقت الكثير من الاحتجاجات والدعوات إلى معاقبة الأرجنتيني بيلاردو ومساعده لكن ميغيل دي لورينزو إلى اليوم ما زال مصرًا أن تلك القنينة لم تحتوي إلا على الماء.