أسباب مجهولة تدفع لجريمة قتل الأزواج لبعضهم.. وعلماء النفس : منظومة الزواج في مصر كارثية
- أسماء حسنانتشرت في الأونه الأخيرة العديد من عمليات القتل، حيث إنحصرت أغلبها في قتل الأزواج والزوجات لبعضهم البعض لسبب مجهول المصدر كما كان للأمراض النفسية والخلافات الزوجية والإنحراف الأخلاقي والسلوكي السبب الرئيسي لإنتشار تلك الظاهرة، و رصدت « الميدان » أراء المختصين في هذا السياق .
* الزواج في مصر منظومة كارثية
يري الدكتورمحمد عبدالله، دكتور علم نفس بجامعة المنصورة، أن المعايير التي نختار عليها الزواج خطأ من البداية، ولذلك تحدث جريمة قتل الأزواج، لإنها لا تناسب المتزوجين، مضيفآ أن ذلك يكون أحيانا الرجل هو الخاسر في هذا الزواج، ويري أن المخرج الوحيد من هذا الموقف، أن يتخلص من شريكه، فيضطر لقتله دون النظر الي عواقب الموضوع، بينما لو توقف للحظة سوف يري نفسه قد أخطأ في التفكير.
وأضاف" عبدالله "، ان الزواج في مصر تحول إلي منظومة كارثية، ويري أن الزواج تحول إلي عملية عبثية.
* "الإزاحة " سبب في إنتشار ظاهرة القتل
بينما يري الدكتور سامح حجاج، نائب مدير مستشفى العباسية الأمراض النفسية، أن سبب هذه الظاهرة، هي أن الطرفين يكونوا أحيانا غير مناسبين لبعضهم البعض، ولكن تزوجوا لمجرد الزواج والإستقرار فقط، مشيرآ إلي أن الإختلاف بين الطرفين قد يكون من الجانب التعلمي أوالدين أوالنفسي، وفي هذه الحالة يصبح الزواج كارثة.
وأضاف حجاج في تصريحاتة ل" الميدان" أنه من ضمن سبب هذه الظاهرة أيضآ عدم التفاهم سوء العلاقة بين الطرفين، كما أنه من أهم الأسباب التي تؤدي للخلاف "الغيرة المبالغ فيها، الخداع والخيانة والضغوط الإجتماعية"، ويستكمل نائب مدير مستشفى العباسية للأمراض النفسية، أن هناك مصطلح في الطب النفسي يسمي "الإزاحة "، بمعني أن يكون الرجل مقهور من مديره في العمل، ولا يستطيع مناقشة أو مجادلتة، وأن يكون المدير متسلط، ولذلك عند عودتة إلي المنزل وهو مقهور نفسينا، يقوم بتفريغ طاقتة المكبوتة مع زوجته، لإنها هنا الطرف الأضعف، وهذا ما نسميه " الإزاحة "، أو أن يكون الزوج مصاب بمرض نفسي أو لة تاريخ مرضي، أو يعاني من حالة نفسية.
وأوضح نائب مدير مستشفى العباسية الأمراض النفسية، أن الطيب النفسي لا يستطيع أن يخبر الحالات المصابة بالمرض النفسي التي تأتي للعلاج، أن يقوم بترك زوجتة لإنها غير مناسبة له، مضيفآ أن دور الطبيب هو أن يقوم فقط بتوضيح شكل العلاقة التي بينهما، وترك القرارله، سواء يريد أن ينهي العلاقة أم يستكملها.
* نص عقوبة قتل الزوجة لزوجها في حالة التلبس بالزني غير دستوري
بينما أختلف رأي القانون مع الرأي الطبي، حيث يري ماهر الجبالي، المحام بالنقض، أن معظم الأسباب هي الخيانة الزوجية، وسوء تربية من الطرفين، ويقول المحامي بالنقض أنه قد ترافع من قبل في جرائم قتل كثيرة، ولكن عن قتل الأزواج وجدتها موجودة في ثمانية عشر قضية، في عمري في المحاماه، ويروي أن هناك من ضمن تلك القضايا، بعض الحالات التي تأمرت الزوجة مع عشيقهاعلي قتل الزوج بعد مرور 18 يوم فقط من زواجها، علي الرغم من أن الزوجة من عائلة كبيرة، بإحدي قري الجيزة، وسبق أن تقدم عشيقها لها ورفضتة الأسرة لسوء أخلاقه، موضحآ أنم طريقة قتل الزوج كانت بواسطة دس السم له، وإعطائه مواد مخدرة، ثم قامت بعد ذلك بقتله، وفي هذه القضية يكون القتل عمدا نظرا لما تنطوي الجريمة من خسة.
كما أضاف في تصريح خاص ل"الميدان" أن هناك بعض القضايا علي النقيض تماما، حيث نري رجل يقتل زوجته بسبب إدمانه للمخدرات، ومن وجهة نظري هذه الجريمة موجودة طبقا لما يشهده الواقع، وأحيانا أراها تحدث لأتفه الأسباب وبعض الأزواج، يقوم بسب الزوجة في عرضها بعد أن يقتلها، ظنآ منه أنه بذلك يخفيف العقوبة عن نفسه، ولكن المشرع هنا في قتل الزوج لزوجتة، إشترط وجود حالة التلبس، وأن تكون في منزل الزوجية، وأن يكون هناك مشهد يؤلمه نفسينآ حدث فبذلك، أو وجود مقدمات لمشهد الزنا، ويكون العقوبة في حالة ثبوت الزني بالعقوبة مدة لا تزيد عن ستة أشهر، وعلي النقيض تماما عند قتل الزوجة لزوجها نري القانون يكون أشد قسوة في حالة المرأة، حيث يعتبر المرأة التي تقتل زوجها لثبوته الخيانة الجسدية بتهمة "الزنا" في مسكن الزوجية بتهمة القتل العمد ولكن القاضي بيراعي الحالة النفسية التي تكون فيها المرأة فتأخذ 3:7 سنوات، وهنا أرى أن النص معيب وغير دستوري لأنه قائم علي التميز بين الجنس والنوع، مضيفآ أؤيد جدآ أن تكون العقوبة ذاتها للرجل والمرأة، لكثرة ما رأيت من وجود هذه الجريمة، كما أؤيد أن تكون تخفيض أو تشديد العقوبة، ولكن الأهم أن تكون العقوبة متساوية للرجل والمرأة في هذه الجريمة، ولا أخشي من التزايد في هذه الجريمة، حيث أن العقوبة للطرفين في هذه الجريمة هدفها الردع والتقويم والإصلاح، علي العكس في حالة المرض النفسي أو العقلي، إشترط المشرع هنا أن يكون الجاني صاحب مرض عقلي أفقدة الوعي والإدراك عند إرتكاب الجريمة، وثبت ذلك طبيآ وقتها يعفي الجاني من العقوبة.
وأضاف أن الرجال هم أكثر من يقوم بهذه الجريمة نظرا لما رأيته من قضايا داخل مكتبي وفي عمري القانوني، وذلك نظرآ إلي أن بعض الرجال تقوم بتناول المخدرات أو لسوء أخلاقه أو لخلافات زوجية نشبت بين الأزواج، وأحيانا يكون له تاريخ إجرامي، والظاهرة موجودة بالفعل بكثرة، ما بين القتل العمد والشروع في القتل وأحذر من انتشار الظاهرة.