الأوكازيون السري للتلاعب بدعم الخبز.. «إضرب بطاقتك عندنا وخد فلوسك مننا»
- أنديانا مبروكتتكبد الدولة مليارات الجنيهات من أجل توفير رغيف الخبز المدعم للمواطن، كما تتحمل الأجهزة الرقابية جهدا كبيرا فى مراقبة هذه المخصصات من أجل إيصال الدعم لمستحقيه، إلا أن فئة من أصحاب المخابز الفاسدين الجشعين يلجأون لعدد من الوسائل والطرق والحيل، للتربح من دعم الخبز وتحقيق الملايين.
يلجأ بعض اصحاب المخابز الى اغراء المواطنين إلى بيع حصصهم من الخبز المدعم الى المخابز، فتارة يتقاضون نقودا وتارة سلعا
ومن المعروف ان تكلفة الرغيف الواحد تُقدر بـ 60 قرشاً، ما يؤدي إلى اهدار المال العام المخصص لدعم الخبز لتحقيق مكاسب مادية لأصحاب المخابز.
"أوكازيون سري" يتم من خلاله تنازل الفرد عن الرغيف الذي تصل تكلفته بعد اللائحة التنفيذية لتدابير منظومة الخبز إلى 60 قرشا، يتم وضعها في حساب صاحب المخبز بأحد البنوك من قبل الهيئة العامة للسلع التموينية، بجانب صرف جميع الأرغفة التي لم يتم استهلاكها ومنح صاحبها مقابلا عينيا أو نقديا، فى عملية تسمي "تصفير البطاقات".
وكانت وزارة التموين قد ناشدت المواطنين عدم ترك البطاقة الممغنطة - البطاقة الذكية، لدى صاحب المخبز، إذ يطالب بعض أصحاب المخابز بترك البطاقة لديهم لبعض الوقت بحجة عطل في الجهاز الإليكتروني - ماكينة الصرف، ما قد يدع مجالًا للتلاعب وسرقة حصص الخبز دون علم المواطن على جانب آخر.
ورصدت "الميدان" من خلال بعض المواطنين فى منطقة المرج بالقاهرة، عمليات بيع مخصصات المواطنين من الخبز المدعم الى المخابز فى مقابل نقدى او سلعى.
المواطنون: نستفيد اكثر من النقط
يقول "ع ف" فنى أولوميتال: "أسرتى مكونة من 4 افراد واصرف خبر بعددهم بما يوازى 20 رغيفا يوميا ادفع ثمنهم جنيها واحدا، ولكن نظرا لانى اولادى لا يتناولون الخبز كثيرا فاتفقت مع صاحب احدى على ان اضرب البطاقة يوميا فى ماكينته مقابل ان اتقاضى منه 5 جنيهات على الاربعة افراد ، الفرد 1.25 جنيه، اتقاضاها نقودا أو يكتب لى كوبون بأى سلعى اريدها من محل البقالة التابع للمخبز واصرف ما اشاء فى حدود النقود المخصصة لى وهذا افضل لى من نظام النقاط، لان النقاط تحاسبنى فقط ب10 قروش للرغيف المتبقى فى البطاقة، اما هذا النظام الخاص فقد يصل ما اتحصل عليه منه الى 200 جنيه تقريبا".
وتقول "هــ ن" ربة منزل : كنت ماعرفش حاجة عن الموضوع ده لحد ما جارتى قالت لى ان كل المنطقة بتتعامل بيه وبيدي فلوس أحسن من نقط الحكومة ، لانى اما باخد فلوس او سلع ، وهاقولك انا مثلا بشترى باكور الشاى من التموين ب 21.5 جنيه ، انما من عند الفرن باخد بسعر السوق 19 جنيه بس".
وبحسبة بسيطة فلو كان نصيب الفرد فى التموين 25 قرشا يوميا بما يوازى 5 ارغفة ، فان المخبز يتقاضي مقابلهم من الوزارة مستحقات مالية 275 قرش، يعطى المواطن منهم 125 قرش، ويدخل جيبه 150 قرش مكسب يومي فورى وضمان لان يكون المشترى دائما من عنده.
أصحاب المخابز: مصلحة لنا
ويقول "ع م" صاحب مخبز: "كنت زمان بقلق من الموضوع ده بس لما لقيت الكل شغال بيه قلت وليه لا وفتحت دفتر للناس، ومش هايضرنى فى حاجة كل الحكاية انى بنفع المواطن ، وبستنفع انا كمان، لان نقط العيش بياخدها 10 قروش أما انا بديه اكتر وبرضه بستفيد".
شعبة البقالة: سرقة مقننة
يقول السيد البرعى، نائب رئيس شعبة البقالة بالغرفة التجارية، ان هذه العمليات أثرت على سلع نقاط الخبز التي يتم صرفها للمواطنين، لنقص رصيد صاحب البطاقة التي يتم ضربها، مضيفا ان هذه الممارسات تأتى في ظل عدم إحكام الأجهزة الرقابية بالتموين أو المديريات على المخابز التي تتلاعب لتحصيل مستحقات غير مشروعة مستغلة احتياج المواطنين بعرض المزايا، وهى في واقع الأمر سرقة مقننة، وهو ما يستدعى تغليظ العقوبات على هؤلاء المخالفين.
رد التموين
وقال وزير التموين والتجارة الداخلية الدكتور على المصيلحى إن عمليات التلاعب فى نقاط الخبز أمر تواجهه الوزارة بكل حسم من خلال حملات المتابعة والرقابة، وعلى المواطن مواجه هذا التلاعب، فهو المسئول عن السرقة التي تحدث.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ “الميدان”، إن بعض أصحاب المخابز من ذوى الذمم الخربة يجدون مواطنا طامعا فى المكسب من خلال بيع النقاط مقابل المال، مطالبا بتعاون المواطنين والابلاغ الفورى عن أى حالات تلاعب.