"أصواتهن للسلام" .. في حضرة الأزهر والكنيسة لمحو الصورة النمطية عن النساء بوازع الدين (صور)
- هناء شلتوتأول سيدة تتولى منصبا قياديا بالأزهر: الدين لم يفرق بين المرأة والرجل في الخروج للعمل
القس عيد صلاح: الكنسية جعلت المرأة راعى وشماسة وشيخة وقريبا "قسيسه"
حرصت مبادرة "أصواتهن للسلام" المعنية بتغيير الصورة النمطية المرتبطة بالنساء في المجتمعات العربية تحت وازع الدين، على عقد مجموعة من اللقاءات داخل المؤسسات الدينية على تنوعها حتى تنهل من معين متخصص وتثرى المبادرة بذوي الشأن، حيث ركزت اللقاءات على الحديث عن قضية عمل المرأة وأحقيتها في تولى المناصب القيادية المختلفة.
ومن جانبها أكدت الباحثة هبه صلاح – مؤسسة المبادرة- والتي أجرت المقابلة مع قطبين من أقطاب الديانتين المسلمة والمسيحية، تشديدهما على أن الصورة النمطية المترسخة عن النساء في الأذهان داخل المجتمعات العربية ليس سببها تعاليم الدين، وإنما ترجع إلى العادات والتقاليد والثقافات، منوهه أن رسالة كل منهما واضحة للرجال والنساء، هي أن الله خلقنا متساويين في الحقوق والواجبات، والدين لم يظلم المرأة ولابد أن نعيد النظر في العادات والتقاليد من خلال عمل جاد وواضح على أرض الواقع حتى يحقق الإنسان الرسالة التي خلقه الله من أجلها وهي عمارة الأرض ونشر السلام.
الدكتورة إلهام شاهين، مساعد الأمين العام لمجمع البحوث لشؤون الواعظات، وهي أول سيدة تتولى هذا المنصب القيادي داخل المؤسسة الدينية الأزهرية، قالت في حديثها للمبادرة على أن القرآن والسنة بالنصوص الصريحة ساوت بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات والثواب والعقاب والعلم والعمل، موضحه أنه لا يوجد قانون يمنع المرأة من تولي المناصب القيادية داخل المؤسسة الدينية الأزهرية، وهذا ما يجهله الكثير، لكن الحقيقة كما قالت هي أن المرأة لم تتقدم لهذه المناصب في الأساس، ولذلك استحدث الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب مناصب داخل المؤسسة كي يسمح لمن لديها العلم والكفاءة وتنطبق عليها الشروط لتولي هذه المناصب.
وأضافت أن أي منصب يتقدم له الإنسان، سواء رجل أو امرأة، لابد أن تنطبق عليه الشروط من مؤهلات وكفاءة، فالقضية قضية مهارات بغض النظر عن نوع المتقدم ذكر أو أنثى.
من جهته أكد القِس عيد صلاح، راعي الكنيسية الإنجيلية بعين شمس، في حديثه لـ مؤسسة المبادرة، أن هذه الصورة النمطية عن النساء والتي مردها إلى التفسيرات الدينية المغلوطة تخدم ثقافة بعينها، وأشار صلاح إلى أن تجربة الكنيسة الإنجيلية قد أعطت المرأة الحق أن تنتخب راعي الكنسية منذ عام 1956 أي قبل قانون مباشرة الحقوق السياسية وأعطتها الفرصة لتكون شماسة وشيخة (عضو في مجلس الإدارة) وحاليا تناقش أن تكون المرأة قسيسه وإن كان الجدل مازال دائرا حول ذلك، فالدين لا يمنع عمل المرأة في الأساس ولا تولي المناصب القيادية داخل المؤسسة الدينية أو غيرها من المؤسسات، فالأمر يتوقف على "الموهِبة" لا النوع.
يشار إلى أن المبادرة تتسق مع الخطوط العريضة لمبادئ السلام وتهدف إلى كسر الصور الذهنية النمطية فيما يتعلق بقضايا النساء في المجتمعات العربية (مصر والشرق الأوسط) التي أنتجتها الموروثات الثقافية الخاطئة ونسبتها زورا للأديان، ويرعى المبادرة مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات "كايسيد" وهي منظمة دولية تأسست عام 2012.