إخوان موريتانيا يواصلون ضغوطهم لاستئناف العلاقات مع قطر
- رمضان إبراهيمحركت قطر عددًا من أتباعها في موريتانيا لإطلاق حملة تستهدف الضغط على الرئيس محمد ولد الغزواني لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة بعد أن تم قطعها في يونيو 2017.
ودشن ناشطون موريتانيون مقربون من تيار الإسلام السياسي حملة عبر منصات التواصل الاجتماعي تهدف لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وتفاعل مستخدمو هذه المنصات مع "وسم #موريتانيا_قطر" الذي أخذه القائمون على المبادرة شعاراً لها.
وزعم البيان الرسمي للحملة أن قطع العلاقات الموريتانية القطرية عرض مصالح كثير من الموريتانيين للخطر، وطالب الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، بإعادة النظر في هذا القرار.
ورغم أن القائمين على الحملة أكدوا على عدم انتمائهم لأي حزب أو تيار سياسي، وأن دعوتهم لإعادة العلاقات مع قطر، توازيها دعوة أخرى لتوطيد العلاقات القائمة مع كل دول الخليج وجميع البلدان العربية والإفريقية، فإن المراقبين أكدوا وجود أياد خفية تدار من قبل حزب تواصل الإخواني للضغط على الرئيس ولد الغزواني حتى يستجيب لدعوتهم باستئناف العلاقات مع النظام القطري.
ويشير عدد من المراقبين إلى أن هذه الحملة لن تحقق الهدف مرادها الذي يطمح إليه الموالين لقطر نظرًا لاندماج نواكشوط الكامل والمبدئي ضمن التحالف العربي لمقاومة الإرهاب.
وجاء ذلك بعدما تعرضت جماعة الإخوان في موريتانيا لهزائم سياسية واسعة ليس على المستوى المحلي فقط، بل والإقليمي أيضًا، حيث انعكست تطورات المشهد على الداخل الموريتاني، حتى أصبح الإخوان طرفًا ملفوظًا، وتلقى حزب تواصل الإخواني ضربات موجعة في الانتخابات الأخيرة.
وأصابت حالة الفشل الذي تعرض له إخوان موريتانيا النظام القطري بالجنون، فالمخططات التي عمل النظام على رسمها طوال السنوات الماضية، ذهبت هباءً ولم يحقق تميم بن حمد أمير قطر أي مكسب سياسي في البلاد، وهو ما زاد من خسائره على المستوى الإقليمي في مصر وتونس.
ويأتي هذا التوجه بعيدًا عن أهداف ومخططات النظام القطري في الداخل الموريتاني، ووفقا للمختصين، جرى لعدة أسباب من أهمها أن خطاب الإخوان لا يتناسب مع تطورات المشهد الداخلي، فالضرب على وتر الدين واستخدامه أداة سياسية بات أمرًا مكشوفًا لدى الجميع.
بالإضافة إلى هذا التناقض البارز في خطاب الإخوان وتحركاتهم، فإن الإجراءات التي اتخذتها الأجهزة الأمنية في موريتانيا حول مراقبة حركة الأموال أدت إلى تضييق الخناق على تحركات النظام القطري، ومنع وصول الأموال التي يرسلها إلى قيادات الإخوان في موريتانيا، وهو ما ارتد سلبا على تحركات حزب تواصل وأدى إلى فشله سياسيًا.