إحياء الأصالة بأيدي مصرية.. قصة كفاح شباب في معرض "تراثنا" ( صور )

منذ أن تطأ قداميك معرض "تراثنا" المقام بمركز مصر للمعارض الدولية، بالتجمع الخامس، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي،، ستشعر بجو التراث البدوي الأصيل وروح القاهرة الفاطمية، وذلك من خلال الديكورات والتصميمات التي أقيمت عليها المعرض. فستجد ممر حارة "بين القصرين"، وحارة "برجوان" وحارة "الخيامية"، أشهر الحارات المصرية.

والمعرض يتيح منتجات التراثية المصرية المتميزة من جميع محافظات الجمهورية ومنها ( الكليم اليدوى- التللى- مفروشات أخميم- إكسسوار حريمى- منتجات نحاسية- منتجات زجاجية- منتجات التطريقة علىالقماش - تابلوهات- خيامية- صدف- وحدات إضاءة- سجاد يدوى- خزف- مفروشات- جلود- صوانى وتحف خشبية- منتجات سيناء- خوص ( .

والذي يقام على مساحة 10 ألف متر، فيهدف المعرض إلى التعرف على منتجات الفنون التراثية اليدوية الراقية ومشاهدة المنتجات الفاخرة التي تميز مختلف محافظات مصر واقتنائها بأسعار مخفضة.

 

قامت "الميدان" بجولة داخل المعرض، لرصد قصص نجاح الشباب وتجربتهم في المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر والمتوسطة، وتجربتاهم في المشاركة بمعرض "تراثنا" خلال السنوات السابقة.

يدويات الفيوم"

ففي مقدمة المعرض يوجد جناح "يدويات الفيوم"، يجلس فيه شباب يصنعون الخوص والخزف، بطريقة جديدة، تذهب أرباح هذا الجناح إلى رعاية المعاقين ذهنية، فيقول محمد رشوان، مدير برامج التمويل والتسويق بمؤسسة القومية لتنمية الاسرة والمجتمع بوزارة التضامن الاجتماعي، أن المؤسسة تقوم برعاية نحو 800 أبن وأبنه لديهم إعاقة ذهنية، وذلك عن طريق تقديم الإقامة الكاملة والعلاج.

وأضاف خلال حديثة لـ "الميدان"، أن المؤسسة قامت خلال العام الماضي بعمل 5 ألاف جلسة شلل دماغي، و30 ألف جلسة علاج طبيعي، بتكلفة وصلت إلى 35 مليون جنيه، مؤكدا أن المؤسسة لا تأخذ دعم من الحكومة سوى القليل مبالغ لا تذكر، بالنسبة لشكل الرعاية التي تقدم لهؤلاء المرضى.

وأوضح أن المؤسسة تقدم الكثير من الأنشطة الأخرى كالمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، والتنمية، وبرنامج الحد من الفقر في القاهرة الكبرى والصعيد، وتمويل المشروعات وتسويقها، مشيرا إلى انهم يقوموا بأخذ المنتجات ويعدوا تسويقها في المعارض التي تقيمها الوزارة "كديارنا" و"تراثنا"، أو من خلال المعارض الدائمة مثل المقامة في مبنى وزارة التضامن، وشارع الأهرام.

وأشار إلى أنه تم تمويل 360 ألف مشروع بمبلغ 900 مليون جنيه، خلال العام الماضي، بأقل سعر فائدة وفقا لما أوصى به الرئيس عبد الفتاح السيسي، موضحا أن المؤسسة تقوم بتسويق المنتجات في المعارض العالمية.

وعن مشروع يدويات الفيوم، أوضح أن المؤسسة قامت خلال الفترة الماضية بتطوير مهنة صناعة الخوص في الفيوم، عن طريق جلب أساتذة من الجامعات المتخصصة في صناعة الخوص والفخار، مشيرا إلى أنه تم تدريب قرية "الإعلام" على صناعة الخوص، وبداية من الشهر المقبل سيتم تدريب قرية "النزلة" بمحافظة الفيوم.

وعن الأسعار في المعرض أوضح أنها تبدأ من 30 جنيها حتى 150 جنيها، مشيرا إلى أن المعرض هذا العام يختلف عن العام الماضي في حملة الدعاية الكبيرة الذي قام بها الجهاز، واختيار قاعات كبيرة، كما أن دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي، للمعارض يعطي له قيمة وثراء.

مشروع الكروشيه

وفي حارة "برجوان" يوجد مروة نبيل، 43 سنة، خريجة كلية أدب قسم تاريخ، تفرغت لصناعة الكروشيه وتركت الوظيفة من أجل تحقيق حلمها، فاستطاعت أن تنسج من الخيط والأولوان الكثير من الأعمال الفنية الراقية، كعرائس للأطفال ومفارش وحقائب، تلك الخيوط أعطت للمنتج شكل مبهج بالألوان الزاهية.

بدأت الفكرة لديها.. عندما وجدت أختها الأكبر منها بعامين تعمل ديكورات من الكروشية وخيوط المكرميه، فأرادت أن تتعلم هذا الفن الراقي، ليكون رسالتهما فيما بعد أن يعلموا السيدات والبنات صناعة الكروشيه ويتولون تسويقه في المعارض الدائمة وذات يوم واحد.

وخلال حديثها لـ "الميدان"، قالت إن أختها تعلمت الكروشيه على يد معلمتها خلال المرحلة الإعدادية، والتي غرزت فيها قيمة ما تقوم به من عمل راقي يحفظ كرامة المرأة، فهو يعد مشروع مربح يقام داخل ركن صغير بالمنزل، مشيرة إلى أن معيار نجاحه هو حسن التسويق والترويج له.

وأوضحت أنها تقوم هي واختها حاليا بتعليم السيدات، وهناك ورشة لهم بها 25 سيدة يقوموا بتصميم الموديل، مشيرة إلى أنهم يقوموا بشراء الخيط وتسليمة للسيدات من أجل تصميم الموديل، ويقوموا بأخذه منهم لتسويقه في المعارض وبيعة.

وعن مدة عملها في هذه المهنة، أكدت أنهم يعملون منذ 20 عاما في مجال الكروشية، وخلال 10 سنوات الأخيرة بدوا في الترويج له بالمعارض التي يقيمها جهاز المشروعات الصغيرة ووزارة التضامن الاجتماعي.

ولنجاح المشروع .. أكدت أنها يحتاج إلى صبر طويل، ففي بداية عملها لم تحقق مكاسب وكانت تعمل في وظائف أخرى من أجل الصرف على المشروع وتطويره، مشيرة إلى أنهم من خلال مشاركتهم في معرض مثل تراثنا وديارنا الذي تقيمه وزارة التضامن الاجتماعي، اصبحوا قادرين على تسويق أفضل لمنتجاتهم.

وعن اشتهار الصناعات اليدوية بارتفاع أسعارها، أوضحت أنها تقوم قدر المستطاع بتوفير الخيوط التي تناسب كل الطبقات، كما أن المواطن إذا شعر بحجم التعب الذي يقوم بها الفنان أثناء انتاج قطعة واحده سيدفع دون النظر إذا كانت غالية الثمن أم لا.. فالمنتجات اليدوية بها روح وحس تفتقده المنتجات صنعت داخل ألآت.

 

تطريز المفروشات

إسراء فتحي.. 35 سنة، استطاعت أن تبدأ مشروعها منذ الصغر، ساعدتها في أول المشوار والدتها، بمبلغ 5 ألف جنيه، وبدأت في تسويق منتجاتها على الأقارب وأصدقائها، ثم أخذت قرض من جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، من أجل تكبير المشروع، ليصبح مصدر رزق جيد لها.

وترى إسراء أن إقامة المشروعات تعد مصدر رزق جيد أفضل من الوظيفة فهو يجعل المرء يفكر ويبدع ويطور من نفسه، ويكبر مشروعة ليصبح مصدر رزق له، ولكثير من الشباب الذي سيعملون معه فيما بعد.

وعن تجربتها مع جهاز المشروعات الصغيرة، أوضحت أن جهاز المشروعات سمح لكثير من الشباب في تنفيذ أفكارهم على أرض الواقع من خلال اقراضهم أموال بأقل سعر فائدة، إلى جانب قيامه بمساعدة الشباب في تسويق منتجاتهم في المعارض المحلية المقامة داخل مصر، وكذلك المعارض العالمية، مما يعطي فرصة للتوسع في تسويق المنتجات المصرية في الخارج.

 

مشروع الخزف

"قدم السعد" علامة تجارية اتخذها محمد سالم، لتسويق منتجاته في صناعة الخزف والفخار، بدأ مشروعه من عام 1996، ويتضمن المشروع صناعة منتجات خزفية بألوان تصلح للأكل، ووحدات ديكور نجف توضع في المنزل.

تطور الأمر مع سالم منذ ثلاثة سنوات، عندما ذهب إلى جهاز المشروعات الصغيرة لأخذ قرض من أجل البدء في التصنيع وعمل ورشة بها نحتين ورسامين، حيث ساعده الجهاز فيما بعد في تسويق منتجاته والمشاركة في المعارض الدولية والمحلية بشكل أفضل.

وعن مشاركته في معرض "تراثنا" هذا العام، أوضح أنها تعد المشاركة الثانية، وذلك بعد النجاح الذي حققه العام الماضي، موجها الشكر لجهاز المشروعات والرئيس عبد الفتاح السيسي، "فهناك مجهود مشرف فخر لكل صانع ومشارك في المعرض".

كما أوضح أن أسعار المنتجات في المعرض تتراوح ما بين 20 جنيها حتى 50 جنيه حسب المنتج، مؤكدا أن كافة المنتجات بالأوان تصلح للأكل خالية من الرصاص، وتدخل الفرن.

وقدم نصيحة للشباب الذين يريدون البدء في إقامة مشروع.. أن يجب يكون لديهم الموهبة في تشكيل الخزف وتلوينه، فهي يعد مشروع ناجح.

ندعم الفنون والحرف اليدوية

وقالت نفين جامع، رئيس جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، إن إقامة هذا المعرض يأتي في اطار تنفيذ استراتيجية الدولة التي تهدف إلي دعم هذه الفنون الحرفية النادرة وعرض منتجاتها الفاخرة.

وأضافت جامع في تصريحات خاصة لـ "الميدان"، أن هذا المعرض يفتح افاق أوسع لانتشار المنتجات اليدوية الراقية، وتطورها وكذلك تشجيع الشباب على تعلم هذه الحرف والفنون اليدوية الراقية واتقانها، مؤكدة أن إقامة مشروعات صغيرة أو متناهية في الصغر في هذا المجال توفر لهم فرص عمل مربحة ومستقرة