الخميس 21 نوفمبر 2024 03:41 مـ 19 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

    محافظات

    تعرف على مسيرة " إبن المنيا" أحد أبطال حرب أكتوبر المنسيين

     

    حرب سطرت في صفحات التاريخ بأحرف من النور والذهب بطولات لا تنسى عبر الزمان لأبطال كانوا العلامة الفارقة فيها ، إنها حرب أكتوبر المجيدة 1973التي لا يمكن أن تنسي وتمحى من الذاكرة . فهناك أبطال حقيقيون سلط عليهم الضوء ومنهم لم ينالوا هذا الحظ وكانوا أبطالا ً وظلت سيرتهم العطرة منسية عن الجميع .

     

     وكان لجريدة " الميدان " الشرف الكبير بأن تفتح ملف أحدى أبطال أكتوبر المنسيين بمحافظة المنيا وأن تلتقي به وسط عائلته البسيطه لتسمعه عن قرب وتجلي عليه تراب الزمان  وتظهره للأضواء.

     

    فمن رحم الهزيمة المرة ولدت شمس الإنتصار الساحق "  ، فبعد ست سنوات من الإنكسار والهزيمة في يونيو 1967 م ومحاولات استرداد الأرض المغتصبة ، أنتصرت الإدارة المصرية الباسلة من خلال خطة حرب محكمة ومدروسة بكل عناية ، ساعدت على بلوغ الهدف وإقتحام الحصون المنيعة وتبديد أسطورة الجيش الذي لا يقهر التي أوهمت به إسرائيل العالم أجمعه في ذلك الوقت .

     

    فبعد مرور 46 عاما ً على إنتصارات السادس من  أكتوبر العاشر من رمضان ذاقت مصر طعم الفرحة الحقيقية بعد سنوات عجاف من النكسة المهينة ، وكان لهذه الحرب أبطالها البواسل الذين ما يزالون أحياء ومنهم ما من نالوا شرف الشهادة وكتبوا عند ربهم من الشهداء الأطهار الأبرار وفازوا بالجنان ، ومنهم من فاز بتسليط الكاميرات والأضواء عليه ، ومنهم من لم ينل هذا الحظ ، وأكتفى بأن يكون ممن رفعوا علم مصر على أرض سيناء الغالية الطاهرة .

     

    وكان ممن صنعوا النصر بدمائهم ، وكتبوا شهادة تحرير سيناء ، ولا يزال حيا ً على أرض هذا الوطن الغالي يتذكر مع قدوم ذكرى إنتصارات أكتوبر كل عام ٍ أيام الفرحة ، ويستعيد شريطا ً طويلا ً من الذكريات عن " رفقاء الدم " ، وكيف أنه الآن توارى في الظل لا يسأل عنه أحد ، أنه العم " محمد كامل أحمد حسين " ابن صعيد مصري وتحديدا ً عروس الصعيد محافظة المنيا .

     

     

    البطل المصري الباسل  العم " محمد كامل أحمد حسين " قصة للمحارب المصري الباسل الذي لا يهاب الموت وكان يتمنى أن ينال الشهادة ويكتب في زمرة الشهداء ، الذي أصيب فى ذراعه وفقد عينه اليمنى ورقد فى المستشفى بعد اليوم الثالث من قيام حرب أكتوبر ، والذى يتعدى عمره السته والتسعين عاما ً ،  إلا أنه ما زال يتذكر أيام الحرب جيدا ً لحظة بلحظة ، حيث كان ملتحقا ً بسلاح المشاه ويعمل على المدفع المحمول ؛ لكن لقدر لم يمهله أن يوصل مع زملاءه بقية الحرب وأصيب بدانة مدفع إسرائيلية أدت إلى فقدان عينيه اليمنى وإصابة عميقة فى ذراعه الأيسر ولم يشعر بما حوله إلا وهو ملقى فى المستشفى العسكري وبعدها تم نقله إلى مركز الرعاية الإجتمعية بحي العجوزة ، لينهي خدمته لعسكرية باكيا ًعلى فقدان زملاءه فى الكتبية الذين استشهدوا وعدم استكماله أيام الحرب ليخرج الى بلدته بقرية صفط لخمار ويخرج على معاش حوالى 7 جنيهات هو معاش شهري تقاضاه بعد الخروج فى 2 سبتمبر عام 1974 م بعد فقدانه لأحد عينيه .

     

     

    فالعم " محمد كامل أحمد حسين " ، والبالغ من العمر 69 عامًا ، حيث أنه من مواليد 11 / 1950 م ، ومقيم بقرية صفط الخمار التابعة لمركز المنيا ، بمحافظة المنيا ، وكان يعمل موظفًا سابقًا بالقوى العاملة بالمنيا وحاليًا من أرباب المعاشات ، ومتزوج ولديه أسرته المصرية البسيطة ، تتكون من 6 أولاد وبنت واحدة ، وما يزال يسكن فى منزل بالإيجار ، حيث أن معاش المصابين فى العمليات الحربية لا يكفيه إلى جانب معاشه الحكومي ، إلا أنه بفضل الله تعالى إستطاع أن يعلم أولاده وبنته الوحيده التى حصلت على دبلوم التجارة وما زلت ست بيت لا تعمل ، وهو من أحد الجنود المغمورة والمنسية ، وأحد أعضاء جمعية المحاربين القدامى .

     

    قال عمى " محمد كامل"  لجريدة " الميدان " ،  كان نفسي أكمل مع زملائي لكن إرادة الله أبعدتنى عن الحرب ؛ ولكني بكيت حين رأيت زميلى يرفع لعلم المصري جنوب سيناء على الأراضي المصرية الطاهرة وقبل أن ينزل أصابته دانة مدفع إسرائيلية ليلقي الشهادة على الفور .

     

     

    وقبل أن يروي البطل المصري العم " محمد كامل "  قصته البطولية مع حرب أكتوبر المجيدة 1973 م ، وكيف أنه من مصابي الحرب  ، ويفتخر بذلك ، إلا أننا وجد الحزن الشديد يغطي علىالعديد من كلماته ، وتركناه يروي قصة بطولاته كاملة ً قائلا ً : قد تم إلتحاقي بالقوات المسلحة المصرية قبل الحرب بعام واحد وتحديدًا في عام 1972 م ، وفي بداية تجنيدي تم إلتحاقي بسلاح مشاه عادي ، وفي فترة حرب أكتوبر تم إلحاقي بسلاح مشاه مدعم وكنت مساعد مدفع " م . د. ب . 11 " وكان لي العديد من الأصدقاء وقد تم تدريبنا جميعًا الموجودين بسلاح المشاه المدعم وكيفية إستخدام مدفع " م . د. ب . 11 " ، وكنت أنا ومن معي من الجنود متلهفين على ملاقاة العدو الصهيوني ، وحينما أتيحت لنا الفرصة في السادس من أكتوبر العاشر من رمضان ، ووقتها كنت صائمًا وتم الإستعداد للحرب بكل حماس ، وكنت أنا ومن معي علي المدفع من أوائل اللذين عبروا من القنطرة على خط بارليف ، وكنا نقاتل العدو بكل حماساة  ، وتم قتل العديد من الإسرائليين على أيدينا ، وعدد من كانوا فوق المدفع هم 6 جنود موزعين كالتالي : " 3 وراء المدفع و3 بسيارة ألغام ، وكنا نقذف العدو بكل جسارة ، حتى أردينا ولله الحمد العديد منهم صرعا ً .

     

     

     

    وتابع العم " محمد كامل أحمد حسين " حديثه قائلا ً  : وفجأة قامت إحدى الطائرات الإسرائلية في اليوم الرابع من حرب أكتوبر بإطلاق نيران على مدفعنا مما أدى إلى إصابتي بإنفجار بالعين اليمنى وإصابتي في ذراعي الأيسر ، وضرب من كان على المدفع ، ولم أشعر بشئ إلا وأننا في المستشفى العسكري ، وهذه الفترة التي كنت أتلقى فيها العلاج هي من يوم 10 أكتوبر 1973 م وحتى شهر 6 عام 1974 م في غاية السوداء .

     

     

    وأستطرد عمي "  محمد كامل "  ذكرياته مع حرب أكتوبر قائلا ً ،  كنت أنا و3 من زملائي وراء مدفع و3 آخرين يحملون الذخيرة على سيارة وإذا بطائرة تسقط الذخائر علينا فتلقى بعضنا الشهادة والباقى أصيب كان ذلك يوم 7 أكتوبر شرق القتاة بمنطقة جنوب السويس .

     

     

    وأضح العم " محمد كامل " قائلا ً : وحينما علمت أن من كان على المدفع معي قد توفاهم الله تعالى أصابني الحزن الشديد وحمدت الله على ما أنا عليه ، وبعد ذلك تم صرف معاش لي من قبل القوات المسلحة آنذاك 80, 16 جنيه مصري وتم صرف مكافأة لي 170 شهريًا .

     

     

    وأردف عمي " محمد "  أنه لم يتزوج  إلا بعد أن قضى الخدمة العسكرية وتركت والدى ووالدتى وإخواتى وكنت الأخ الأكبر ، وأمي بكت ليل ونهار لما سمعت أن الحرب قامت .

     

     

    وأكمل عمي " محمد كامل " كلامه قائلا ً ، بعدما تم نقلي للمستشفى زرانا الرئيس السادت وأطمأن علينا وقال لنا " أنتو يا أولاد أديتوا اللي على عليكم وأنتم أبطال شجعان رفعتوا اسم مصر عاليا ً " وكان ده يوم 15 اكتوبر وأعطونا ورد وباكو بسكويت وقتها  .

     

     

    وأشار عمي " محمد " قائلا ً ، أنا طلعت من الجيش عام 1974 بأول مرتب أو معاش مصابى العمليات الحربية بـــ  7 جنيهات شهريا ًووظيفة عامل فى مديرية القوى العاملة وخرجت على المعاش من 8 سنوات بـــ 800 جنيه إلى جانب 1500 جنيه معاش العسكرية لا تكفى على بيتي ، حيث أسكن فى منزل بالإيجار مع زوجتى وبنتى الوحيده وأولادى ، وحتى الآن لم تعطينى الدولة شقة زي الناس التانية ولا بيت ولا كرموني ولا مرة ، غير عملو ليا كارنيه لجمعية المحاربين القدماء وخلاص ، وأعطونى 50 جنيه وبطانية العام لماضى فقط  ، بجانب المعاش العسكري اللي بأصرفه من زمان .

     

     

    وبَيْنَ العم " محمد كامل " قائلا ً : إن حرب أكتوبر لا تزال في وجداني ودومًا  أتذكر أحداثها وأرويها للجميع  ، فهي حرب العزة والكرامة وغيرت مجرى التاريخ بالنسبة لمصر والشرق الأوسط بأسره عندما أقتحم الجيش المصري قناة السويس وأجتاح الخط المنيع خط بارليف ، ولقد حقق العرب نصرًا نفسيًا كبيرًا وأن إحتفاظ بالأراضي المصرية حتى الآن يعد نصرًا ضخمًا لا مثيل له تحطمت معه أوهام الإسرائيلين بأن العرب لا يصلحون للحرب وهم لا يعرفون جيدًا أن العرب فرسان في كل ميدان حربي عبر التاريخ .

     

     

    ووجه العم " محمد كامل " رسالة للقيادة السياسية بالدولة  وعينه تدمع  قائلا ً : إن في مصر مقاتلين شرفاء شاركوا ببسالة في حرب أكتوبر منهم من ضحى بروحه ودمه من أجل تراب وطنه ومنهم ما يزال على قيد الحياة معافى أو نال شرف الإصابة والتي هي وسام على صدره ولكن لم ينالوا أي إهتمام من قبل الدولة ، والقيادة السياسية بالدولة لا توعي لهم إهتمامًا ولا تعرف عنهم شيئًا وهذا شئ يحزن للغاية ، أن يكون هناك أبطال منسيون عن الوجدان ، فعليكم البحث عنهم في ربوع مصر ومحاولة تكريمهم التكريم الذي يليق بهم هم وأسرهم ، والسماع لأنينهم المحرق للقلوب منذ سنين حتى يشعروا بأنهم ليسوا بغرباء في وطنهم .

     

     

    كما وجه العم " محمد كامل " رسالة للمصريين في الداخل والخارج ،  قائلا ً : إن مصر لها حق كبير علينا وعلى الجميع أن يدافع عنها ويحميها ممن يحاولون النيل منها وتشويه صورتها الجميلة ، وعلى الكافة أن يعرف أن هناك الكثير من الأرواح زهقت والدماء أريقت من أجل إسترداد أرض هذا الوطن الغالي من العدو الصيهوني حتى نعيش بكرامتنا أحرارًا كما ولدتنا أمهاتنا أحرارًا ، وأنه ليس بالسهل اليسير التفريط في تراب هذا الوطن الحبيب .

     

    وأختتم العم " محمد كمال " كلامه ، قائلا ً ، أنا مش طلب حاجة من الحكومة غير أنها تقدر الناس إللي ضحت بروحها ودمها من أجل تحرير تراب مصر من إسرائيل بس ، يا ريت كانت راحت عنيا التانية أو مت واستشهدت من أجل مصر لأنها غالية عليا ولازم نديها أكتر مما  ناخد منها ولو تعود بينا الأيام أحارب لحد ما أموت ، والشهادة هي أغلى شئ عندي في سبيل بلدي وترابها مصر الغالية إللي بأفتخر بيها في كل مكان وكل زمان .

     

     

    وفي النهاية فإن ملحمة أكتوبر ستظل خالدة في وجدان التاريخ وعلامة على قوة وصلابة كلا ً من الجيش المصري وشعب مصر ، وتأكيدًا على أن تراب هذا الوطن هو أغلى من الذهب والماس ولا يمكن التفريط فيه بأي حال ٍ من الأحوال ، وسيرة عطرة ستتوارثها الأجيال المتعاقبة جيل بعد جيل   .

     

    الميدان المنيا بطل أكتوبر المنسي

    استطلاع الرأي

    أسعار العملات

    العملة شراء بيع
    دولار أمريكى 49.3414 49.4414
    يورو 53.7723 53.8961
    جنيه إسترلينى 62.9153 63.0675
    فرنك سويسرى 56.0507 56.1898
    100 ين يابانى 33.3726 33.4470
    ريال سعودى 13.1553 13.1826
    دينار كويتى 160.5278 160.9055
    درهم اماراتى 13.4325 13.4633
    اليوان الصينى 6.8549 6.8693

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 3,629 شراء 3,686
    عيار 22 بيع 3,326 شراء 3,379
    عيار 21 بيع 3,175 شراء 3,225
    عيار 18 بيع 2,721 شراء 2,764
    الاونصة بيع 112,849 شراء 114,626
    الجنيه الذهب بيع 25,400 شراء 25,800
    الكيلو بيع 3,628,571 شراء 3,685,714
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى
    مصر 24 أول خبر المطور بوابة المواطن المصري حوادث اليوم التعمير مصري بوست

    مواقيت الصلاة

    الخميس 03:41 مـ
    19 جمادى أول 1446 هـ 21 نوفمبر 2024 م
    مصر
    الفجر 04:55
    الشروق 06:25
    الظهر 11:41
    العصر 14:37
    المغرب 16:57
    العشاء 18:18