قبل ساعات من انعقاده..
مستشار مفتي الجمهورية يكشف لـ«الميدان» عن أهم مشروعات ومبادرات مؤتمر الإفتاء العالمي
- هناء شلتوتفي ظل أجواء محتقنة، وظروف دولية بالغة الخطور، وخطاب ديني اختلط فيه الحابل بالنابل، تشهد القاهرة بعد غد الثلاثاء انعقاد المؤتمر العالمي السنوي للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، في نسخته الخامسة، تحت مظلة دار الإفتاء المصرية وبرعاية رئيس الجمهورية السيد عبد الفتاح السيسي.
ويأتي هذا المؤتمر الذى ينعقد على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين تحت عنوان "الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي"، في ظل ظروف حالكة نتجت عن مفاهيم مغلوطة وقضايا دينية شائكة، نتيجة حالة التطرف التي تصدرت المشهد وتعمد الجماعات الضالة تسويق أفكار وفتاوى متشددة لأغراض سياسية دنيئة تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار الأمة الإسلامية حيث يهدف المؤتمر إلى إدارة الخلاف الفقهي الموروث واستثماره في معالجة القضايا والمشكلات الراهنة.
وانتهت امانة الإفتاء العالمية من وضع اللمسات الأخيرة للمؤتمر العالمي السنوي، وتهدف الأمانة إلى استثمار حالة الخلاف الفقهي لخدمة العالم الإسلامي سعيا لتجديد الخطاب الديني، في ظل حالة حراك متطرف يأن منه الجميع، ومساعي خبيثة من قبل حفنة من ادعياء الدين يفسرون النصوص الدينية وفقا لمفاهيم منحرفة تهدف لزعزعة أمن واستقرار المجتمعات.
مشروعات إفتائية عالمية..
وأكدت أمانة الإفتاء، أن في جعبتها العديد من المبادرات والمشروعات والأبحاث الإفتائية البالغة الأهمية المنتظر الكشف عنها خلال فعاليات المؤتمر، والتي استغرق إعدادها عاما منذ انتهاء أعمال مؤتمر الأمانة الأخير في أكتوبر العام الماضي وحتى الآن، من بينها تدشين "وحدة الاستشارات الإدارية للمؤسسات الإفتائية"، هذه الوحدة ستعول عليها الأمانة كثيرا في اتباع الأنظمة الإدارية الحديثة ووضع المعايير والقواعد الإجرائية المنظمة لسائر الأمور داخل المؤسسة الإفتائية المعاصرة، حيث شددت الأمانة العامة على أن التطوير في أي مؤسسة لن يكون ناجحًا إلا إذا توافرت للإنسان إدارة تنظم حياته وعلاقاته بالآخرين، وتوظف إمكاناته لمصلحة الجميع، بهدف تمكين المؤسسات الإفتائية من أداء رسالتها على أكمل وجه.
تفاصيل وثيقة التسامح الفقهي..
وكشف د. إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية والأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم، عن عزم أمانة الإفتاء العالمية إطلاق حزمة هائلة من المبادرات والمشروعات الإفتائية العالمية خلال فعاليات المؤتمر وعلى رأسها إعلان وثيقة التسامح الفقهي، وهى وثيقة لإقرار مبادئ التسامح ونبذ التعصب في مجال الإفتاء والفقه الإسلامي والإجراءات اللازمة لذلك، كما تهدف إلى نبذ التعصب المذهبي المهدد للتماسك الاجتماعي للدول الوطنية والمجتمعات الإنسانية، وكذلك مواجهة محاولات التطرُّف لاستغلال الاختلاف الفقهي في نشر الكراهية، إضافة الى اعلان تدشين "وحدة الاستشارات الإدارية للمؤسسات الإفتائية"، وهذه الوحدة ستعول عليها الأمانة كثيرا في اتباع الأنظمة الإدارية الحديثة ووضع المعايير والقواعد الإجرائية المنظمة لسائر الأمور داخل المؤسسة الإفتائية المعاصرة، وتهدف هذه الوحدة في الأساس الى تأهيل دور وهيئات ومكاتب الإفتاء إداريًّا، وكذلك إعداد المراجع النظرية التي تربط علوم الإدارة بالإفتاء، فضلا عن تقديم الاستشارات الإدارية لدور وهيئات الإفتاء، والتعاون مع الجهات المحلية والدولية المعنية بالتطوير الإداري، هذا الى جانب الإعلان عن تدشين مركز "دعم البحث الإفتائي" وهو مركز متخصص في دعم طلبة الدراسات العليا وغيرهم ممن يُرتأى دعمه وتوجيهه نحو تقديم البحوث المتخصصة في علوم الفتوى والإفتاء بُغية تنشيط البحث العلمي في هذا المجال، وسعيا لأن يكون البحث في علوم الإفتاء من التخصصات المستقلة أكاديميًّا، وتتمثل مهام المركز في توجيه ومساعدة طلبة الدراسات العليا ونحوهم لاختيار موضوعاتِ أبحاثٍ تكون متعلقةً بعلوم الإفتاء.
جائزة باسم الإمام القرافي..
كما ستعلن أمانة الإفتاء أيضا خلال مؤتمرها عن إطلاق "جائزة باسم الإمام القرافي" لتكريم أصحاب الأبحاث المتميزة التي تثري الإنتاج البحثي والفقهي، وتهدف الجائزة إلى تشجيع البحث العلمي الشرعي وتقدير دوره فيما يخدم القضايا الفقهية المعاصرة، وكذلك إعلان «اليوم العالمي للإفتاء" الذى يهدف إلى تكريس ضوابط الفتوى والاستفتاء وتعزيز المؤسسات والهيئات والجهات الإفتائية في أوساط الأمم والشعوب الإسلامية، إضافة إلى إطلاق «وثيقة التسامح الإفتائي» والتي تهدف إلى التآزر لدعم الجهود المبذولة وإصلاح الفاسد ووقف العَبَث بمبادئ التشريع والفقه والإفتاء الداعمة للتعايش والتسامح، فضلا عن تدشين "مرصد المستقبل الإفتائي"، الذى سيعمل على وضع الدراسات المستقبلية التي لا غني عنها للدول والمجتمعات والمؤسسات.
أبحاث علمية لفض إشكاليات القضايا المعاصرة..
ووفق جدول عمل المؤتمر فسوف يناقش المؤتمرون من أعضاء الأمانة مجموعة من الأبحاث العلمية من بينها بحثا بعنوان "نحو نظرية كلية لإدارة الخلاف الفقهي" لفضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وأخر بعنوان "ثَقَافَةُ التسَامُح .. مُدْخَلٌ لِإدَارَةِ الخِلَافِ الفِقْهِي لسماحة الشيخ عبداللطيف دريان مفتي الجمهورية اللبنانية"، و"منهجية المذاهب الفقهية في إدارة الخلاف الفقهي" للدكتور مجدي محمد عاشور المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية، وبحث حول "الخلاف الفقهي بين الانضباط والتفلت" للشيخ الدكتور يوشار شريف داماد أوغلو أستاذ مساعد بجامعة آرسطوتاليس قسم العلوم الإسلامية ثسالونيكي – اليونان.
فضلا عن مناقشة "استراتيجيَّةُ «الأمانة العامَّة لدُور وهيئاتِ الإفتاءِ في العالَمِ» لتفعيل استثمارِ الخلافِ الفقهيِّ .. رؤيةٌ استشرافيَّةٌ" للشيخ كامل أحمد كامل الحسيني الباحث الشرعي بالأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إضافة إلى "المنهج في إثبات الفتوى لتقليل الخلاف الفقهي من الإدارة الحضارية بين الواقع والمأمول حدوثه" وهو بحث لـ أ.د. خزيمة توحيد ينجو الإندونيسية رئيس شؤون الفتوى بمجلس العلماء الإندونيسي، وبحث حول "إدارة الخلاف الفقهي في عصر ظهور وتبلور المذاهب الفقهية توثيق وتحليل" للأستاذ الدكتور محمد أحمد لوح رئيس لجنة الإفتاء باتحاد علماء إفريقيا، وكذلك "مجمع الفقه الإسلامي الدولي وإدارة الخلاف الفقهي تجربة وتاريخ" للأستاذ الدكتور عبد السلام العبادي أمين مجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي.
هذا إلى جانب مناقشة بحث هام بعنوان "هيئة كبار العلماء وإدارة الخلاف فـي ماضيها وحاضرها" للأستاذ الدكتور نصر فريد محمد واصل عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، و"أخلاقيات إدارة الخلاف الفقهي" للدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء بدائرة الشؤون الإسلامية بالإمارات، وبحث بعنوان "مراعاة المقاصد والقواعد في إدارة الخلاف الفقهي: الإطار المنهجي" للأستاذ الدكتور محمد البشاري أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، وأيضا بحث بعنوان "المؤتمرات الإسلامية وأثرها في إدارة الخلاف الفقهي" للأستاذ الدكتور محمد عبدالغفار الشريف بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالكويت، وغيرها من الأبحاث المهمة.
مركز دعم البحث الإفتائي..
واستمرارا لجهودها في خدمة العالم الإسلامي وطلاب العلم تعلن الإفتاء العالمية خلال فعاليات المؤتمر أيضا عن تدشين مركز "دعم البحث الإفتائي" وهو مركز متخصص في دعم طلبة الدراسات العليا وغيرهم ممن يُرتأى دعمه وتوجيهه نحو تقديم البحوث المتخصصة في علوم الفتوى والإفتاء بُغية تنشيط البحث العلمي في هذا المجال، وسعيا لأن يكون البحث في علوم الإفتاء من التخصصات المستقلة أكاديميًّا، وتتمثل مهام المركز في توجيه ومساعدة طلبة الدراسات العليا ونحوهم لاختيار موضوعاتِ أبحاثٍ تكون متعلقةً بعلوم الإفتاء، ويستلزم ذلك بناء قواعد بيانات متكاملة للجامعات التي تطرح برامج للماجستير والدكتوراه في العلوم الشرعية في العالم والتواصل معها وبناء اتفاقيات ومذكرات تفاهم في هذا الإطار، وكذلك إرشاد الطلبة في مراحل البحث بداية من وضع الخطة حتى المراحل النهائية، ويكون ذلك بواسطة طائفة من العلماء المتخصصين أكاديميًّا في العلوم الشرعية من ذوي الخبرة في الإشراف على الرسائل الجامعية، وتشمل هذه الطائفة علماء من داخل مصر وخارجها وباللغة العربية والإنجليزية تمهيدًا لإدخال لغات أخرى، إضافة إلى توفير المراجع العلمية من كتب وقواعد بيانات خاصة بالفتوى وعلوم الإفتاء، وللأمانة سابقة في هذا الإطار وهي «برنامج المكتبة الإلكترونية للإنتاج الإفتائي»، ومن الميزات الفارقة في هذا الشأن قاعدة بيانات فتاوى دار الإفتاء المصرية المتوافرة، كما يهدف المركز إلى إيصال طلبة الدراسات العليا ونحوهم بالمعنيين بمجال الفتوى ليقفوا على طبيعة العمل الإفتائي ومراحله عبر الإحاطة بنماذج عملية تساعد من تُعنَى أبحاثهم بالأمور التطبيقية في المجال، وكذلك تنظيم ورش عمل وسيمينارات للبحوث الإفتائية، انتهاءا بتنظيم تدريبات ومحاضرات في مجال شحذ المهارات البحثية في العلوم الشرعية عامة.
يشار إلى أمانة الإفتاء لديها المزيد من المشروعات والمبادرات التي سيتم الإعلان عنها تمهيدا لتنفيذها على أرض الواقع وعلى رأسها إطلاق "وثيقة التسامح الفقهي" وهى وثيقة لإقرار مبادئ التسامح ونبذ التعصب في مجال الإفتاء والفقه الإسلامي ، وكذلك إطلاق "جائزة باسم الإمام القرافي" لتكريم أصحاب الأبحاث المتميزة التي تثري الإنتاج البحثي والفقهي، وتهدف الجائزة إلى تشجيع البحث العلمي الشرعي وتقدير دوره فيما يخدم القضايا الفقهية المعاصرة، وكذلك إعلان «اليوم العالمي للإفتاء" الذى يهدف إلى تكريس ضوابط الفتوى والاستفتاء وتعزيز المؤسسات والهيئات والجهات الإفتائية في أوساط الأمم والشعوب الإسلامية، إضافة إلى إطلاق «وثيقة التسامح الإفتائي» والتي تهدف إلى التآزر لدعم الجهود المبذولة وإصلاح الفاسد ووقف العَبَث بمبادئ التشريع والفقه والإفتاء الداعمة للتعايش والتسامح، فضلا عن تدشين "مرصد المستقبل الإفتائي"، الذى سيعمل على وضع الدراسات المستقبلية التي لا غني عنها للدول والمجتمعات والمؤسسات.