«مرح الآلهة».. اعتراضات عربية على عنوان الكتاب.. ومهدي مبارك: مشروع ضخم لدعم تدوين الرحلات قريبًا
- أحمد عبد التوابصدر حديثًا للكاتب المصري مهدي مبارك كتاب «مرح الآلهة.. 40 يومًا في الهند»، الفائز بجائزة «ابن بطوطة» لأدب الرحلة 2019، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر بلبنان، ودار «السويدي» للنشر بالإمارات، وبدعم من وزارة الثقافة والاتصال المغربية والمركز العربي للأدب الجغرافي، مبادرة «ارتياد الآفاق».
ويشارك الكتاب، الآن، في معرضي الشارقة والجزائر للكتاب، إلى جانب تواجده في عدّة مكتبات عربية بأبو ظبي وعمَّان والكويت وبيروت.
ويتوقع نقَّاد أن يثير الكتاب ضجة لما فيه من تداخل بين ديانات وضعية وأخرى سماوية، ومغامرات داخل مغارات الإرهاب في كشمير، وإبراز لحقيقة وضع المسلمين والجماعات الصوفية، وحياة الليل في الهند.
وكان عنوان الكتاب واجه اعتراضات عدة من جانب فئات عربية نظرًا لاستخدام كلمة «الآلهة»، ما اعتبروه تجاوزًا دينيًا وانحيازًا للثقافة الهندية على حساب الديانات السماوية.
ويقول مهدي مبارك إنه لدى وصوله الهند «انفتح أمامي عالم آخر مختلف تماماً عما كنت أعتقد، الهند الجديدة، مملكة التكنولوجيا الحديثة، وعالم البيزنس والأعمال، ذهبت إلى الهند، محمَّلًا بأساطير بلاد العجائب، كان أمامي طريقان، أن أتتبع أوهام الماضي، أو أدخل بقدمي إلى المستقبل، فهذه بلد المليارديرات الجدد، ملايين من رواد الأعمال الشباب، ورجال الأعمال، والمديرين التنفيذيين لأهم الشركات في العالم، والآباء الروحيين للتكنولوجيا، خرجوا من هنا، فاشتريت الوهم، وطاردت خيوط الجهل على وعد بأن أعود مرة أخرى لأضع قدمي في أفرع جوجل، وأوبو، ومايكروسوفت، وأكتب قصة الهند الأخرى».
ويضيف مبارك، في تصريحات صحفية، أنه يستعد الآن لإطلاق مشروع عربي ضخم يدور حول تدوين الرحلات بالكلمة والصورة لاكتشاف الضفة الأخرى من العالم، ودمج بعض التقنيات الصحفية بالسرد القصصي إلى جانب دعم السفر الرخيص بكشف طرق توفيره لإنتاج رحلات «تساعد على نقل الصورة الكاملة عن دول ربما لا نذهب إليها أبدًا»، موضحًا أن السفر للمتعة والاكتشاف أصبح شاغلًا لعدد كبير من الشباب العربي الآن، لكن «أغلبهم لا يعرفون كيف يسافرون بأقل تكاليف ممكنة».
ويشير الناشر في مقدمة «مرح الآلهة» إلى أنّ الكتاب يجيب عن سؤال مهم، وهو: كيف نسافر في الهند؟، كيف نتعرف على عالم كل ما فيه مثير للخيال، وكل خطوة فيه خطوة في أرض العجائب ومصدر للدهشة؟
ويقول: «الهند، بلد آلاف الديانات والآلهة وعشرات آلاف القديسين الذين يرتمي المذنبون والمتضرعون والعشاق والمرضى والباحثون عن الذات الضائعة على أعتاب أضرحتهم وصورهم وتماثيلهم الملونة، طالبين الشفقة والحب والشفاء والربح؟.. فكيف نسافر في الهند، إن لم تكن بوابتنا إليها لا الطعام والملابس وصور الراقصين في الاحتفالات الدنيوية، وحسب، وإنما من معابد الآلهة ومسارح احتفالات الروح بقداسة الوجود وبما يبعث على فرحها بوجودها وطمأنينتها إلى معنى هذا الوجود؟.. صاحب هذه اليوميات اختصر الطريق من مصر إلى الهند عبر رحلة شيقة في ميتافيزيقا القارة الروحية للهنود، رحلته سفر في الناس، وسفر معهم في بحثهم اللا متناهي في ما وراء عالمهم القاسي، بينما هم يتزاحمون على الأضرحة والقبور والصور المجنحة للقديسين، لعلها تحقق لهم في ما وراء المنظور ما لم يتمكنوا من بلوغه في عالم بلا رحمة».
ومهدي مبارك، الحائز على جائزة «ابن بطوطة» لأدب الرحلة 2019، كاتب وصانع أفلام ومحتوى تليفزيوني مصري، عمل لدى عدة مؤسسات إعلامية عربية، وله كتابان وفيلم وثائقي.