هل تنبأ الرسول بالتنظيمات الإرهابية؟
- مصطفى كمالدعبدالمنعم فؤاد: النبى أخبرنا عن صفاتهم منذ أكثر من 14 قرناً
د أحمد كريمة: من المرتدين لأنهم استحلوا الدماء والأعراض والاموال بغير حق
أثارت التنظيمات الإرهابية جدلاً واسعا بين الناس خلال الفترة الأخيرة وانخدع بعض الشباب والبسطاء بهم وينظرون إليهم على أنهم أهل الحق، وأنهم متمسكين بالعبادة يجاهدون فى سبيل الله ، ويعملون لصالح الإسلام والمسلمين ، وهذا ما أخبرنا به النبى (صلى الله عليه وسلم ) فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ فِيكُمْ قَوْمًا يَعْبُدُونَ وَيَدْأَبُونَ حَتَّى يُعْجَبَ بِهِمْ النَّاسُ وَتُعْجِبَهُمْ أَنْفُسُهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنْ الرَّمِيَّةِ)) رواه الامام أحمد وهذا ما يحدث الان من بعض هؤلاء ، فهل هذا يدل على تنبؤ الرسول (صلى الله عليه وسلم بتلك التنظيمات ؟ وهل هناك أدله على أنهم خوارج هذا العصر ؟ وهل هناك دليل على أنهم مرتدين؟
وفى هذا الشأن يقول الدكتور عبدالمنعم فؤاد عميد كلية العلوم الإنسانية بالأزهر أن النبى (صلى الله عليه وسلم) تنبأ بالخوارج قبل ظهورهم فى العديد من الأحاديث ، منها حديث يُسَيْرُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ قُلْتُ لِسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ هَلْ سَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي الْخَوَارِجِ شَيْئًا قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ ـ وَأَهْوَى بِيَدِهِ قِبَلَ الْعِرَاقِ ـ يَخْرُجُ مِنْهُ قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ ". وهذا الحديث موجود عند البخارى ومسلم ، واذا نظرنا الى صفات الخوارج نجدها تتفق مع ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية داعش فهناك التقاء كبير فى الصفات ، مثل اعجاب بعض الناس بهم ، والتكفير والقتل وتكفير الحكام ، وخروجهم من نفس المكان وهو العراق كما فى الحديث الصحيح ، كذلك اتفاقهم مع الخوارج فى دعواهم الى تحكيم شرع الله ، لكن على هواهم وعلى حسب فهمهم السقيم للكتاب والسنة ، فكأن الرسول اخبرنا عنهم وتنبأ بهم منذ أكثر من 14 قرناً.
وأضاف عميد كلية العلوم الإسلامية اننا نلاحظ تمسك هؤلاء بشعار (الحكم بما أنزل الله) ويكفرون الناس على أساس ذلك وهذا الشعار هو نفسه شعار الخوارج القدماء الذين قاتلوا سيدنا على كرم الله وجهه حيث كانوا يرفعون راية (لاحكم إلا لله) وكان سيدنا على يرد عليهم بقوله (كلمة حق أريد بها باطل) ، فهؤلاء أهل شر الخلق ، لأنهم أخذوا الآيات التي نزلت في الكفار فحكموا بها على المسلمين ويذكرون قول الحق تبارك وتعالى (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) فهذا باطل لان أهل العلم من المفسرين وأهل الحديث أجمعوا على أن تلك الأية نزلت فى اليهود التنظيمات الإرهابية اليوم فهم خوارج هذا العصر.
من جانبة يقول الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن تلك التنظيمات زادت فى غلوها عن خوارج سيدنا على حيث شوهوا صورة الاسلام فى وقت يحتاج فيه المسلمون الى من يساعدهم لتحسين صورتة أمام العالم ، فتلك جماعات ارهابية والاسلام ليس له علاقة بهؤلاء ، وألوم على الإعلام والمسلمين المعتدلين تسميتهم له بتنظيم الدوله الاسلامية !! ، وتسأل كيف ذلك ؟ فالإسلام برئ من أفعالهم وسلوكهم لأن الاسلام يحافظ على أرواح الأخرين ويتعايش معهم ويؤمن الناس فى بيوتهم.
وقال إن هؤلاء استحلوا الدماء والأعراض والاموال بغير حق ، وفى الفقه الأسلامى من استحل المحرم كفر وهذا موجود فى باب مصطلح الإستحلال فى (الموسوعة الكويتية) وقد بينت ذلك فى كتاب (ظاهرة العنف المعاصر ) وهو أول رد فقهى على التنظيم الخاص بجماعة الإخوان والسلفيه الجهادية عش وغيرهم .