«جحيم عسقلان» لماذا رضخ الاحتلال الإسرائيلي للهدنة المشروطة «تقرير»
أحمد واضح
تصعيد جديد اندلع الثلاثاء الماضي؛ بعد استهداف الاحتلال إسرائيل قائدين كبيرين بحركة الجهاد الإسلامي وهما بهاء أبو العطا، عائلته في قطاع غزه حيث ارتقى شهيدًا وزوجته، والقيادي أكرم العجوري بمنزله في مزة دمشق حيث استشهد ابنه وشخص آخر في الاعتداء؛ لتتوعد فصائل المقاومة بالاستنفار والرد السريع على الهجوم الغادر للاحتلال.
الاستهداف الغادر لقيادات حركة الجهاد الإسلامي، دفع الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة للاستنفار، وإعلان حركة الجهاد الإسلامي التصعيد العسكري ثأرًا لقادتها، بيد أن الاحتلال الإسرائيلي وسع من عمليات استهدافه لضرب معسكرات ومقرات لحركة الجهاد الإسلامي، بل وامتد العدوان الغادر إلى استهداف العشرات من منازل المدنيين أدى إلى استشهاد 34 فلسطينيًا بينهم أطفال ونساء، قدمت عائلة "السواركة" 8 شهداء دفعة واحدة هم 5 أطفال وسيدتين، ورجلين بعد استهداف الاحتلال منزلهم بمنطقة دير البلح بغزة، بالإضافة إلى إصابة 111 مواطنًا بجراح مختلفة.
سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أطلقت مئات القذائف الصاروخية ردًا على الاعتداء الأخير الذي نفذه الاحتلال على قطاع غزة وضد قادتها، بيد أن المفاجأة كانت بإطلاق حركة الجهاد صاروخ جديد تحت اسم "براق 120" الجديد والذي أطلق عليه الفلسطينيون "صاروخ عسقلان"؛ لنجاحه في استهداف 317 بناية بالمستوطنات الإسرائيلية خلال 40 ساعة التي أعقبت الاعتداء الصهيوني الغاشم، أصيبت إسرائيلية بجراح جراء سقوط أحد الصواريخ بجوارها.
مدينة عسقلان المحتلة، دكتها حركة الجهاد الإسلامي، بعشرات الصواريخ، حيث فاقت النتيجة كل توقعات الاحتلال والفلسطينيون على حد سواء فالصاروخ الجديد جاء بقدرات تدميرية كبيرة ودقة عالية في إصابة الأهداف رغم مداه القصير، ولكنه شكل عامل ضغط أربك حسابات الاحتلال ودفعه لقبول سريع لوقف إطلاق النيران.
الإسرائيليون أصيبوا بالذهول؛ فلأول مرة تطلق المقاومة الفلسطينية صواريخ قادرة على تدمير مباني كاملة في المستوطنات الصهيونية، كما فشلت القبة الحديدية في التعامل مع الصاروخ الجديد ما أظهر فشلا ذريعًا لجيش الاحتلال، وكذا فشلت فرق الإنقاذ الصهوينية في التعامل مع سيناريوهات قصف المقاومة لبنايات المستوطنين؛ ما دفع الاحتلال للتراجع عن عدوانه الأخير على غزة وأجبره على وقف إطلاق النار وقبول الوساطة المصرية فورًا.
المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي مصعب البريم، أعلن الخميس الماضي دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، بعد رضوخ الاحتلال لشروط المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة الجهاد الإسلامي، وتمثلت شروط الحركة في وقف سياسة الاغتيالات، وحماية المتظاهرين في مسيرات العودة الكبرى، والبدء عمليا في تنفيذ إجراءات كسر الحصار.
وفي السياق شددت حركة الجهاد الإسلامي، على أن ما استخدمته سرايا القدس -جناحها العسكري-، والمقاومة لا يقارن مطلقًا بما تملكه من إمكانيات رادعة للاحتلال، واعدة بمفاجآت جديدة بالمستقبل.