"حوار الأديان" .. كتاب جديد للكاتب محمد ثروت
أصدرت دار نيو بوك للنشر والتوزيع كتاب "حوار الأديان وأثره على التعايش السلمي.. ماليزيا نموذجا"، للكاتب والباحث محمد ثروت والذي يعد الإصدار الخامس له.
وفي تقديم الكتاب يقول الدكتور يوسف عامر، نائب رئيس جامعة الأزهر، أن هذه الدراسة تسعى إلى فهم القواعد العقدية السامية للأديان، ودورها في ترسيخ التعايش السلمى تطبيقًا على النموذج الماليزى، وقد سلطت الضوء على ضرورة العمل على المشتركات بين الأديان والتعايش، لحفظ السلام والأمن المجتمعى وتحقيق المصالح المشركة لخدمة الإنسانية جمعاء، واهتمت بخطورة غياب الحوار الصادق الذى يدرس أبعاد الحوار الدينى من مختلف زواياه التاريخية والفلسفية والدينية؛ لمعرفة أسباب ربط أى دين بالصراع والنزاع.
وأضاف عامر: تأتى أهمية هذه الدراسة في كونها تعالج قضية الحوار بين الأديان، بالقضاء على ظاهرتى التشدد الدينى وممارسة العنف باسم الدين، والبحث عن حلول لسلبيات العولمة من صراعات وحروب غير بريئة من قبل القوى العظمى المهيمنة على العالم، وقد أشارت الدراسة إلى أن الحوار في الإسلام يأتى لتبيان الحق وإقراره؛ فالله -عز وجل- حاور الملائكة، وحاور سيدنا إبراهيم عليه السلام، كما كان هناك حوار مع إبليس، ولو أراد الله أن يقضى أى شيء بقوته وقدرته لفعل، لكن الله عز وجل يعلمنا أنه على الرغم من أنه سبحانه وتعالى يملك القوة والقدرة على إنفاذ ما يريد إلا أنه يحثنا على الحوار مع المختلفين معنا؛ ليعلمنا أهمية نشر السلام والحوار بين الجميع، خاصة مع من نختلف معه في الدين. وأضاف: تناولت الدراسة الحوار في القرآن الكريم، تناولت أيضًا الحوار في السنة النبوية، ممثلة على ذلك بالمعاهدات السياسية التى عقدها النبى صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة بين المسلمين واليهود واهتمت بنشأة حوار الأديان منذ الحوار الأول عام 1893 في شيكاغو الذى جاء بعنوان "البرلمان العالمى للأديان" وانتهاء بوثيقة الأخوة الإنسانية عام 2019.
وأشار الدكتور يوسف عامر، إلى أن الدراسة تضمنت أهمية تعريف التفاهم والاحترام المتبادل بين الأديان، وذلك بتثقيف الناس بالمشتركات التى تجمع الأديان العالمية توحيدية وغير توحيدية، كما بينت أهمية القضاء على الجهل والتمييز والتعصب الطائفى للحد من الصراعات في المجتمعات الإنسانية، والعمل على التعاون من أجل إقرار الأخلاق المشتركة بين الأديان، ومنها القضاء على الفقر، والالتزام بكل ما يحقق كرامة الإنسان وحقوقه، ومواجهة الانحلال الأخلاقى أينما وجد، وعلى الرغم من وجود أكثر من 200 عرقية في ماليزيا -حسب الإحصاء الماليزى لعام 2010م- بالإضافة إلى عشرات الديانات الرسمية والشعبية المحلية هناك، وأن الديانات الرئيسة هناك هى الإسلام، والهندوسية، والبوذية، والمسيحية، إلا أن مفهوم الحوار يتحقق مفهوم الحوار في ماليزيا بين كل الأديان بشكل يومى في الحى والمجتمع والمدرسة والجامعة.