"مطوتك في جيبك".. "الميدان" ترصد أبرز حالات البلطجة في المدارس وأسباب انتشار الظاهرة
- مروة عباسزيادة العنف بين الطلاب رغم صدور "الانضباط المدرسى".. والتعليم: نسبة العنف قليلة..
أولياء الأمور: اللائحة خبر على ورق والإفلات من العقاب يسبب تفاقم الأزمة
"سندوتشاتك في ايدك.. مطوتك في جيبك"، ليست مجرد كلمة ترددت في فيلم سنيمائي، وإنما تحولت إلى شبه ظاهرة في المدارس، لتترجم إلى حوادث متكررة، ما خفي منها كان أعظم مما انتشر لوسائل الإعلام والسوشيال ميديا.
منذ بدء العام الدراسى الجديد في شهر سبتمبر الماضي، لم يمر يوم دون وقائع تعدى بين الطلاب وبعضهم، فأحد الطلاب يتعدى بـ "مطواة" على طفل فى المرحلة الابتدائية بإحدى مدارس القاهرة، وآخر أصيب فى عينه نتيجة اللعب مع زملائه، مما جعل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، تطالب المدارس بتطبيق لائحة الانضباط المدرسى بكل حسم على أى طالب يرتكب مخالفة أو يتعدى على زميله أو معلمه.
وبعد صدور قرار تطبيق لائحة الانضباط المدرسى، زادت حالات اعتداء الطلاب على زملائهم خلال شهر نوفمبر، حيث لم يطبق القرار بشكل فعلي، وفي الوقت الذي أكدت فيه مصادر بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني أن نسب العنف في المدارس قليلة، طالب أولياء الأمور بوضع ضوابط أكثر صرامة للقضاء على تلك الظاهرة، وحماية أبنائهم.
دمياط.. 6 غرز في البطن بسبب خناقة في مدرسة
تعددت وقائع التعدي على طلاب المدارس في دمياط، كان أخرها في شهر نوفمبر، عندما اعتدى طالب على زميله بسلاح أبيض وتعديه على زميله على مرأى ومسمع من الجميع، حيث نشب شجار بين طالب بالصف السادس الابتدائي، وزميله بمدرسة حسن الزيات، داخل سور المدرسة، وانتهى الأمر، بخروج الطلاب من المدرسة بعد انتهاء اليوم الدراسي ليفاجئ "أحمد" (الطالب المعتدى عليه) بزميله يتعدى عليه بسلاح أبيض (كاتر) مما تسبب في قطع في بطنه وذراعه نقل على إثرها لمستشفى دمياط العام.
وأوضح التقرير الطبي إصابة أحمد بجرح قطعى بطول 5 سم في البطن والذراع بطول 3 سم، وتم تخييط الجرح بـ6 غرز في البطن و3 في الذراع، حيث تلقى علاجا 15 يوما.
وانتهت الأزمة بتنازل والد الطفل المعتدى عليه عن المحضر، عقب الذي حرره بقسم أول دمياط، صدور قرار بفصل الطالب المعتدى خوفا على مصلحته ولكى لا يضيع مستقبله، وبمجرد التنازل عن المحضر فوجئ بعدم تنفيذ قرار نقل الطالب المعتدى لمدرسة محمد عبده التي كان المقرر أن ينقل لها بدلا من فصله.
الشرقية.. هزار يتحول لخناقة وإصابة فجرح غائر في الوجه
في الشرقية، حول مزاح طالبين بمدرسة الشهيد أحمد الشاذلي الإعدادية بكفر الأشراف التابعة لإدارة غرب الزقازيق التعليمية، إلى تشابك بالأيدي، بين «م س ي» و «ع م ع»، ليتدخل زميلهما الطالب «ح ب ع» الذي لم يكن طرفا بالواقعة من الأساس، ويصيب «م س ي» بجرح غائر بالوجه، ليتم تحويله إلى المستشفى لعلاجه، ثم صدور قرار لجنه الحماية بالمدرسة بفصل الطالب «ح ب ع» خمس أيام لسوء سلوكه وتعديه على أحد زملائه بالضرب الذي أدى إلى جرح وإحالة الواقعة للشؤن القانونية بالمديرية للتحقيق العاجل.
قنا.. زجاجة العصير تتحول إلى سلاح في التلاميذ
أصيب طفل في الصف الأول الابتدائي بمدرسة دندرة الابتدائية المشتركة، بمحافظة قنا بجرح قطعي في اليد اليمنى، بعد تعدي تلميذ عليه بزجاجة عصير فارغة، أثناء اللهو خلال الفسحة داخل مدرسته.
وحرر والد الطل محضرا اتهم فيه "خالد.س.ح" التلميذ بالصف السادس الابتدائي بذات المدرسة بالتعدي على نجله باستخدام فارغ زجاجة عصير أثناء اللهو خلال الفسحة، مما أدى إلى إصابته بجرح قطعي في اليد اليمنى، وتم نقل الطفل للمستشفى لتلقي العلاج وعمل تقرير طبي بالحالة.
أسوان.. يضرب رأس زميله في "التختة" في وجود المعلمة
أما في أسوان، شهدت مدرسة القومية العربية الابتدائية بقرية "خور الزق" التابعة لإدارة إدفو التعليمية، اعتداء تلميذ بالصف الخامس الابتدائي على زميله داخل الفصل في وجود المعلمة، بسبب الخلاف بسبب أحقية كلا منهما على مكان الجلوس، ما أدى لإصابة التلميذ بجرح نافذ بالوجه ناحية العين اليسرى، بعدما أمسك برأس زميله وضربها في "التختة" المدرسية، وأحدث به جرح بجوار العين اليسرى، في حين تركت إدارة المدرسة التلميذ ينزف دون علاج حتى انتهاء اليوم الدراسي.
"البحر الأحمر.. 4 طلاب يعتدون على زملائهم بـ "خاتم" و"موس" و"طوبة" و"مطواة"
وفي البحر الأحمر ضرب طالب بالصف الثالث الإعدادي يدعى مكي، بالصف الثاني الإعدادي، زميله، حازم، بخاتم حديدي يشبه القبضة كان يرتديه في يده، ما أسفر عن إصابات بالغة في العين اليسرى والوجه.
والغريب في الموضوع أن الاعتداء تم أمام مدرس التربية الرياضية بالمدرسة، والذي كان يدير الحصة دون أن يحرك ساكنا أو يقوم بنقل الطالب المصاب إلى المستشفى لإنقاذه، كما أنه لم يتخذ أي قرار عقابي مع الطالب المعتدي.
وفي واقعة أخرى، تعدى تلميذ يدعى "ناصر" بالصف الأول الإعدادي بمدرسة الميناء الإعدادية بمنطقة السقالة بمدينة الغردقة، على زميله "محمد" سيد خير، بـ " شفرة موس حلاقة" وقطع وجه زميله، وتسبب له في جرح قطع كبير بوجهه، دون اتخاذ أي إجراءات أو توقيع عقوبات على الجاني من قبل التربية والتعليم.
وفي نفس المحافظة، تعدى طالب مجهول بإحدى المدارس المتميزة جنوب الأحياء بالغردقة على زميله، حيث تلقى الطالب، مكاريوس في الصف الرابع الابتدائي، ضربة في وجهه أثناء تواجده في فناء المدرسة، ليعود إلى منزله محملا بالإصابات البالغة في الوجه نتيجة إصابته، ولم يتم معرفة الفاعل.
وفي واقعة أخرى، بإحدى لجان الامتحانات بنفس المحافظة، طعن طالب في الصف المهنى، زميله في الصف الأول الفنى الصناعى، بمطواة أثناء أدائهما الامتحانات، وفر هاربا، على مرأى ومسمع من الجميع أيضا دون اتخاذ أي قرارات إدارية داخل المدرسة.
الغربية.. طالب يعتدي على زميله بـ"آلة حادة"
أما في الغربية، وجه المحافظ، وكيل التربية والتعليم بضرورة بدء التحقيق في واقعة تعدي طالب على زميله بالضرب بمدرسة لومانة بقرية بشبيش بالمحلة الكبرى، بواسطة أله حادة وإصابته بالرأس خلال اليوم الدراسي، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية.
أولياء الأمور: يجب وضع ضوابط للقضاء على الظاهرة
وأكد أولياء الأمور انزعاجهم من حدوث حالات تعدى وعنف مع انطلاق العام الدراسى الجديد، مؤكدين أنه يجب وضع ضوابط للقضاء على تلك الظاهرة بشكل كبير يضمن سلامة جميع الطلاب، لأن الطفل الذى يتعرض لعاهة فى جسده تصيبه بالإحباط وتدفعه لأن يكره الدراسة والمدرسة ويصاب بعقدة نفسيه تؤثر على مستقبلة التعليمى.
وناشدوا وزير التربية والتعليم، باتخاذ إجراءات أكثر صرامة مع الطلاب الذين يتعدون على زملائهم، وعدم التهاون معهم، حتى لو تنازل ولي أمر الطالب المعتدى عليه عن حقه، لأن ذلك يؤدي إلى زيادة عنف الطالب المعتدي، وتكرراه لضرب زملائه، لاعتقاده بأنه ليس هناك عقوبة لأفعاله وأنه فوق القانون.
وقالوا إن إفلات الطالب المعتدي من العقوبة، أو عقابه بطريقة ليست على قدر جريمته، سيؤثر على الطالب نفسه، وسيجعل منه مجرما صغيرا، حيث سيصبح "بذرة بلطجي" تكبر مع الوقت ليصبح خارجا عن القانون عندما يكبر.
وأضافوا أن تنازل ولي أمر الطالب المعتدي عليه عن حقوق ابنه لا يؤثر على نفسية ابنه فقط، بل يؤثر على باقي الزملاء، حيث يرون أن المخطئ لا يعاقب، وأن العنف هو الحل الأمثل كرد فعل لأي موقف.
مصادر: نسبة العنف في المدارس قليلة
ومن جانبها، قالت مصادر مسئولة بالوزارة، إن العنف وحالات التعدى التى توجد فى المدارس نسبتها قليلة فهناك قرابة 23 مليون طالب فى المدارس، وبالتالى حالات التعدى التى ظهرت منذ انطلاق العام الدراسي قليلة ولكن الوزارة لم تترك الأمر دون حلول.
وأضافت المصادر في تصريحات لـ"الميدان" أن الوزارة وجهت بدراسة حالات الطلاب الذين يميلون إلى العنف، إضافة إلى تفعيل الأنشطة التربوية والرياضية حتى لا يشعر الطلاب بفراغ ويتوجه إلى ممارسة العنف أو التعدى، مشددة على أن لائحة الانضباط كفيلة بإحداث حالة من الانضباط فى المدارس إذا تم تطبيقها بكل صرامة وقوة.
التعليم: يجب تفعيل عقوبات لائحة الانضباط
وقال الدكتور رضا حجازى، رئيس قطاع التعليم العام، إن الوزارة وجهت المدارس قبل بدء الدراسة بضرورة تفعيل العقوبات وطرق العلاج الواردة فى لائحة الانضباط على أى طالب يرتكب مخالفة أو يقوم بأعمال عنف، موضحا، أن الوزارة تتابع باستمرار تفعيلها وتطبيقها بصرامة لأنها تتضمن طرق علاجية وعقابية فى نفس الوقت، والأخصائيين الاجتماعيين فى المدارس لهم دور كبير فى تطبيق الطرق العلاجية حسب حالة الطالب والفعل الذى يقوم به، مؤكدا أن إجراءات وعقوبة التعدى تصل لحد الفصل حسب جسامة الفعل الذى يقوم به الطالب.
أولياء أمور المدارس الخاصة: لائحة الانضباط حبر على ورق
وقال خالد صفوت، مؤسس رابطة أولياء أمور المدارس الخاصة، إننا الآن أمام ظاهره انتشار العنف فى المدارس وخاصة حمل بعض الطلاب للسلاح، حيث شهدنا الفترة الماضية أكثر من حاله تعدى لطلاب على زملائهم، خلال اليوم الدراسي، أو بعد انتهاء الدراسة.
وأشار إلى أن هناك عدة عوامل تسببت فى تعدد حالات اعتداء الطلاب على زملائهم، أهمها غياب الأهل والمدرسة، بالإضافة إلى انتشار بعد الأفلام التي تحتوي على مشاهد العنف، والتي تظهر المجرم على أنه بطل أو مظلوم وضحية مجتمعه، وترسخ فكرة أن الانتقام هو الحل، وأن العنف هو السبيل الوحيد لاسترداد الحقوق.
وعن لائحة الانضباط المدرسي، قال إن أولياء الأمور لا يعرفون أى شئ عنها، كما أنها غير مفعله فى المدارس، مضيفا "هى حبر على ورق وليس لها وجود داخل المدارس، وإن طبقت لن تفيد لأنه يجب أن تكون هناك طرق علاجية وليست عقابية وهذه اللائحة تؤتى ثمارها حينما تكون الأمور مستقرة داخل المدارس".
وطالب صفوت بتكاتف جميع مؤسسات الدولة ووزاراتها مع وزارة التربية والتعليم، للتصدي لظاهرة العنف في المدارس أولا ثم البلطجة في الشوارع والتي يكون الأطفال والطلاب طرفا فيها، وإلا سيدفع المجتمع كله نتيجتها إذا لم تنتهي.