“ كلنا منتحرون من الداخل ولكن الفرق بيننا وبينه تلك القفزة " لفتت نظري تلك العباره وجعلتني افكر كثيرا في دواخلنا . مازالت العلاقة بين المنتحر المفارق للحياه لا يحكمها الا الشيطان .والإنسان له خيارين ..الجنه والنار كل أعماله وحواسه يجندها للجنه ويستبعده عن هذا الطريق الشيطان بشتي السبل والوسائل وأنه تحت اي ظروف مرضيه وسيكولوچيه .فإن المفارقات هنا تعلن عن تأكيد للبشرية ان الشيطان هو حليف المنتحر حليف سكان النار .ولكن ما أتطرق له اليوم المنتحر علي قيد الحياه. معظمنا يحمل داخله متناقضات مابين الصواب والخطأ ولكن في النهايه عليه الاختيار ،وفي كل الأحوال الاختيار ليس من الضروري يكون الصواب . فهل يمكن التصديق والاعتراف ان اختياراتنا ليست الصواب ؟؟بالطبع لا. لاننا في كل مره تتم فيها عمليه الاختيار هذه تكون لدينا الأسباب المقنعة انه يجب الفعل هكذا. فكل منا للاسف اختار او قبل بوضع او فعل ليس راضياً عنه لأي سبب من الأسباب في نظري هو انتحار. •القبول بعمل لمجرد المعيشه والراتب ..انتحار...فأنت عزيزي بهذا القبول تقضي علي كل مهاراتك وطموحاتك وتعمل علي حدوث الضغط الداخلي الذي يهدم نفسيتك. •الاجبار علي دراسه لإرضاء الأهل او المجموع...انتحار...ستظل بهذا الضغط مدي الحياه وتسير في طريق مختلف تماما عن حلمك مما يصل بك لحاله من اللامبالاه وعدم الاهتمام بنجاح او فشل في خطوات قادمه بالحياه. •الموافقة علي الزواج لارضاء الأهل اوالعادات..انتحار...وهذا من اسوء مايتم في حياتنا الاجتماعيه عند الكثير وهو القبول من اجل أعراف او عادات او من اجل الابناء فالتضحية بالعمر والسعاده لا ينتج عنه غير الانفجار او المرض والموت احيانا وإذا استمرت الحياه علي ذلك نربي اجيالا مرضي وغير سويين بسبب أسره نفسيا تعيسه غير راضيه . الاستمرار في علاقات فاشله خوفا من المجتمع.. بكل المقاييس انتحار للنفس والروح. اي شئ تقوم به دون إراداتك إرضاءا لاحد او لشئ ما ايا كان هذا الشئ في نظري انتحار داخلي للإنسانية . فهكذا أصبحنا كلنا منتحرون من الداخل ولكن ينقصنا القفزة او الاداه والكثير منا لا يجرؤ عليها او احيانا لا يفكر فيها ويهرب لعالم اخر يصنعه لنفسه خارج عالمه المقيت.وفي ذلك انواع يمكن تصنيفها حسب التركيبات النفسيه والمجتمعيه التي نعيشها . المنتحر في كل الأحوال مريض نفسي بالاكتئاب ولكن تختلف المراحل لهذا المرض. فهناك .. *المكتئب الصريح الصادق مع نفسه وهذا من يكتشف مبكرًا مرضه ويبدأ بالبحث عن العلاج وهذا نادرا جدا. *المكتئب الكاذب وهو من يدعي انه بأحسن حال ويسير في طريقه وهذا النوع خطير جدا لانه في هذا الطريق بإمكانه نشر العدوي بسهوله لمن لديهم الاستعداد .
المكتئب العادي الذي يمثل الكثير منا وهو الحياه أجبرته علي الاقتناع ان هذه هي الحياه وان مابه ليس الا ضغوط عاديه يمر بها كل البشر .ويعيش هكذا الا ان تأتي لحظه الانفجار وما أسوأها . لذلك رجاءا .. كل منا يجب ان يكون حريصا في التعامل مع الاخر ودائما نضع انفسنا مكانه. نتعلم كيف نستمع لبعضنا البعض من الممكن يكون لدينا مخرج ومتنفس لمن حولنا. لا نكون واعظين دائما لان المكتئب اخر ما يحتاج سماعه هو الوعظ والنصائح المستهلكه. دعونا نجعل الامور بيننا اسهل وابسط والرابط دائما يكون المحبه والخير . فمن المستحيل يجد هذا الشخص محبين يملؤن حياته ويدفعونه للامام ويضيق صدره. مااجمل ان يدخل لديك من يحمل هما ويخرج وقد رماه خلفه وحمل ابتسامه وآملًا يملأ صدره. كلنا هذا الشخص وكلنا ايضا نحتاج للآخر .اتعلموا جبر الخواطر ولا تيأسوا من رحمه الله وجبره رحمته وسعت كل شئ فهل لن تصل إلينا !!! ستصل ولكن يجب الإيمان بها والاعتراف . دعونا لا نتعالي وننكر !! ياعزيزي كلنا منتحرون.