تصعيد أم تهدئة.. ردود الفعل الدولية على مقتل قاسم سليماني
- رمضان إبراهيمأثار مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، الشخصية المحورية في نفوذ الجمهورية الإسلامية في الشرق الأوسط، بضربة أمريكية فجر الجمعة في بغداد، قلقًا في مختلف أنحاء العالم، إذ دعت غالبية العواصم إلى الهدوء لتجنب "تصعيد"، فيما رأى البعض في العملية "حق الولايات المتحدة في الدفاع عن نفسها" ووصفا آخرون "بالاعتداء الغاشم".
وتباينت ردود الفعل الدولية على مقتل الجنرال الإيراني قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني بضربة جوية في بغداد فجر الجمعة بين دعوات التهدئة والتهديد، في الوقت الذي توعدت إيران بالانتقام، واعتبر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن العملية جاءت "لحماية المصالح الأمريكية في المنطقة".
حذر رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي من أن الضربة الجوية الأمريكية التي أدت إلى مقتل الجنرال سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، تشكل "تصعيدا خطيرا يشعل فتيل حرب مدمرة" في العراق.
ووصف المرجع الديني الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني الضربة الجوية الأمريكية بـ"الاعتداء الغاشم".
وأصدر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أمرًا باستئناف نشاطات "جيش المهدي" أبرز قوة مسلحة شيعية قاتلت القوات الأمريكية في العراق.
كما دعا القيادي البارز في قوات الحشد الشعبي العراقية قيس الخزعلي "كل المجاهدين"، في إشارة إلى عناصر الحشد، إلى "الجهوزية" للرد على الضربة الأمريكية.
ودعا حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني المدعوم من إيران الجمعة إلى "القصاص من قتلة" الجنرال الإيراني قاسم سليماني في ضربة أمريكية في العراق.
وقال حسن نصرالله في بيان "القصاص العادل من قتلته المجرمين الذين هم أسوأ أشرار هذا العالم سيكون مسؤولية وأمانة وفعل كل المقاومين والمجاهدين على امتداد العالم".
ومن جانبه أدانت السلطات السورية "العدوان الأمريكي الجبان" الذي أدى إلى مقتل سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في بغداد، معتبرة أنه "تصعيد خطير للأوضاع في المنطقة"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا).
ونقلت الوكالة عن مصدر في وزارة الخارجية السورية في دمشق قوله إن سوريا "واثقة بأن هذا العدوان الأمريكي الجبان الذي أدى إلى ارتقاء كوكبة استثنائية من قادة المقاومة لن يؤدي إلا إلى المزيد من الإصرار".
وحذرت روسيا من أن مقتل سليماني بضربة أمريكية في العراق من شأنه تصعيد التوتر في الشرق الأوسط.
ونقلت وكالتا ريا نوفوستي وتاس عن وزارة الخارجية أن مقتل سليماني "خطوة مغامرة ستفاقم التوتر في أنحاء المنطقة". وأضافت الوزارة "سليماني خدم قضية حماية مصالح إيران القومية بإخلاص. تعازينا الصادقة للشعب الإيراني".
كما دعت الصين إلى ضبط النفس من جميع الأطراف "وخصوصا الولايات المتحدة" بعد مقتل الجنرال قاسم سليماني.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية غينغ شوانغ لصحافيين "نحض الأطراف ذات الصلة، وخصوصا الولايات المتحدة، على الحفاظ على الهدوء وممارسة ضبط النفس لتجنب المزيد من تصعيد التوتر".
وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الجمعة بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التصرف "بسرعة وبقوة وبحزم" عبر شن ضربة أدت إلى مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في العراق.
وقال عند مغادرته اليونان قاطعا زيارته للعودة إلى إسرائيل، "مثلما يحق لإسرائيل الدفاع عن نفسها يحق للولايات المتحدة الدفاع عن نفسها".
ودعت فرنسا إلى "إحلال الاستقرار" في الشرق الأوسط تعليقًا على مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، معتبرة بلسان وزيرة الشؤون الأوروبية في حكومتها أميلي دو مونشالان أن "التصعيد العسكري خطير دائما".
وقالت الوزيرة الفرنسية لإذاعة "إر تي إل" الجمعة "نستيقظ في عالم أكثر خطورة، التصعيد العسكري خطير دائما".