«حب رايح جاي».. انقلاب فني بالمسرح الكوميدي
- محمود بكريتكدس المسرح العائم بالمنيل، بالحضور الغفير للجمهور، الذي أتى للاحتفال بليلة العرض الأولى، للمسرحية الكوميدية الاستعراضية «حب رايح جاي»، وذلك مساء أمس الخميس، والتي تحولت في أول لحظاتها إلى مظاهرة حب للفنان القدير رشوان توفيق.
في البداية.. كانت خطة استقبال الضيوف والشخصيات الهامة من قبل إدارة المسرح منظمة للغاية، وكان الاختيار المتميز للراقية منة راشد، المنسقة الإعلامية بالبيت الفني للمسرح موفقًا بنسبة 100%، والتي خرجت بيوم الافتتاح إلى بر الأمان بمنتهي السلالة، فأظهرت الحفاوة للجميع بابتسامتها الهادئة التي لم تغادرها، وعملت على حل جميع المشاكل بمنتهى الكفاءة، مما ساهم في جعل سهرة الخميس سعيدة بحق.
بدأ العرض المسرحي «حب رايح جاي» بظهور أيقونة التمثيل المصري الفنان القدير رشوان توفيق، الذي غاب عن الفن لفترات طويلة، لكنه عاد كما عهدناه بالأداء المبهر والصوت المألوف الذي تربينا عليه في أعماله الشهيرة، حيث قدم دور جد الفنانة دنيا عبد العزيز، والذي حاول طوال الأحداث أن يظهر قيمة الحب بمعناه الأكبر والأسمى، والمناداة بضرورة أن يحب الناس بعضهم بعضًا، وأن هذا المفهوم يبدأ من الأسرة وترابطها.
تتناول المسرحية قصة شاب يقوم بدوره ميدو عادل، يقع في حب فتاة والتي تقدم شخصيتها دنيا عبد العزيز، غير أن ظروفه المادية متعثرة قليلاً، فطلبت منه حبيبته أن يذهب لولي أمرها ويطلب منه أن يتزوجا، وشددت على أنه لن يمانع أبدًا، لأنه طيب القلب ويعلم قيمة الحب، ولا يقيم الناس بالأموال، مما جعل الأول مندهشًا ومترددًا، حتى وافق في النهاية على طلبها، وذهب لتقديم طلبه إلى جدها.
وذهب الشاب إلى منزل حبيبته ليلاقي جدها، والذي يعتبر ولي أمرها، خصوصًا في غياب أبيها، وفوجئ ميدو عادل بشرط الجد للموافقة على الزواج، حيث لم يطلب منه مهرًا أو أي شئ من المتعارف عليه، ولكنه شدد على أن يحضر أبنائه جميعًا حفل الزفاف، وفي هذه الحالة فقط سيوافق، وفيما عدا ذلك سيكون الطلب مرفوضًا.
وهنا شعر الشاب أن الأمر في غاية السهولة، وقرر أن يذهب مع خطيبته إلى أشقاء والدها، الذين لا يعلمون عنها أي شئ، ومنقطعون حتى عن والدهم.. وهنا كانت المفاجأة.
فالعم الأول كان نصابًا ولا يتمتع بأي شئ من الأخلاق، وأسرته بالكامل ليس بها فردًا صالحًا، حيث طلب من إبنة أخيه مقابل مادي من أجل الحضور، مما جعلها تشعر بالذهول، ومع استنكارها لذلك وافق على الذهاب لزفافها بشرط أن يوافق أخويه.
وعندما ذهبا إلى العم الثاني، والذي كان يعيش في النوبة، وجداه كسولاً خمولاً هو وأسرته، حتى أنهم لايستطيعون التحرك والقيام من أماكنهم، واعتذر الرجل النوبي عن الحضور، بحجة أن شقيقيه الآخريين سيسخران منه في حالة لقاءه، لأنه أقل منهم اجتماعيًا وماديًا وعلميًا.
أما العم الثالث، فكان مالكًا لقناة فضائية، وكان رجلاً من رجال المجتمع المشاهير، لكنه كان يعرض الأكاذيب والفبركة الإعلامية على الشاشة، من أجل جمع الأموال، وكان يستخدم أسرته في كل هذه الأمور السيئة، مما جعل الفتاة لا تشعر بالفخر أن يكون ذلك الرجل عمها.
وهنا شعر الشاب والفتاة أن غروب قصة حبهما قد حان، وأنهما فشلا في تحقيق النجاح فيما ظنا أنه سهلاً، وأن أفراد عائلتها سيظلوا مختلفين لا يهتمون بصلة الأرحام ويكرهون بعضهم البعض.. مما يعني أن ولي أمرها لن يقبل بزواجها، لعدم تنفيذ شروطه.
وفوجئ ميدو عادل، ودنيا عبد العزيز، أن الجد رشوان توفيق، قد وافق على زواجهما لأنهما لم يقصرا، متوقعًا أن يكون نتيجة ارتباطهما أبناء يعلمون قيمة الحب جيدًا، وأنهم لن يكونوا مثل الأشقاء الثلاثة.. مما جعل النهاية سعيدة ومثالية.
مسرحية «حب رايح جاي».. استعرض فيها الفنان الكبير أحمد صيام، كل خبراته ومواهبه الفذة، حيث قدم شخصيات الأشقاء الثلاثة، أعمام الفتاة، فقدم كوميديا استثنائية جعلت المسرح يضج بالصراخ من الضحك، بالإضافة إلى تقديمه الرسالة الهامة من تجسيد كل شخصية بمنتهى الجد والقوة، فكان بحق نجم العرض الأول دون منازع.
مسرحية «حب رايح جاي».. كان اختيار ميدو عادل لدور الشاب صائبًا للغاية، وذلك لما يمتلكه هذا الفنان الرائع من ملامح بريئة وهادئة وموهبة حقيقية، تشبه الحب الغائب عن زماننا.
مسرحية «حب رايح جاي».. أظهرت دنيا عبد العزيز مواهبها في الرقص والاستعراض، فضلاً عما اشتهرت به كممثلة متمكنة، وكان تفاعل الجمهور معها كبيرًا.
مسرحية «حب رايح جاي».. تشير إلى مشروع صاروخ كوميدي غير عادي، والذي تمثل في الكوميديان محمود فتحي، الذي كان يضحك الحضور بالإيحاء، ورغم ذلك لم يكن متكلفًا على الإطلاق، فهو بحق الحصان الأسود.
مسرحية «حب رايح جاي».. تدق ناقوس الخطر، حول أهمية الحب، وأنه الأساس في تلك الحياة بين البشر، وأن تركه على الهامش هو السبب الأساسي في كل الأمراض الاجتماعية الموجودة الآن، مثل الجريمة، والخيانة، والتصارع على المصالح.
مسرحية «حب رايح جاي» بطولة رشوان توفيق، أحمد صيام، ميدو عادل، دنيا عبد العزيز، ميسرة، فاطمة عادل، محمد حسني، محمود فتحي، ونجوم المسرح الكوميدي، ديكور محمد هاشم، إضاءة إبراهيم الفرن، ملابس دنيا الهواري، استعراضات علاء أبو ليلة، ألحان وليد الشهاوي، كلمات دعاء عبد الوهاب، تأليف سامح عثمان، وإخراج ياسر صادق.