صفقة الشيطان الأكبر.. ترامب يبيع فلسطين «بدون مقابل».. عباس:تنفيذًا لوعد «بلفور».. مصر: ندعو لدراستها.. السعودية:تشجع على السلام.. وشيخ الأزهر: أشعر بالخزي
أحمد واضح"دونالد جون ترامب" الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية والحالي منذ 20 يناير 2017، رجل أعمال وملياردير، وشخصية تلفزيونية كان ساخرًا قبل دخوله البيت الأبيض، وعله لا يزال ساخرًا؛ فمنذ قليل أعلن خطته لشرعنة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، تحت عنوان "صفقة القرن"؛ فكونه رجل مال ظن أن كل شيء يباع ويشترى، ولعل حالة الضعف التي تمر بها دول المنطقة العربية كانت سببًا رئيسيًا وحافزًا لإقدامه على هذه الخطوة الشيطانية، والتي سبقتها بالونات اختبار لجس نبض الحكام والشعوب العربية.
صفقة القرن
في مؤتمر صحفي تناقلته فضائيات وصحف العالم، أعلن ترامب رفقة رئيس وزراء الكيان الصهيوني، عن خطته المزعومة "خطة السلام"، والمعروفة إعلاميًا بصفقة القرن، رغم رفض السلطة الفلسطينية المشاركة فيها.
ترامب، مدح رئيس وزراء الاحتلال، قائلًا،: " نتنياهو اتخذ خطوة عملاقة نحو السلام بالأمس، وأخبرني باستعداده لدعم هذه الرؤية، وجعلها أساسًا للمفاوضات المباشرة بين الطرفين، من أجل أن تحدث هذه الإنفراجة الكبرى فى النزاع الفلسطينى الإسرائيلى، والشعب الإسرائيلى يريد السلام بأى طريقة.
وأوضح الرئيس الأمريكي، أنه في إطار صفقة القرن خاصته، "تنشر إسرائيل خريطة للأراضي التي ستقدمها للفلسطينيين مقابل تحقيق السلام، هذه خطوة غير مسبوقة وتطور كبير، وشكرا لرئيس الوزراء الإسرائيلى على هذه الخطوة الشجاعة، ولدينا الكثير من الأقوياء شكرًا على هذه الجهود حتى يكون هذا الاعتراف قابل للتحقيق، نقوم على عمل وجود دولة فلسطينية، تحت هذه الرؤية ستظل القدس العاصمة غير المقسمة لإسرائيل".
وشدد ترامب، على أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية لم تكن فى أى يوم من الأيام أقوى مما هى عليه اليوم، وأنه حان الوقت من أجل طى الصفحة الدموية، وواشنطن مستعدة للتعامل مع جميع الأطراف، ونحن ملتزمون أمام الإنسانية لتحقيق هذه الخطة -بحسب قوله-.
ونشر ترامب خريطة حديثة لفلسطين، معلقًا عليها بالعربية،:"هذا ما قد تبدو عليه دولة فلسطين المستقبلية بعاصمة في أجزاء من القدس الشرقية".
وتقوم الخطة الامريكية على، أن تكون القدس عاصمة غير مقسمة لإسرائي مع إمكانية أن تكون هناك عاصمة لفلسطين بالقدس الشرقية، وإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح «بشروط»، مع الاعتراف الأمريكي بسيادة إسرائيل على أراض محتلة، ولن يسمح بإجلاء الفلسطينيين أو الإسرائيليين من منازلهم، تحميد إسرائيل النشاط الاستيطانى لمدة أربع سنوات فى الوقت الذى يجرى فيه التفاوض على إقامة دولة فلسطينية، وللدولة الفلسطينية المستقبلية استخدام وإدارة المرافق فى موانئ حيفا وأشدود، ومنطقة على الساحل الشمالى للبحر الميت، واستمرار النشاط الزراعى فى وادى الأردن، وربط الدولة الفلسطينية المقترحة بطرق وجسور وأنفاق من أجل الربط بين غزة والضفة الغربية.
ووفقًا لخطة ترامب، تحتفظ إسرائيل بالمسؤولية الأمنية غرب نهر الأردن، وتواصل إسرائيل حماية الأماكن المقدسة في القدس وستضمن حرية العبادة لليهود والمسيحيين والمسلمين، الحفاظ على الوضع الراهن فى الحرم القدسى الشريف، الحفاظ على الدور الخاص والتاريخى للأردن فيما يتعلق بالأماكن المقدسة، وجميع المسلمين مدعوون إلى زيارة المسجد الأقصى.
الرئيس الفلسطيني
الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، عقب على إعلان ترامب خارطة الطريق للسلام المزعوم، قائلًاـ: "خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للسلام للشرق الأوسط مؤامرة لن لن تمر وستذهب إلى مزبلة التاريخ، ولن نقبل بدولة فلسطينية بدون القدس، والديمقراطيون فى أمريكا متعاطفون مع الحقوق الفلسطينية، وسنلجأ إلى محكمة العدل الدولية".
وأردف أبو مازن،: "أمريكا صنعت وعد بلفور وخطة اليوم بداية لتطبيقه، مضيفا أن العالم والمجتمع الدولى بدا بفهم جوهر المعاناة الفلسطينية، مؤكدا أننا متمسكون بالشرعية الدولية ولدينا 125 قرارا من الجمعية العامة، و لا يوجد فلسطيني يقبل بدولة فلسطينية بدون القدس عاصمة لها، ونحن ملتزمون بمحاربة الإرهاب، كما نرفض الرعاية الأمريكية الأحادية للمفاوضات مع إسرائيل، ونقبل بمفاوضات مع إسرائيل برعاية الرباعية الدولية، وسنواجه الخطة بتحرك شعبى سلمى، وعلينا بذل كل جهد ممكن لإنهاء الاحتلال، وكل الفصائل الفلسطينية بدون استثناء حضرت اجتماع اليوم، وسنغير الدور الوظيفى للسلطة الفلسطينية لمواكبة التطورات، وسنبدأ حوارًا فلسطينيًا للوقوف صفًا واحدًا".
الخارجية المصرية
وزارة الخارجية قالت في بيان لها، إن مصر تقدّر الجهود المتواصِلة التي تبذلها الإدارة الأمريكية من أجل التوصُل إلى سلام شامل وعادل للقضية الفلسطينية، بما يُسهم في دعم الاستقرار والأمن بالشرق الأوسط، وينهى الصراع الفلسطينى – الإسرائيلى؛ وترى مصر أهمية النظر لمبادرة الإدارة الأمريكية من منطلق أهمية التوصُل لتسوية القضية الفلسطينية بما يعيد للشعب الفلسطينى كامل حقوقه المشروعة من خلال إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على الأراضى الفلسطينية المحتلة، وفقاً للشرعية الدولية ومقرراتها.
ودعت مصر، الطرفيّن المعنييّن بالدراسة المتأنية للرؤية الأمريكية لتحقيق السلام، والوقوف على كافة أبعادها، وفتح قنوات الحوار لاستئناف المفاوضات برعاية أمريكية، لطرح رؤية الطرفيّن الفلسطيني والإسرائيلى إزاءها، من أجل التوصل إلى اتفاق يلبى تطلعات وآمال الشعبيّن فى تحقيق السلام الشامل والعادل فيما بينهما، ويؤدى إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
الخارجية السعودية
المملكة العربية السعودية، أكدت دعمها كافة الجهود الرامية للوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، مشيرةً إلى أنها تقدر الجهود التي تقوم بها إدارة ترامب لتطوير خطة شاملة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وأنها تشجع البدء في مفاوضات مباشرة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية، ومعالجة أي خلافات حول أي من جوانب الخطة من خلال المفاوضات، وذلك من أجل الدفع بعملية السلام قدمًا للوصول إلى اتفاق يحقق الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه المشروعة.
شيخ الأزهر
وعلق فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، على إعلان خطة ترامب، قائلًا،:"شخصيتنا انتهت كعرب ومسلمين، ويقضى في أمرونا وأنا كنت في منتهى الخزي وأنا اشاهد ترامب ومعه ممثل إسرائيل، هم الذين يخططون ويقولون ويتحكمون ويحلون لنا المشاكل لا يوجد معهم أحد عربي أو مسلم، وهذا هو المجال الذي يجب أن نحارب فيه، لا أن نحارب التراث، والحرب على التراث بداعي الحداثة، مصنوعة من ماكينة خبيثة ملعونة لتفويت الفرص علينا، حتى تدير نمط التفكير للمسلمين والعرب فأرجوكم ابحثوا عن مشكلة غير التراث".
واستدرك الطيب، خلال مناظرته لرئيس جامعة القاهرة خلال فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر الأزهر لتجديد الفكر الدينى،: "جامعاتنا لها أكثر من مائة سنة، فيها الهندسة والطب والزراعة والطيران، وإلى الآن لا نصنع حتى إطار سيارة، ولا اتحدث عن الأسلحة التي تباع لنا؛ ليقتل بعضنا بعضًا فنحن نشترى الموت بأموالنا، تراثنا حمل مجموعة من القبائل المتناحرة التي لا تعرف يمينها من شمالها، وفي خلال 80 سنة، إلى أن يضعوا قدمهم في الأندلس وقدمهم الأخرى في الصين، لأنهم وضعوا أيديهم على مواطن القوة في التراث الإسلامي، العالم الإسلام كانت تسيره قوانين الشريعة الإسلامية قبل الحملة الفرنسية، والزعم بأن التراث يورث على الضعف، والتراجع هو مزايدة، فتراثنا خلق أمة كاملة، ومقولة تجديد الخطاب الديني مقولة تراثية وليست حداثية، كنت اتوقع أن يقول الناس أين التراث مما نحن فيه للنهض به".