فُهم على غير مراده
"معبد عبدالكريم": حديث"أُمرت أن أقاتل الناس..." لعصمة الدماء وليس إباحتها
- عبد اللطيف أحمدقال الدكتور أحمد معبد عبدالكريم، أستاذ الحديث وعلومه بكلية أصول الدين بالقاهرة، وعضو هيئة كبار العلماء، إن حديث النبي-صلى الله عليه وسلم-"أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله"... فُهم على عكس مراد النبي-صلى الله عليه وسلم- منه، وأنه ثارت حوله كثير من الشبه الواهية، فإذا رجعنا إلى الفترة التي قاله النبي-صلى اله عليه وسلم- فيها؛ لوضح المقصود منه، فالحديث قاله النبي-صلى الله عليه وسلم- في أواخر فترة المدينة، والدليل على ذلك أن كل من رووا الحديث من متأخري الإسلام.
وذكر "معبد" أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال هذا الحديث حين ظهر المنافقون في المدينة، فطلب الصحابة من النبي أن يأذن لهم بقتل المنافقين، فقال لهم هذا الحديث؛ ليمنع قتل المنافقين الذي أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر، وليس حثًا على القتل، فالحديث يحض على عصمة الدم وليس إباحته كما فهمه كثير من الناس، والسياق التاريخي دليل على ذلك.
جاء ذلك خلال الندوة التي عقدتها كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، بالتعاون مع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، تحت عنوان "السنة النبوية.. شبهات وردود".
وأوضح"معبد" أن السنة النبوية يتسع الكلام في أهميتها ولكن القرآن الكريم حسم القضية في قوله تعالى"يا أيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم"... موضحًا أن الآية الكريمة قد ذكرت القرآن والسنة، وأنهما متلازمان إلى يوم القيامة، فمن أخذ القرآن وترك السنة فقد بَطُل عمله.
وأكد عضو هيئة كبار العلماء، أنه كان في السابق من يطعن في السنة ليسوا عرب ولا مسلمين وإنما من طعن في السنة المستشرقون، مضيفًا أن أول من طبع صحيح البخاري، وطبقات ابن سعد هم المستشرقون؛ حتى يستطيعوا مهاجمة السُّنة النبوية والطعن فيها، وما نقلوه من شبهات عن الإسلام والسُّنة استطاعوا نشرها؛ لجهل كثير من المسلمين بالسُّنة وعلومها، ولو أننا استطعنا أن نرجع إلى السنة النبوية الصحيحة؛ لاستطعنا تكذيبهم وإظهار حقيقة الإسلام.
وشدد "معبد" على أن من يرد على الشبهات التي يثيرها المستشرقون وغيرهم هم العلماء المتمكنون من علوم اللغة وعلوم القرآن والحديث النبوي الشريف؛ لأن من طعن في السنة درسوها لمدد طويلة؛ حتى يطعنوا في الاسلام وعقائده، فلابد أن يرد عليهم أهل العلم المتخصصون.
وأضاف "معبد" أن الطعن في السُّنة ليس وليد اليوم، وأن من طعنوا في السنة، وفرقوا بين القرآن والسنة أنما هم الاستعمرايون؛ حتى يفرقوا بين المسلمين ويستولوا على خيرات بلادهم.
ووجَّه "معبد" إلى دعاة المسلمين كلمته قائلًا: إن الدُّعاة يتحدث إليهم الناس بما لايتحدثون إلى ذويهم وأهلهم، وهم في مقدمة الناس جميعًا، ويطلب من الداعية أن يكون مُلِمًا بكافة أنواع الثقافات المجتمعية؛ حتى يستطيع أن يكون داعية متمتشيًا مع المجتمع ومستجداته، ومسؤولية الدعوة تبدأ من مرحلة البلوغ لكل مسلم، ذاكرا قول الله تعالى "إن يعلم الله في قلوبكم خيرًا يؤتكم خيرًا"... فمن عقد من الدعاة نيته للإصلاح؛ وفقه الله لإصلاح مجتمعه.