أمهر جراحي الكلى في العالم.. «محمد غنيم» الطبيب صاحب الرسالة «تقرير شخصي»
أحمد واضحالدكتور محمد أحمد غنيم، هو أحد رواد زراعة الكلى بجمهورية مصر العربية والعالم أجمع، عد ثاني أمهر جراح في العالم في مجال الكلى والمسالك البولية، أنشأ أول مركز متخصص بزراعة الكلى في الشرق الأوسط بمدينة المنصورة، وأجرى المركز أكثر من 2 مليون عملية جراحية للمرضي، عينه السادات مستشارًا طبيًا له، واستعان به الرئيس السيسي في مجلس علماء مصر.
الدكتور محمد غنيم مفكر سياسي بارع، وله آراء قوية في قضايا التعليم والبحث العلمي، كما أنه المنسق العام لتحالف الوطنية المصرية، وأحد مؤسسي الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي.
مولد عالم
محمد أحمد غنيم ولد 17 مارس عام 1939 بالقاهرة ثم انتقل إلى مدينة المنصورة وعشقها وعاش فيها، درس في كلية الطب جامعة القاهرة وبعد تخرجه فيها عام 1960حصل على درجة الدبلوم في تخصص الجراحة عام 1963، وحصل على دبلوم في المسالك البولية عام 1964، كما حصل على درجة الماجستير في المسالك البولية من جامعة القاهرة عام 1967.
سافر إلى انجلترا للتدريب لمدة عامين ليحصل على درجة الزمالة، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ومنها إلى كندا لمدة عام، وبعد عودته استقر في مصر وعمل كمدرسا في كلية الطب جامعة المنصورة عام 1975 ليسطر أمجادا علمية وتحديات طبية وانجازات عديدة تدخله التاريخ كواحد من رواد النهضة العلمية والطبية في مصر.
مفتاح الشخصية
أنشأ غنيم، مركز طبي في الريف يضاهي المراكز العالمية، وساهم في تطوير علم الطب، وجراحات الكلى، والمسالك البولية في مصر، والعالم، واعتمد العمل والاجتهاد ومهارة استخدام العقل في الابتكار والعطاء لرفع معاناة المرضى.
تحديات الإنجاز
معاناة الوصول إلى حلم حياته والالتحاق بكلية الطب لتقديم شئ مميز للناس فصنع اسمًا له محليًا ورفع اسم مصر عالميًا.
تغلب علي الثقافة المصرية السائدة كالفهلوة والسبهللة بإنشاء نظام محكم لإدارة مركزه الطبي وفق المعايير العالمية والمحافظة على استمرار هذا النظام
حفاظ علي التميز منذ اول يوم لحد يومنا هذا
استخدم السياسة والفكر في الوصول إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والدفاع عن المواطن البسيط إلى جانب سعيه للنهوض بالتعليم والبحث العلمي في مصر
تغلب علي البيروقراطية المصرية بعد أن رفض المحافظ طلبه لإنشاء المركز الطبي؛ فلم ييأس بعد أن تقدم بطلبات لعدة دول للحصول على منحة لإنشاء مركز الكلي بالمنصورة فطرق أبواب المنح الخارجية من أمريكا وأوروبا وبعض الدول العربية، ولكنه لم يوفق، بعد أن رفض أغلب الجهات السابقة تمويل المشروع.
وافقت هولندا على دعم المركز بجزء من التمويل بمنحة سخية، وبرز حينها دور المجتمع المحلى، وأهالي المنصورة الذين دعموا المركز بتبرعاتهم، بالإضافة إلى قبولهم تسديد رسوم على بعض الخدمات التي تقدمها المحافظة، لتذهب حصيلتها إلى المركز، حتى اكتمل البناء، وأصبح حلم الدكتور غنيم واقعًا في عام 1983
دون نظام صارم يدور الكل في فلكه، لا العكس، وهو ما كان على رأس ما اهتم به، تفرغ أطباء مركز الكلى للعمل فيه فقط، لأنه مقتنع بأن الطبيب الذي يعمل في مؤسسة ناجحة، لابد أن يكون متفرغا، وفى سبيل ذلك استند غنيم إلى القانون ليصبح التفرغ إجباريا للعمل فى المركز، حتى حصول الطبيب على درجة الدكتوراه ومرور 3 سنوات على ذلك وفى مقابل ذلك أقر غنيم حوافز العاملين في المركز بنسبة 100 % كبدل لتفرغهم، وبدأ بنفسه، وتفرغ نهائيًا للمركز طوال حياته المهنية، ولم يفتتح عيادة خاصة به حتى اليوم.
طول عمر النجاح
أنشأ الدكتور محمد غنيم أول مركز متخصص بزراعة الكلى في الشرق الأوسط بمدينة المنصورة.
أجرى أكثر من 2 مليون عملية جراحية خلال 37 عامًا هي عمر المركز حتى الآن.
له أبحاث علمية قيمة في المجلات والدوريات العالمية ، وعمليات جراحية مسجلة باسمه.
درب عدد كبير من الأطباء العرب والأجانب وخاصة الأوروبين.
أصدر الدكتور غنيم نحو 47 كتابًا تنوعت بين كتب كاملة أو فصول من كتب لدور نشر عربية وعالمية باللغتين العربية والإنجليزية.
قدم العالم الكبير ما يقرب من 130 ورقة بحثية في كبرى المجالات العلمية العالمية.
صاحب الفضل الأول في نهضة الطب بجامعة المنصورة حيث عمل مدرسًا بكلية الطب بها
نجح في إجراء أول جراحة نقل كلية في مصر سنة 1976 بأقل الإمكانيات، وبمساعدة فريق من أطباء "قسم 4" المختص بأمراض الكلى والمسالك بجامعة المنصورة الذي كان غنيم مشرفا عليه
أول طبيب مصري ساهم في نصرة أهل غزه واعترف للعالم أن إسرائيل استخدمت في الحرب أسلحه محرمة دوليا مثل قنابل "داين"
لم تنشر له صورة واحدة ، كقائد فريق زراعة أول كلى في مصر وصاحب الفضل الأول، وكان منشغلا بفكرة إنشاء أول مركز لزراعة الكلي فكان ذلك الهدف أكبر من مساحات الصحف التي احتفت بالإنجاز، وأكثر بريقا من أضواء فلاشات الكاميرات.
لم يتصدر غنيم المشهد، بعد نجاحه في إجراء اول عملية نقل كلى في مصر، ولم يستأثر وحده بالأضواء كما هي العادة، حيث فوجئ الجميع بالرجل ينسحب بهدوء، بعد أن أناب عنه من يقوم بتعريف هذا الإنجاز، وهو يؤكد أنه ليس وحده صاحبه، وأن التجربة نتاج جهد جماعي لقسم الكلى والمسالك
لم يتوقف على المستوى العلمي والأكاديمي فقط، بل امتد إلى دوره في الإصلاح السياسي والاجتماعي وآرائه المؤثرة فى إصلاح التعليم والبحث العلمي في مصر من خلال تقديم ملامح لمشروع إصلاحى متكامل للتعليم على كل المستويات.
الدكتور محمد غنيم أول لاعب كره قدم بنادي المنصورة الرياضي.
حصل على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الطبية عام 1978.
حصل على جائزة الملك فيصل العالمية لعام 1999.
حصل على جائزة مبارك للعلوم عام 2001.
تفاعل بالملايين
رغم أن تخصصه وشهرته كانا يمكناه من جمع ثروة طائلة تقدر بالملايين، إلا أنه تفرغ لمركزه لخدمة الفقراء من المرضي والمحتاجين.
اعتاد إيداع مقابل الجراحات التي يجريها خارج البلاد في تبرعات المركز، وهى تبرعات بالملايين.
لازال الدكتور غنيم، وحتى بعد خروجه على المعاش، متفرغا لمشروع عمره، مؤكدا أن الطب عمل إنساني ورسالة بالمقام الأول.
أجرى المركز الذي أنشأه أكثر من 2 مليون عملية جراحية فحاز على قلوب الملايين .
له دور سياسي لخدمة المواطنين والعدالة الانتقالية والحريات.
مازال جميع أبناء المنصورة والدقهلية يشيرون فى إعجاب إلى سيارة الدكتور غنيم الـ«بيجو 504» البسيطة والتى لا يملك الطبيب الأشهر فى مصر غيرها فى الحياة.
أقوال مأثورة
«اصرف وهيجيلك»..عبارة الدكتور غنيم الأشهر، التى حفظها تلامذته ونوابه فى المركز، وله فى ذلك فلسفته الخاصة، لقيام المركز بواجبه على أكمل وجه، وجلب ثقة الناس فيه، و «لما الناس تتأكد إن فلوسها مش بتضيع، وإنها بتخدم المرضى فى الآخر، هيجولك ويتبرعوا بسخاء»، هكذا أكد غنيم لأبنائه وتلامذته الذين تولوا مهمة قيادة المركز من بعده، وكأنما كشف مبكرا سر نجاح أى مؤسسة، بإنجازها الملموس على الأرض، ومصداقيتها عند الناس.
دي إن آية الشخصية
فهم أن مهنة الطب رسالة وليست وظيفة وآمن بذلك، بسيط ويحب الناس والتواضع، يفعل الخير دون انتظار الشكر.