بلومبرج: التدخل التركي يعمق جراح ليبيا
- محسن عوض الله
تناول تقرير بلومبرج التحولات العسكرية الأخيرة في الساحل الغربي لليبيا، معتبراً أن التحول في اتجاه المعركة في ليبيا نتيجة الدعم العسكري التركي لحكومة الوفاق سيزيد من الصراع في ليبيا.
وفي الوقت الذي زعم فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تدخله العسكري في ليبيا يهدف إلى موازنة الموقف بعد إعلان قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة الجنرال خليفة حفتر معركة لتحرير العاصمة الليبية من سيطرة القوات المتحالفة مع حكومة الوفاق الليبية بقيادة فايز السراج.. يقول تقرير وكالة بلومبرج الأمريكية إنه مع توفير أنقرة القوة العسكرية، تسعى الحكومة في طرابلس ليكون لها اليد العليا على حساب الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر، والمدعوم من روسيا ودولا عربية، بحسب تقرير.
وذكر التقرير المنشور مساء الجمعة، إنه بعد عام من استخدام قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر لقاعدة الوطنية في تنفيذ عملياته العسكرية للسيطرة على طرابلس، "أصبحت الوطية ملجأ محاصراً للموالين لحفتر الفارين بعد أن ردت القوات الحكومية المدعومة بالأسلحة التركية، واستولت على سلسلة من المدن الغربية الأسبوع الماضي"، بحسب الوكالة.
وفي غضون ذلك، أكدت مصادر صحفية قيام الطائرات المسيرة التركية التابعة لقوات الوفاق بقصف قاعدة الوطية الجوية، فيما ردت الدفاعات الجوية للجيش الوطني على الاستهداف.
وكانت قوة عمليات أجدابيا أعلنت في وقت سابق قيام مدفعية الجيش الوطني الليبي باستهداف مواقع الوفاق والمرتزقة السوريين والاتراك في قاعدة معيتيقة بأكثر من 15 صاروخا، يوم الجمعة. وعلى الوجه المقابل، قالت قوات حكومة الوفاق الليبية في العاصمة طرابلس، مساء يوم الجمعة، إن مقاتلاتها استهدفت آليات ومواقع للجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر في قاعدة الوطية الجوية.
وبحسب التقرير، ففي الوقت الذي يرى فيه أسامة الجويلي الجنرال الموالي لحكومة السراج الذي يقود المعارك هناك، إن المواجهة ستنتهي بمغادرة قوات حفتر، يعتبر محمد الجرح المحلل الليبي البارز إنه إذا حدث ذلك فإنه "سيمثل أكبر خسارة استراتيجية لحفتر منذ بدء هجوم طرابلس".
وأوضح: "لقد أدى تدخل تركيا لدعم رئيس الوزراء فايز السراج، على الأقل في الوقت الحالي، إلى تغيير اتجاه الحرب التي اجتذبت المنافسين الدوليين الحريصين على تأمين النفوذ على الدولة المضطربة العضو في منظمة الأوبك، التي تمتد اراضيها وسواحلها عبر طرق الهجرة الرئيسية عبر البحر المتوسط إلى أوروبا".
وتابع التقرير: "من غير المرجح أن تتنحى الدول التي تدعم حفتر، مع وجود الكثير من المخاطر بالنسبة لها للسماح بهزيمة المارشال الذي يسيطر على المنشآت النفطية الرئيسية في البلاد. من المرجح أن تشهد الدولة التي كانت في حالة اضطراب منذ ثورة 2011 المدعومة من الناتو التي أطاحت بمعمر القذافي مزيدًا من الصراع".
قال مسؤول تركي رفيع مُطلع على سياسة البلاد في ليبيا، لوكالة بلومبرج وطلب عدم الكشف عن اسمه لمناقشة معلومات حساسة، إن تركيا "تدعم بنشاط" الهجوم المضاد الذي تقوم به قوات السراج لهزيمة حفتر. ورفضت الحكومة التركية التعليق.
واشار التقرير إلى أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان اعترف بتلقى الخسائر في الهجمات التي شنها الجيش الوطني الليبي، وتعهد بتلقين القائد الليبي درسا.
وأكدت بلومبرج أن التدخل التركي هو ما تسبب في التصعيد الراهن واحتمالات تضاعفه في المستقبل القريب، وتابع التقرير: "لقد تغير ميزان القوى في الشهرين الماضيين بسبب الدعم التركي وما جلبته تركيا، من حيث المواد والمقاتلين".. "هذا يثير حقا سؤال لمؤيدي حفتر: ماذا سنفعل؟"، مما يثير احتمالات المزيد من التصعيد إذا قرروا مضاعفة دعمهم لقوات الجيش الوطني الليبي.
"لعدة أيام، استهدفت الطائرات بدون طيار التركية شاحنات الوقود وقوافل الإمداد لقوات حفتر في الغرب. وأسفرت غارة بطائرة مسيرة الشهر الماضي عن مقتل أحد كبار قادته بالقرب من مدينة سرت. تواصل قوات حفتر تشغيل أنظمة الدفاع الجوي بانتسير الروسية الصنع التي تسقط طائرات بدون طيار تركية، لكنها لا تستطيع تغطية ساحة المعركة الآخذة في الاتساع"، بحسب التقرير.
وتعهد اللواء مبروك الغزوي آمر مجموعة عمليات المنطقة الغربية بالجيش الوطني الليبي، بأنه إذا لم توقف تركيا ضرباتها، فسوف يستهدف ناقلة نفط مملوكة لشركة النفط الوطنية الليبية ترسو في ميناء في طرابلس، بالإضافة إلى أهداف أخرى في ميناء.
وكان الجيش الوطني الليبي قد هاجم في السابق المطار الرئيسي في المدينة والميناء الذي يستخدم لتفريغ الإمدادات العسكرية التركية.