الهلال والصليب يتعانقان في سنفونية ٍ رمضانية خلابة بعروس صعيد مصر
المنيا - محمد مرزوقفي لفة ٍ فريدة ٍ من نوعها ، وتبرز مدى وحدة المصريين من مسلمين ومسيحيين وأنهم كيان واحد يعيشون على أرض مصر الغالية ، لا يمكن لأحد ٍ مهما كان أن يفرق وحدة صفهم ، وأنهم يوقرون بعضهم البعض ويحتفلون معا ً بالأعياد والمناسبات للجميع ، على الرغم من الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد .
ففي مشهد ٍ يسر الناظرين ويُبهج القلوب ويخطف العقول ، فقد تم إزاحة الستار عن ميدان صيدناوي بحي وسط مدينة المنيا أشهر ميادين محافظة المنيا – عروس الصعيد – بجمهورية مصر العربية ، وأكثرها إزدحاما ً بالمواطنين ، ليظهر في ثوب ٍ جديد مع قدوم شهر الرحمة والمغفرة والبركات والحسنات شهر رمضان الكريم ، حيث يتعانق الهلال مع الصليب من خلال وضع هلال بداخله صليب في وجود فانوس رمضان روح هذا الشهر وأبرز علاماته التعبيرية بحجم كبير وعبارة رمضان كريم في وسط الميدان وأمام كنيسة الأمير تادرس الشطبي ، أكبر كنائس محافظة المنيا ، يضيئون الميدان ليلاً ، إبتهاجا ً بهذا الشهر الفضيل ، يرسمون لوحة فنية غاية ً في الجمال والروعة والإبداع ، ليتحول هذا الميدان إلى ميدان « الهلال والصليب » وإلى ميدان « المحبة والوحدة الوطنية » .
وقد جذبت تلك المجسمات الرمضانية المضيئة المئات من المواطنين من أبناء محافظة المنيا ، الذين حرصوا على إلتقاط الصور التذكارية لهم والصور السلفي في هذا الميدان في أوائل شهر رمضان رغم ما تعانيه المحافظة كباقي محافظات مصر من فرض حظر التجوال بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد « كوفيد – 19 » داخل الأراضي المصرية ، لتكون ذكرى جميلة ً لهم ، وقد أصبح هذا الميدان أيقونة للميادين الموجودة بمدينة المنيا عقب تطويره ليحتوي على الفانوس ومجسمين مضيئين الأول لعبارة « رمضان كريم » والثاني « الهلال والصليب » .
وتم تنفيذ هذا العمل بجهودٍ ذاتية ٍ شبابية ٍ مائة في المائة وبمشاركة شعبية ، من مسئولي كنيسة الأمير تادرس الشطبي ومسئولي مجلس مينة المنيا ، وتنفيذا ً لتعليمات اللواء أسامه القاضي ، محافظ المنيا ، في الحث التام على المشاركات الشعبية في تطوير وتجميل ميادين وأحياء محافظة المنيا في شهر رمضان المعظم وعلى مدار العام ، لتظهر المنيا في أبهى صورها للجميع ، وليحكي الجميع عن أصالة شعبها الحريص على تجميل محافظته .
وأوضح منفذوا تلك المبادرة ، بأنهم أرادوا أن يؤكدوا في مشهد عملي من أرض الواقع للعالم بأسره بأن مسلمين ومسيحيين المنيا كيان واحد ونسيج واحد ، وأن المحبة هي التي تجمع بينهم ، وتظهر بكل شفافية ٍ ونقاء عن الروابط الحقيقية لابناء هذه المحافظة العتيقة ، وأنهم فداء لتراب هذا الوطن الغالي العزير .
وأنتشرت صور الميدان الميزن بالشكل الرائع مواقع التواصل الإجتماعي « فيس بوك » ولاقت إعجابا ً كبيرا ً من رواد الموقع ، والتي أكدت من خلال تعليقاتهم على المحبة التي تجمع أبناء مصر مصر من مسلمين ومسيحيين .
وكان ميدان صيدناوي بمدينة المنيا قد شهد شيئا ً مماثلا ً في رأس السنة للعام الجديد ٢٠٢٠ ، حيث تزين بشجرة عيد الميلاد ومسجم البابا نويل قي مسجم مضئ ، ولاقى ذلك رد فعل إيجابي من كل من المسيحيين والمسلمين ، وحرص المواطنين بالمنيا في تلك الفترة على إلتقاط الصور التذكارية لهم لتكون ذكرى طيبة لهم .
وقالت ماريا نعيم نصيب ، مدير عام إدارة الشباب والطلاب بمحافظة المنيا ، ورئيس مجلس وإدارة مؤسسة وجمعية أيادينا للتنمية المجتمعية ، ومقررة المجلس القومي للمرأة سابقا ً ، إن مبادرة تجميل ميدان صيدناوي بمدينة المنيا تم في مشهد ٍ مبهر للغاية ولوحة فنية رسمها القائمون على تلك المبادرة من الشباب وبتعاون من القيادات الشعبية سواء الكنسية ومجلس مدينة المنيا بحرفية لتزين الميدان في شكل يثبت حقا ً بأن المصريين من مسلمين ومسيحيين نسيج واحد لا يتجزآن مطلقا ً ، من خلال تعانق الهلال مع الصليب ووجود فانوس رمضان .
وثمنت ماريا تلك المبادرة الشبابية ، وقالة ، بأن الشباب في محافظة المنيا شباب واعد ذات فكر نير يقوم بطرح أفكارا ً خلابة ً تنشر الفرحة بين الجميع في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها من تفشي فيروس كورونا المستجد ، والذي أجبر الكثير من المواطنين بالجلوس في منازلهم خوفا ً من الإصابة بهذا الفيروس بعدما كان هذا الميدان وغيره من ميادين مدينة المنيا مكتظا ً بالمتواطنين ليل نهار في شهر رمضان الكريم .
وتمنت ماريا ، تكرار ذلك في الميادين العامة بمدينة المنيا ومؤاكز المحافظة التسعة ، لنرسم أجواء رمضانية مبهجة للجميع تخرجهم من أجواء كورونا الكئيبة .
من جانبه أوضح الدكتور محسن الشوربجي ، كاتب ومحلل سياسي ، وأحد أبناء محافظة المنيا ، إن الشعب المنياوي شعب أصيل المنشأ والمنبت وله عبر التاريخ موافق مشهودة له من الجميع سواء في شهر رمضان أو غيره من الشهور وفي كافة المحن والأزمات التي مرت وتمر بها مصرنا الحبيببة ، وليس بغريب ٍ مطلقا ً أن تظهر تلك الملحمة الشبابية الجميلة التي تظر فيها تلاحم الشباب الواعد مع مسئولي كنيسة الأمير تادرس الشطبي ومسئولي مجلس مينة المنيا ليزينوا الميدان ليكون صورة مبهرة للجميع خلال شهر رمضان الكريم من خلال تعانق الهلال مع الصليب من وضع هلال بداخله صليب في وجود فانوس رمضان روح هذا الشهر ، في مشهد ٍ أن الجميع يحتفل بشهر رمضان دون تفرقة بين مسلمين ومسيحيين ، وفي ظل إنتشار فيروس كورونا المستجد في مصر .
وأضاف الشوربجي ، بأن تلك المبادرة هي مبادرة جميلة للغاية في مجملها وأن المسئولين في المحافظة والقيادات الشعبية والحزبية أن تقف بجوار هذا الشباب الواعد صاحب الفكر المستنير ليستثمروا افكارهم في تعميمها في كافة الميادين العامة بمدينة المنيا وبمراكز المنيا التسعة ، لتنتقل المنيا نقلةً نوعية ً من صورتها الآن إلى أبهى صورة تذجب الجميع وتجعل الجميع في كل مكان يتحدثون عنها ويترددون عليها ليزوروا شوارعها وآثارها المختلفة .