"أخضر" رامز.. يحول "تيييت" النجوم إلى زغاريد!!
محمد يوسف
ربما أصبح شيء عادي وغاية في التكرار والملل والرتابة .. إننا نشهد كل عام ، وتحديداً في شهر رمضان ، نفس ذات الضجة والهيصة والزمبليطة التي تصاحب عرض برامج المقالب وخصوصاً تلك التي يقدمها الممثل المتهور رامز جلال ، والتي بكل أسف باتت لصيقة بالذاكرة بالبرامج الثابتة التي يتم تقديمها خلال شهر الصوم الفضيل وكأن "الشقلبة" و"المرمطة" والبهدلة التي يتففن في ابتكارها كل عام هي من نوافل أو ربما فرائض شهر رمضان المعظم.
والترتيب المعتاد بطبيعة الحال هو .. تعليقات نارية على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بمجرد صدمة مشاهدة أولى حلقات برنامج المقالب الذي يتفنن في اختيار اسم له يعلن التحدي والخروج على أي لوائح أو قوانين تشجب وتندد وتستنكر وتطالب بالتدخل الفوري لوقف عرضه ، ثم تكتشف في النهاية أنها نيران صديقة للبرنامج، تعقبها مقالات ساخنة .. تعقبها سلسلة مقالات ساخنة تطالب باحترام الشهر الفضيل وتسأل أين مقص الرقيب الذي يسمح بعرض هذا المحتوى المتدني الذي يساعد على نشر القيم الهدامة ويعلم أبنائنا كل شيء سيء.
ثم يأتي الدور الأكثر شهرة حيث يتقدم نائب برلماني ، أو عدد من النواب ، بطلب إحاطة دافئ، لاحظوا الترتيب: ناري ثم ساخن ثم في الأخير دافئ ، للمطالبة بوقف المهزلة ومنع عرض هذا البرنامج حماية للفضيلة والأخلاق والمبادئ العامة التي تنص كافة دساتير العالم على ضرورة صونها .. وحرصاً على السلم الاجتماعي بين المواطنين وحماية للأجيال الناشئة والقادة ، أيوه الله بجد كل ده وأكتر.
وفي الأخير نكتشف طبعاً ، ومش عايزين نحرق لكم النهاية المعروفة .. إن البرنامج متصور في دبي يعني بلد أجنبية ، وإنتاج فضائية إم بي سي ، يعني مالناش حكم عليها ، واللي أكتر من كده بأه يا فتك منك ليه إن في اختراع اسمه الريموت كنترول ، يعني لو مش عاجبك اشرب من البحر أو غير المحطة فوراً .. أو زي ما بيقولوا "اللي عنده معزة بريطها" وأرجوكم ما حدش يصدعنا بمسألة حماية والحفاظ على ومهزلة لأننا بصراحة خلاص.
المدهش أن الضيوف اللي بيجيبهم المجنون رامز جلال ورغم أنهم بياخدوا راحتهم على الآخر في توجيه شتائم للكبار فقط والتي نفهم مدلولاتها على الفور من كمية "التييييت" اللي بيحاول من خلالها المخرج التغطية على كمية الألفاظ الخارجة التي تنطلق من بين شفتي الضحايا .. ورغم أننا أنفسنا نتالم لهم ونشعر بالإهانة بالنيابة عنهم ونطالب بأخذ الثأر وإقامة الحد على المجنون من باب الانتصار لحقوقهم كبشر قبل أن يكونوا نجوم مجتمع بارزين .. إلا أن هؤلاء الأخوة، البارزين فعلاً ، لا يتقدمون بأي بلاغات ضد المسيء ولا ضد من خلفه.. وهنا يبدو مفعول السحر للعملة الخضراء التي على ما يبدو تداوي الجروح وتطيب الخواطر وتهون كل صعب وتحول "التيييت" إلى زغاريد .. ويابخته يا هناه اللي رامز يدي له على قفاه.