«مودة الأدهم» و«حنين حسام».. جرائم مخلة بالشرف على طريق الحرية والاستقلال «تقرير»

مودة الأدهم، فتاة ذاع صيتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن حققت ملايين المشاهدات، وحصدت ملايين المتابعين عبر تطبيق الفيديو الصيني "تيك توك"، بيد أنها قدمت مقاطع تحريض على الفسق والفجور، تخل بالقيم الأسرية، وترتدي بها ملابس فاضحة تخدش الحياء العام؛ لتلقي الإدارة العامة لمباحث الآداب القبض عليها، وتقرر النيابة العامة مساء أمس الخميس، حبسها 4 أيام احتياطًا على ذمة التحقيقات.

مودة الأدهم، من مواليد محافظة مرسى مطروح، وتدعى "مودة فتحي رشاد"، تسكن في فيلا في الحي الراقي "مدينتي" بالتجمع الأول، وتمتلك سيارة موديل 2020، كانت قد انضمت إلى عالم تطبيق الفيديوهات "تيك توك"، وظهرت في فيديوهات عبر التطبيق، ورصدتها أجهزة الأمن ومباحث الآداب، وباتت دليل إدانتها.

مودة ليست الفتاة الأولى التي تنشر محتوى يحض على الفسق والفجور، باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فقبلها تلقّت إحدى مشاهير تطبيق الفيديوهات "تيك توك"، حنين حسام، الاتهام ذاته، بعد تشجيعها الفتيات للظهور عبر التطبيق من خلال فيديوهات داخل غرف النوم والحديث مع الشباب مقابل الحصول على المال.

 

بداية القصة

مودة فتحي رشاد، المشهورة بمودة الأدهم، ابنة محافظة مطروح، لأبوين منفصلين، قبل أن تقرر الاستقلال عن منزل أهلها، والعيش بمفردها، لكن الغريب أنها سرعان ما ارتقت ماليًا، فامتلكت فيلا تقدر قميتها بثلاثين مليون جنيه، وسيارة موديل 2020؛ بعدما انتشرت حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وتطبيق الفيديوهات "تيك توك" ولاقت متابعة الملايين، بحسب ما ذكر المستشار مرتضى منصور عضو مجلس النواب.

مودة، قالت عن حياتها، إنها تنتمي لأسرة "متوسطة الحال"، وأنها رغبت في تحقيق الاستقلال والحرية، لتعيش منفردة،: "أنا كنت عاوزه أتحمل مسؤولية نفسي لأن الخطوة دي صعبة جدًا لأي شخص، أنا استقللت عن أهلي وأنا بعمر 19 سنة وكنت في الثانوية العامة حينها، أنا دلوقتي بنام براحتي ومفيش دوشة أطفال من حولي وبقيت بنام براحتي في هدوء".

عملت مودة الأدهم، والتي يرجح أن هناك من قدم لها يد العون دعمًا لفكرها وترويجًا له، في مجال المبيعات، ثم عملت عارضة أزياء، واشتركت في مسابقة ملكة جمال مصر، وعملت مقدمة برنامج عبر أثير موجات شبكة "عرب إف إم"، قبل أن تحقق شهرة واسعة على مواقع التواصل وتحديدًا تطبيق "تيك توك"؛ بعدما قدمت مقاطع فيديو ترقص بملابس شبه عارية، وبحركات مثيرة جنسيًا، وكان من أبرز المقاطع التي قدمتها هو إعلانها أن احد الأشخاص قدم لها هدية سيارة موديل 2020 فارهة كهدية!

 

الإعلام والترويج

"مش هاخد مداخلات تاني يا جماعة لأ كده مينفعش"، كانت هذه الكلمات تحمل غضبًا واسعًا من الإعلامي معتز الدمرداش، خلال استضافته للفتاة مودة الأدهم، قبل 28 شهرًا، في حلقة تحت عنوان "استقلال الفتيات عن أهليهم"؛ فواجه طوفانًا من المداخلات الهاتفية الرافضة لترويجه مثل هذه الأفكار وتقديم نماذج لها، فيما أخذ يدافع عن طرحه باعتبار الأمر واقع يستحق المناقشة، متمنيًا أن يكون بين المداخلات من يؤيد طرحه.

الدمرداش، ظهر منحازًا لتجربة الفتاة مودة الأدهم، واعتبارها صاحبة شخصية استقلالية تنشد الحرية، قائلًا،: "أنا لا أؤمن بأسلوب الوعظ وامتلاك الحقيقة، ولكني مؤمن بالحوار وطرح الموضوع من زوايا مختلفة، خاصة إن المجتمع الذي نعيش فيه شرقي محافظ لا يفهم موضوع استقلال البنات".

الإعلامي الذي يحمل في جعبته عشرات السنين من العمل مقدمًا للبرامج الحوارية، انفعل على أحد المتصلين، عندما وجه إليه سؤالًا،: "هل تقبل أن تستقل ابنتك بعيدًا عنك وتقول أنا حرة وأريد العيش بمفردي؟، فعقب،: "لا ملكش دعوة ببنتي أنا بطرح الفكرة، وخرجني أنا من الموضوع سيبك من رأيي"؛ وهو ما أظهر أنه يروج لفكر لا يؤمن به، ولا يقب تطبيقه أو مجرد إثارته حول ابنته؛ وهو الامر الذي يقدح زعمه طرح الموضوع للمناقشة بحرية، معربًا عن شكره للفتاة مودة انها قبلت دعوته للحضور.

ومؤخرًا الإعلامية لميس الحديدي، في برنامجها "القاهرة الآن" المذاع عبر فضائية "الحدث"، استضافة مودة الأدهم، لكن ألغيت فقرتها بعد الانتقادات والجدل الذي أثاره الإعلان، وخرجت الفتاة حينها تعلن غضبها من إلغاء الفقرة؛ وهو الأمر الذي يثبت اتجاه الإعلام لتقديمها أنموذجًا للشباب، نشرًا لفكرها الشاذ عن العرف وتقاليد المجتمع، أو سعيًا خلف تحقيق نسب عالية من المشاهدات للبرنامج "التريند".

 

تحليل خبيرة

الدكتورة أشجان نبيل استشاري العلاقات الأسرية والتطوير المجتمعي، رفضت فكرة استقلال الفتيات عن ذويهم؛ مؤكدة أن هذه الأفكار شاذة عن المجتمع، ولا تناسب عاداته وتقاليده، بل هي بالأساس غير موجودة في أوروبا التي تزعم الفتيات أنهم يقلدونها، قائلةً،: "تعريف الاستقلالية الذاتية هي حق الفرد في إدارة شؤونه الذاتية الداخلية واتخاذ قراراته بحرية مدركة ومسؤولة، ففي أوروبا لا يوجد هذا الاستقلال، ولكن هناك التعليم الجامعي يكون في ولايات أخرى فتضطر الفتيات للانتقال إلى أماكن بعيدة عن الأسرة وتضطر للعمل للصرف على دراستها وبعد الانتهاء تعود لأسرتها، فالاستقلالية تكون في الإطار الأسري، فوضع الأسرة هو الوضع الطبيعي ويضمن الحرية والاستقلالية لكل فرد والزعم بأن ترك المنزل هو الاستقلال كذب، بل يمكن وصف الأمر على أنه هروب أسري وليس استقلالا وحرية".

وأوضحت نبيل، أن الفتاة مودة الأدهم، قالت إن جو الأسرة لا يعوض، وأنها تشعر بالندم، وأكدت أنها تواجه عقبات كثيرة، وهذا الأمر ليس ظاهرة ولكنه حالات فردية، تضر بالمجتمع وبالفتاة ذاتها، فهي لا تفهم بالأساس معنى الاستقلالية والحرية، ومن تلجأ لهذا الأمر غالبًا يكون هناك اختلاف في الحوار والتفاهم بين الأهل والأبناء، كما هو حال مودة الأدهم، فأبوها منفصل عن أمها فعاشت وضعًا غير سوي دفعها لهذا الفكر الشاذ، وستواجه مصاعب ومشاكل نفسية بسبب هذا الوضع الخاطئ، وهذا ضرر للمجتمع والقيم والعادات والتقاليد وأساس المشكلة الأسرة، فالأمان متوفر في بيت الأهل فقط، وليس في السكن بمفردها وستتعرض لمشاكل كبيرة طوال حياتك".

 

رسائل مودة

تكمل فتاة "التيك توك"،: "أنا مش مرتاحة وأنا بعيد عن أهلي لأن الحجات اللي وفروها لى مش لقياها، ووجدت عقبات في حياتي، ولكني كنت أواجهها وأوقات بندم إني تركت بيت أهلي، ولكن أنا أخذت رأيهم بأنني سأقيم بجوار عملي وأكمل دراستي وبقى الأمر طبيعي دلوقتي".

"أنا طلعت في الفترة دي في ناس كتير حبتني، وناس كتير كرهتني، أنا إنسانة عادية مستهلش حد يحبني، أو حد يكرهني، أنا مش بقدم حاجة هادفة، مش حابة حد أو أطفال يخدوني قدوة، لأني بكره حد يقولي إنتي قدوتي، مفيش حد بيقول للأطفال دي إيه اللى ينفع يتقلد وإيه اللى ميتقلدش، يا جماعة محدش ينخدع في المظاهر"، كانت هذه إحدى رسائل مودة الأدهم عبر حسابها على موقع "تيك توك"، مطالبة الأطفال والفتيات بعدم تقليدها والاقتداء بها.

ويظل المجتمع المصري والعربي، رافضًا لمثل هذه الأفكار التي تنشد تفكيك الأسرة، ومن ثم هدم المجتمع عن طريق نشر جرائم الفسق والفجور، ودعوات الانحلال، تحت مسمى الاستقلال والحرية.

 

رابط حلقة معتز الدمرداش: