تعرف على ملكة الردح والحماة القاسية التي لايعرفها الكثير من عشاق السينما المصرية
المنيا - محمد مرزوقفي عالم الفن ظهر العديد من الفنانين والفنانات قدموا العديد من الأعمال الفنية المختلفة، لم يكونوا كومبارس بل كانوا نجوم في زمانهم،فقد قدموا أدواراً مؤثرة في رحاب السينما سواء كانت أعمال بطولية أو مساعدة مع الأبطال؛ لكن مع كل هذا باتوا منسيون عن عالم الشهرة ولم يعرفهم إلا القليل والنوادر.
ونلقي الضوء على بعض منهم يلتعرف عليهم الأجيال والجمهور وحتى لا يظلوا منسيين عنا.
بطلة مصرية، ذات ملامح سمراء اولتي هربت من وجهها ملامح الجمال، ترتدي منديلًا يخفي جزءًا من شعرها الحالك السواد، وبوصلات الشتائم والردح المتواصل، تبعث الضحك في نفوس مشاهديها حتى احتلت قلوبهم في كل بيت يسمعها من الردح الشعبي ومناوشاتها في أدوار الحماة، مع رفيقها علي الكسار، في الأفلام التي أدتها معه شكَّلت متعة مشاهدة عالية في نفوس محبيها، لتصبح تراثًا كوميديًا في تاريخ الأفلام المصرية القديمة. فقد كانت وبحق نجمة في عالم الفن في زمانها؛ لكن لم يتم تسليط الأضواء عليها بالمرة، ولم تحظى بحظ وافر من النجومية كغيرها من فنانات زمانها، وأول من قدمن دور الحماة في السينما المصرية، وقد أمتدت مسيرتها الفنية على مدى 35 عامًا ما بين السينما والمسرح، وكانت بطلة فرقة على الكسار المسرحية الكوميدية قبل ظهور السينما الناطقة... إنها الفنانة القديرة " زكية إبراهيم " .
وُلدت الفنانة القديرة " زكية إبراهيم " في 25 يوليو 1901 م.
أما مسيرتها الفنية فقد كانت البداية مع فرقة " نجيب الريحاني "، ثم إنضمت بعد ذلك لفرقة الراحل " على الكسار " المسرحية، وظلت تتدرج في مساحة الأدوار حتى صارت هي بطلة عروض الفرقة لسنوات عديدة.
وتشير بعض المعلومات إلى أنها ارتبطت عاطفيًا بالفنان " علي الكسار " حيث كانت تحبه بشدة لكن لم ترتبط به لكونه حبًا من طرف واحد، وكانت سببًا فى أن تترك الفرقة وترحل بعد سنوات من العمل الفني التي جمعت بينهما الغيرة من الفنانة " ماري منيب " التي أعجب بها الفنان " علي الكسار " بعدما ساهمت في زيادة نسبة الإيرادات خاصة في المسرحيات التي كانت تقوم ببطولتها الفرقة، ومع ذلك شاركت الفنانة " زكية إبراهيم " الفنانة " ماري منيب " عدد من الأفلام أثناء وجود " ماري " في فرقة الريحاني ومنها العزيمة، ألف ليلة وليلة.
وأشتهرت الفنانة " زكية إبراهيم " في السينما والمسرح بأدوار الزوجة أو الحماة قاسية القلب قوية الشخصية سليطة اللسان لدرجة البذاءة أحيانًا، لتجد من الشتائم والضرب مخرجًا لمشاعرها، حتى أنها لقبت بملكة الردح، والحماة القاسية سليطة اللسان، والزوجة، والبنت الشعبية.
كانت الفنانة " زكية إبراهيم " صديقة مقربة ومحبة للراقصة " حكمت فهمي " و شاركتها فى فيلم العزيمة، ومن هنا نشأت بينهما صداقة حميمة، وعندما تم القبض على حكمت بتهمة التجسس للألمان أثناء الحرب العالمية الثانية أضربت حكمت عن الطعام وتم نقلها إلى مستشفى الدمرداش فوقفت الفنانة " زكية إبراهيم " بجانبها وكانت ترعاها حتى مرت أزمتها.
وعلى مدار مشوار حياتها الفنية قدمت العديد والعديد من الأعمال الفنية ما بين سينمائية ومسرحية على مدار 35 عامًا، ومن أبرز أفلامها:
خفير الدرك : 1936 - (زوجة عثمان عبد الباسط)
الساعة 7 : 1937
العزيمة : 1939
سلفنى 3 جنيه : 1939 - (حماة عثمان)
الباشمقاول : 1940
الف ليلة وليلة : 1941 - (زليخة)
علي بابا والأربعين حرامي : 1942 - (زوجة على بابا)
نور الدين والبحارة الثلاثة : 1944
شادية الوادي : 1947
صاحبة العمارة : 1948
أسير العيون : 1949
جوز الأربعة : 1950
ليلة الدخلة : 1950 - (زوجة المعلم خرطوشى)
حكم القوي : 1951
لم تدع الفنانة " زكية إبراهيم " الصحافة تسلِّط الأضواء عليها فانعزلت بعيدًا عن الأضواء حتى تركت جمهورها في 8 أبريل عام 1970، دون أن يعرف أي تفاصيل لحياتها قبل أن تغادر بجسدها السينما والمسرح والحياة؛ لكن رصيدها الفني لا يزال متعلقًا في قلوب وعقول كل مشاهد مصري لأفلامها الكوميدية التي لا يستطيع أحد غيرها القيام بها.