بالفيديو.. الشعراوي يرتدي قميصًا وبنطالًا في أمريكا ورسالة حية للمغتربين
صحفي أحمد واضح القاهرةتداول رواد موقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر الإمام الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي، في أحد اللقاءات مع المغتربين في مدينة "دالات" بولاية "تكساس" الأمريكية.
وحث الإمام الشعراوي، الحضور في على أن يكونوا أنموذجًا إيجابيًا للمسلمين في بلاد الغرب، قائلًا،: "ما أسعدني حين ألقاكم في بلد غير إسلامي بهذا التجمع الإيماني، الذي نعلن أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وما أسعدني حين أجدكم على هذا الالتزام رغم بعد الشقة ورغم قلة المئونة، ولتعلنوا في البيئة التي تعيشون فيها أن البيئة لم تأخذكم إليها، وإنما تحاولون بمسلك الالتزام فيكم، وحسن السلوك منكم، أن تجذبوها إلى ما تعتقدونه، ونسأله سبحانه أن يجعل منكم نموذجًا صالحًا لقيم الإسلام كلها؛ حتى تلفتوا الدنيا المنصرفة عن منهج الحق إلى هذا المنهج، ولتثبتوا لهم أنكم دائمًا على صلة بربكمن وأن زخارف الحياة التي تعيشونها في هذه البلاد لم تصرفكم عن غاية الله منكم في خلافة الأرض.
وطالب الإمام الراحل، في مقطع الفيديو الذي لم نستطع أن نستوثق من تاريخه، - لكنه على ما يبدوا من مطالعتنا في سبعينيات القرن الماضي-، الحضور بمعرفة سر وجودهم في الحياة، قائلًا،: "إني أحب منكم أن تكون هجرتكم هجرة إيمانية، والهجرة الإيمانية هي التي لا يشغلها ما تطلبه من سعة الحياة، عن الالتزام بما يحقق سعة الآخرة، فما أهون الدنيا إن كانت هي الغاية، والدنيا يجب أن نقيسها لا بعمرها الحقيقي في كون الله، ولكن يجب أن يقيسها كل مسلم بأنها هي عمره في الحياة، فالدنيا هي عمر الإنسان في الحياة، وعمر الإنسان غير معروف طوله، ولكنه يجب أن يعرف بعدًا آخرًا وهو أن يكون للحياة عرضًا سعة في الحركة التي تستنبط من أسرار وجود الله خير الله في الوجود لتجعله معينًا على منهج يسعد الخلق".
وأردف،: "إذا ما تحقق هذا العرض وجب أن يتحقق بعده آخر في الحياة وهو عند المؤمن بعد العمق أو الارتفاع، ومعنى العمق ألا يترك الإنسان خيرًا للدنيا في حياته فقط، بل عليه أن يعمل ليترك خيرًا لهذه الدنيا بعد أن يفوت هذه الدنيا، وبذلك يكون المؤمن الذي لم يعرف طول عمره في الحياة، قد عرف عرضه، وعمقه، وارتفاعه، وحين يسموا الارتفاع إلى مرادات الحق منا، يستوعب هذا البعد حياة أخرى، هذه الحياة الأخرى لا تنقضي ولا تزول، وإذا كنا في هذه الحياة الدنيا إما أن يفوتنا النعيم وإما أن نفوت نحن النعيم، فالبعد العالي للحياة، أن تعمل لحياة لا يفوتك فيها النعيم ولا تفوت أنت فيها النعيم ، وبذلك يعلمنا الله الحياة الأخرى خير من هذه الحياة الدنيا بما يضمن فيها للإنسان بقاء نعيمه، وبقاء النعيم له، فقال تعالى،: "وإن الدار الآخرة لهي الحيوان"، وأحب أيضًا من المسلمين هنا أن يعلموا الدنيا كلها، أن الإسلام ليس دين معبد ولا دين رهبنة، ولكنه دين قيم ودين مادة، يحاول الإنسان فيها، أن يستنبط من خير الله في الوجود، ما يسعد الناس جميعًا في هذا الوجود".