وكالة البلح في عروس الصعيد
”سوق البالة” بالمنيا بيت الفقراء لاقتناء أرقى الملابس بأسعار زهيدة
- محمود أبو السعود المنيا
الإقبال شديد من المواطنين على سوق البالة والأسعار في متناول الجميع
الملابس البالة لها شعبيتها والتجار يفترشون الأرض لبيعها والمواطنين يقدمون على شرائها
محمود أبو السعود
تشهد مدينة المنيا انتشار مكثف لبائعي الملابس المستعملة والتي تسمى " البالة أو الأستوك " في سوق خاص بهم، وذلك بعدما ارتفعت أسعار الملابس الجاهزة مما دفع المواطنين إلى شراء تلك الملابس لكون أسعارها في متناول الجميع، ورصدت " الميدان" في هذا التحقيق بالصور الأجواء من سوق البالة بالمنيا .
في الساعات الأولى من صباح كل يوم أثنين يقدم باعي الملابس المستعملة - من الرجال والنساء - والمعروفة في الأوساط التجارية بــ " البالة أو الأستوك " من كل حدب وصوب بالمنيا إلى شارع بين الشواني المتواجد في حي الحبشي بمدينة المنيا بجوار قنطرة المنيا، ليفترشوا الأرض من أجل عرض بضائعهم المتنوعة الأصناف من الملابس والتي تناسب كافة الأعمار السنية لأهالي المنيا الراغبين في الشراء، في سوق شهير له عبقه التاريخي منذ سنوات عدة ألا وهو سوق " البالة أو الأستوك بالمنيا " وتجد العديد من البائعين كل له مكانه الخاص به ويعرض ما لديه من ملابس، ومع آذان العصر قلما تجد بائعًا واحداً أو مشترى فالكل يلملم بضائعه من البائعين ويذهب من حيث أتى.
ويتردد على هذا السوق الآلاف من المواطنين بالمنيا كل يبحث عن مبتغاه في شراء ملابس خاصة به، لا يشغلهم سوى انخفاض أسعار تلك الملابس، حيث توفر عليهم عناء الملابس الجاهزة وما أصابها من غلاء شديد بعد تعويم الجنيه المصري وارتفاع سعر الدولار في أسعار الملابس المحلية منها والمستوردة .
وتجد أن الغالبية العظمى التي تتردد على هذا السوق في شكل مزدحم للغاية يشبه بيوم الحشر الأعظم ويصعب على أي إنسان السير بسيارته أو بعربة كارو، منهم من محدودي الدخل والفقراء نظرًا لما يعانونه من جنون الأسعار الغير متواكب مع الدخول الشهرية لهم .
وتبدأ الأسعار في هذا السوق للملابس من نصف جنيه مصرية وحتى ثلاثون جنيهًا، ولها رواجها ومفضليها من المواطنين بالمنيا .
وقال " هشام عبد الغني " أحد بائعي البالة في هذا السوق : إن ارتفاع الأسعار في المحلات ساهم وبشدة في زيادة الإقبال على السوق ومع الانخفاض في أسعار البالة وارتفاع جودة الملابس كثرت المبيعات .
وأضاف " هشام " إلى أن الملابس التي يتم شحنها من بلجيكا إلى ميناء بورسعيد، وهي عبارة عن بواقي محلات الماركات العالمية، منها المستعمل ومنها الجديد ، وتشتري بعض المحلات في منطقة وسط البلد بالقاهرة الملابس الجديدة والملابس التي بحالة جيدة لبيعها على أنها جديدة، وتلك الملابس تأتي في بالات غالبيتها مهربة من جمرك بورسعيد، مقابل ألف جنيه على الشحنة الواحدة، فالرسوم تبلغ ضعف ثمن البالات، ولذلك تدخل البلاد تهريبًا .
وأوضح عثمان رفاعي، أحد بائعي البالة في هذا السوق قائلا : إن الملابس البالة فيها فرز 1 وفرز 2، وأحسن المستويات في مصر وممثلين بيشتروا منها، كما أن المشتري الذي تعود على شراء " البالة " لن يؤثر فيه على الإطلاق ارتفاع أسعار الملابس الجديدة أو انخفاضها، خصوصًا وأن البعض يفضل ارتداء منتجات الماركة الشهيرة، وليست لديه القدرة على شرائها من المحال الكبيرة، في حين أن أعلى سعر للقطعة يفوق 200 جنيها .
وأكدت " سعاد حسني " زبونة قائلة : أن الأسعار في المحلات مرتفعة جدًا وأقل قطعة سعرها 250 جنيهًا، بالإضافة إلى أن المستعمل خامته جيدة وأسعاره مناسبة ومعقولة، وأن الملابس " البالة " هي بواقي محلات " براندات " كبيرة ولا تتوافر في مصر بهذه الجودة .
وأشارت " ليلى حنفي " زبونة قائلة: أن سوق المنيا للبالة يتواجد فيه كافة الأشكال والأنواع المختلفة من الملابس مع العديد من البائعين وتناسب كافة الأذواق والاعمار السنية وفي متناول الجميع فالأسعار رخيصة للغاية مع جودة ليست بالمتدنية، ولهذا أقبل أنا وأفراد عائلتي للتسوق من هنا بدلا من الشراء من المحلات التي تفرض أسعارًا غالية للغاية .
ويذكر " محمد سمير " صاحب محل ملابس بحي الحسيني بالمنيا : ان الملابس الصيفية أرخص بكثير من الملابس الشتوية والزبون ينتظرها لرخص سعرها؛ ولكنها تأثرت حاليًا بالأزمة العالمية ووصلت نسبة المبيعات إلى النصف أو أقل والتجار يضغطون في الأسعار لتخفيضها، حيث أن كيلو الملابس الشتوية يزن قطعتين على الأقل ومن الصيفية أربع قطع، مضيفًا بأن سوق البالة بالمنيا لا يشكل تهديدًا للملابس الجاهزة فإقبال المستهلك على البالة لرغبتهم في اقتناء الرخيص والأنيق في نفس الوقت لماركات عالمية بأسعار منخفضة تتناسب مع دخولهم .
وبهذا فإن سوق البالة بالمنيا صار له زبائنه ورواده ولا يمكن أن يندثر بل هوعلامة تاريخية في عروس الصعيد .