انقذوا مصر ممن لهم حق التصويت
د . عبد العزيز الفضالى
تطالعنا مواقع التواصل الاجتماعى كل لحظة بمشاهد ومقاطع للرشاوى الانتخابية ومناظر لمواطنين بسطاء اكاد اجزم ان العملية الانتخابية بالنسبة لهم ليست الا موسم لكسب أجر يوم ووجبة وانتقال مجانى يسبقهم حفلات يومية بها غناء ورقص لمدة أسبوعين
من الممكن ايضا ان نعتبر الانتخابات بالنسبة للبسطاء عيد مثل عيد اللحمة أو العيد الصغير
هؤلاء البسطاء هم القوة المؤثرة الذين يشكلون عصب صناديق الاقتراع فيستفتون وينتخبون وتكون المحصلة أننا نعانى وهم ايضا يعانون
واذا نظرنا إلى النجوع والقرى بعيدا عن المدن سنجد العصبيات هى المؤثرة يعطى الرجل البسيط صوته لمرشح كل مؤهلاته انه مشترك معه فى اللقب لكن هنا الامر مختلف فالرجل البسيط هنا ارتدى الجلباب الزاهى وذهب للقاء العاءلى أكثر من مرة وحظى بالجلوس مع أبناء عمومته الذين يسمع عنهم فقط والتقى معهم الصور
هنا الانتخابات مثل الافراح الكبيرة وليست مثل الأعياد
ورغم أن الامر مختلف الا ان النتيجة واحدة مرشح نجح بالرشاوى المادية أو الاجتماعية
بقى لنا ان ننظر إلى هذا العنصر المستهدف بالرشوة والمؤثر فى حاضر ومستقبل مصر التشريعى
سأتحدث عن هذا الناخب من خلال عدد من المواقف
..امراة فقيرة تطرق أبواب مكاتب الكلية تطلب مساعدة فعرض استاذى عليها تعيينها كا عاملة نظافة فرفضت وانصرفت مسرعه
... مطلقة يتيمة طلبت امها منى مساعدتها فوفرت لها فرصة عمل فى مستشفى بدخل جيد فرفضوا لأنها مطلقة وخروجها سيجعل الناس يتحدثون عنها وعندما سألت عن نوع المساعدة طلبوا تسجيل اسمها فى عدد من الجمعيات للحصول على شهرية
.. عاطل متزوج ولديه طفلة طلبت منى امه مساعدته فوفرت فرصة عمل لزوجته لكونه شخص غير ملتزم فرفضت الام لانه لن يسمح بنزول زوجته يوميا كما أنه لو عملت قد تطلب الطلاق والحل تريد تسجيل اسم زوجة ابنها فى جمعيات خيرية
... شخص حاول مساعدة أسرة فقيرة فقرر شراء ماكينة خياطة للزوجة الا انها طلبت الأموال لأجل شراء شوية هدوم
..ارملة ريفية ليس لديها دخل حاول أحدهم عمل مشروع لها لكنها فضلت الحصول على مبلغ كاش لتنفقه
.. اطفال مشردين على قارعة الطريق فى الشتاء وعندما شاهدهم صديقى قرر شراء ملابس وبطاطين لهم من محل مقابل لهم وهنا تجمع المارة علينا وكادوا ان يشتبكوا معنا قائلين عايزين منهم ايه وهذا جيد لكن الافضل منه ان يهتم بهم أحد المارة حتى لو بساندويتش .
فى النهاية ياسادة تلك هى الأغلبية التى لها حق التصويت تلك هى الأغلبية التى تشكل مستقبلنا
هل منطقى ان تكلف المعدمين والجهلة بالتخطيط لاولادك
اعتقد انه ان الاوان للنظر في من لهم حق الترشح وحق الانتخاب
ياسادة انقذوا مصر من مهزلة اصوات الجهلة والمغيبين بفعل الفقر والمرض والإدمان
هؤلاء هم القوة التصويتية التى تشكل الخطر على مصر
اعتقد اننا سنجد حل مثل المجمع الانتخابى أو التصويت الإليكترونى فى اللجان لاستبعاد الشريحة الأكثر جهلا
قد تكون كلماتى قاسية لكن ليس هناك أمل فى حلول فى ظل أحقية الأكثرية الجاهلة فى التصويت بل وتوجيههم بل وسيطرتهم على كافة الاستحقاقات الانتخابية .